التاريخ: نيسان ٢٨, ٢٠٢٠
المصدر: Reuters
التحالف بقيادة السعودية في اليمن يدعو إلى وقف التصعيد في الجنوب
الرياض (رويترز) - حث التحالف بقيادة السعودية في اليمن يوم الاثنين جماعة انفصالية رئيسية أعلنت الحكم الذاتي في الشطر الجنوبي على التراجع عن هذه الخطوة التي وصفها بأنها ”تحركات تصعيدية“ في وقت ينبغي على كل الأطراف فيه التركيز على مواجهة فيروس كورونا المستجد. 

وتنذر الخطوة التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي بإحياء الصراع بينه وبين الحكومة المدعومة من السعودية، والطرفان جزء من التحالف، وذلك في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في عموم البلاد بسبب وباء كورونا. 
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إنه قلق بسبب التطورات. 

وأضاف في بيان ”يتعين على جميع الأطراف السياسية الفاعلة التعاون بحسن نية الآن، وأكثر من أي وقت مضى، والامتناع عن اتخاذ تحركات تصعيدية ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول“. 

وحذرت الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن من ”تبعات كارثية“ بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أمس الأحد حالة الطوارئ في المحافظات الجنوبية بما في ذلك عدن وهي المقر المؤقت للحكومة منذ أن أجبرها الحوثيون على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014. 

وقال التحالف في بيان إنه يؤكد على ”ضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض والعمل على التعجيل بتنفيذه“ في إشارة إلى اتفاق لتقاسم السلطة توسطت السعودية بشأنه في نوفمبر تشرين الثاني. 

وعبر التحالف عن دعمه للحكومة المدعومة من السعودية وقال إن تنفيذ الاتفاق سيؤدي إلى تشكيل حكومة كفاءات سياسية ومقرها عدن لمواجهة أزمة كورونا والسيول الأخيرة والتحديات الاقتصادية والتنموية. 

ويرزح اليمن تحت وطأة العنف، الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف شخص، منذ تدخل التحالف في مارس آذار 2015 لصالح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وهناك حالة من الجمود العسكري منذ سنوات ويسيطر الحوثيون على معظم المراكز الحضرية الكبيرة. 

* نظام صحي مُنهار 
يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، الشريكة الرئيسية للسعودية في التحالف، إلى الحكم الذاتي في الجنوب منذ وقت طويل ويتهم حكومة هادي بسوء الإدارة والفساد وهو ما تنفيه الحكومة. 

وقلصت الإمارات، التي تشاطر المجلس الانتقالي الجنوبي عدم الثقة في حزب إسلامي يشارك في حكومة هادي، وجودها في اليمن العام الماضي لكنها تحتفظ بنفوذها عبر المقاتلين الجنوبيين الذين تدعمهم. 

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يوم الاثنين إن الإمارات تعارض قرار المجلس الانتقالي الجنوبي مضيفا أن ”الإحباط“ من تأخر تطبيق اتفاق الرياض يجب ألا يكون سببا لتغيير الأوضاع من طرف واحد. وأنهى اتفاق الرياض خلافا سابقا بين الانفصاليين والحكومة العام الماضي. 

وقال قرقاش إن الإمارات تثق في التزام السعودية بتنفيذ الاتفاق مما قد يمهد الطريق أمام المرحلة التالية من حل سياسي في اليمن. 

وقال جريفيث إن اتفاق الرياض يُمّكن المجلس الانتقالي الجنوبي من المشاركة في مشاورات بخصوص حل سياسي للصراع، وحث على تنفيذ الاتفاق بسرعة. 

وأعلن التحالف بقيادة السعودية وقف إطلاق النار من جانب واحد تلبية لمناشدة من الأمم المتحدة للتركيز على وباء كورونا. ولم يقبل الحوثيون به واستمر العنف. 

وبينما لم يعلن اليمن سوى عن حالة إصابة مؤكدة واحدة بفيروس كورونا المستجد، تخشى جماعات الإغاثة من كارثة إذا تفشى المرض بين سكان يعانون أصلا من سوء التغذية في بلد نظامه الصحي منهار. 

وتحاول الأمم المتحدة إجراء محادثات عبر الإنترنت تتناول الهدنة وجهود منسقة لمكافحة فيروس كورونا وخطوات لبناء الثقة بهدف استئناف المفاوضات لإنهاء الحرب. 

ولوثت سيول شديدة المياه في البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية ودمرت طرقا وعطلت الخدمات الأساسية مما فاقم الأزمة اليمنية وهي أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص تضرروا وتعرضت عدن لضرر بالغ ولقي سبعة أشخاص على الأقل حتفهم فيها بسبب السيول. 

وقالت ليز جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن ”في الواقع، لا أحد منا يعرف كم المعاناة الذي يمكن لشعب اليمن احتماله بعد ذلك“.