التاريخ: تموز ٤, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
وزير الخارجية الروسي يدعو إلى «دور عربي» في سوريا
القوات الأميركية تتوسع شرق الفرات وتعترض دورية روسية
موسكو: رائد جبر- دمشق: «الشرق الأوسط»
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، على الأهمية التي توليها موسكو لـ«تطبيق كامل» للقرار الدولي 2254، بما يضمن تسوية الوضع في سوريا عبر الحوار بين السوريين، ومن دون تدخل خارجي. ودعا لافروف إلى تعزيز الحضور العربي في الأزمة السورية، وقال إن بلاده ترحب بدور عربي فاعل في هذا الاتجاه.

ولفت الوزير الروسي، خلال جولة محادثات أجراها، أمس، في موسكو، مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إلى أن أي دور أنشط للبلدان العربية سيكون موضع ترحيب روسي، وسيدفع نحو تسريع الحل في سوريا. وقال إن «كل الخطوات التي من شأنها أن تواجه جهود الغرب الهادفة إلى إحكام العزلة على سوريا، ومحاولات خنقها، ستكون موضع ترحيب أيضاً».

وفي هذا الإطار، أشار لافروف إلى أن روسيا أعلنت موقفاً مؤيداً لعودة سوريا إلى مكانها الطبيعي داخل الأسرة العربية، وقال: «نعلم أن هناك نقاشات نشطة تجري في الإطار داخل جامعة الدول العربية، ونأمل أنه سيتم حل هذا الموضوع بشكل يلبي مصالح سوريا، وبما يخدم مصالح كل مكونات العالمين العربي والإسلامي».

سياسياً، قال لافروف إن بلاده تعمل بـ«نشاط وبشكل قوي» لتنفيذ القرار الأممي 2254، مشيراً إلى أهمية «التطبيق الكامل» لهذا القرار. وذكر أن الجهود الروسية تبذل بنشاط في إطار «مجموعة آستانة» لضامني وقف النار في سوريا، مذكراً بأن رؤساء روسيا وإيران وتركيا عقدوا قبل أيام اجتماعاً عبر تقنية الفيديو لمناقشة آليات دفع التسوية السياسية في سوريا. ولفت لافروف إلى أن العنصر الأهم في الجهود المبذولة هو «العمل بشكل أساسي للتوصل إلى التسوية السياسية من خلال دفع الحوار بين السوريين أنفسهم».

وأعاد التذكير بأن روسيا «سترحب بدور أوسع للبلدان العربية»، مشيراً إلى الأهمية الخاصة لـ«تعزيز الحضور العربي في سوريا من خلال استئناف عمل البعثات الدبلوماسية العربية في هذا البلد». وقال إن هذا من شأنه أن يشكل عنصر دفع أساسي للعملية السياسية. وزاد مخاطباً عقيلة صالح: «نعلم أن هذا المسار قد بدأ بالفعل، وهناك بلدان عربية تعمل على استئناف وجود دبلوماسييها في دمشق، ونعلم أنكم أيضاً تسعون إلى استئناف الوجود الدبلوماسي الليبي في سوريا، ونحن نرحب بهذه الخطوة».

وشدد لافروف على أنه «كما الوضع في سوريا وفي ليبيا فهو في كل المنطقة، الأولوية يجب أن توجه إلى مواصلة دحر الخطر الإرهابي، وهذا النضال يجب أن يكون مبدئياً وبعيداً من سياسات المعايير المزدوجة»، مجدداً رفض موسكو ما وصفها بأنها «محاولات من بعض الأطراف لاستخدام الإرهابيين من أجل تحقيق مصالح جيوسياسية ضيقة».

القوات الأميركية تتوسع شرق الفرات وتعترض دورية روسية
احتجاجات كردية ضد الجيش التركي

الجمعة 03 يوليو 2020 
القامشلي: كمال شيخو

سيرت الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية دورية مشتركة يوم أمس بمحاذاة الحدود السورية - التركية غربي مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي. وحلقت مروحيات حربية روسية بعلو منخفض وألقت الغاز المسيل للدموع على أكراد، رشقوا المدرعات التركية بالحجارة احتجاجاً على دخولها المنطقة بعد أيام من قصف الجيش التركي منزلاً في قرية حلنج أودى بحياة ثلاث سيدات منهنّ ناشطتان مدنيتان.

وشاركت 8 عربات عسكرية 4 من كل جهة بدأت من قرية آشمة الحدودية غرباً وجالت قرى ومزارع جارقلي وقران وديكمداش وبوبان وسفتك جنوباً، وانتهت عند قرية تل شعير ظهراً وعادت إلى قرية آشمة لتعود القوات التركية إلى مواقعها في تركيا.

في غضون ذلك، خرج أهالي بلدة غرانيج بريف مدينة دير الزور الشرقي في مظاهرة قبل يومين نددوا بـالمجالس المحلية التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، ونشر ناشطون صفحات محلية على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تظهر المئات من المحتجين جابوا شوارع غرانيج وأحرقوا إطارات السيارات، ورفعوا لافتات احتجاجاً على الفساد الإداري لدى المجالس المحلية، ودعوا لتحسين الظروف الاقتصادية وتأمين الخبز، وتأتي هذه المظاهرات بعد أسبوع واحد من خروج أهالي بلدتي أبو حمام والكشكية بريف دير الزور، رفع المشاركون خلالها لافتات طالبوا بتوفير الخبز وإعادة خدمتي الكهرباء ومياه الشرب وتحسين الأوضاع الأمنية.

في سياق آخر، اعترضت دورية أميركية أمس نظيرتها الروسية على الطريق السريع الواصل بين مدينة القامشلي والمالكية (ديريك) شمال شرقي البلاد عند نقطة قرية خانه سري، وقطع الجنود الأميركيون الطريق أمام الشرطة العسكرية الروسية التي كانت تنوي التوجه إلى معبر «سيمالكا» الحدودي، لكنها أجبرت العودة إلى مواقعها بالقامشلي.

من جهة ثانية، شيدت القوات الأميركية نقطة عسكرية لها في مدينة «اليعربية» الحدودية بريف الحسكة الشرقي تضم مهبطاً لمطار عسكري، والموقع الجديد يقع بين قرية أم كهيف وصوامع حبوب قرية تل علو على بعد 8 كلم جنوبي «اليعربية». وأدخلت القوات الأميركية المعدات العسكرية ومواد لوجيستية ورفعت السواتر الإسمنتية وقامت بتزفيت الطريق المؤدية للمنطقة، تزامنت مع وصول معدات عسكرية ولوجيستية إلى القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة «قسرك» الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمالي مدينة الحسكة.