التاريخ: نيسان ٤, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
مبادرة حمدوك «القومة للسودان» تلقى استجابة جماهيرية واسعة
الخرطوم: أحمد يونس
استجابت أعداد كبيرة من السودانيين لمبادرة شعبية أطلقها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، تهدف لدعم برامج حكومته الاقتصادية ومواجهة فيروس «كورونا» المستجد. وتجاوز عدد المتبرعين خلال أقل من 18 ساعة 35 ألفاً، جمعوا مبلغ 25 مليون جنيه سوداني، (الدولار يساوي 50 جنيه) من إطلاق حملة «القومة للسودان».

وأطلق حمدوك ليلة أول من أمس مبادرة «القومة للسودان- الحملة الشعبية للبناء والتعمير»، وهي دعوة للتبرع الجماعي لمساعدة السودان في مواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهه، وقال في التلفزيون الرسمي: «أقف أمامكم اليوم بتواضع، وأمل كبير، ونحن نشهد فترة عصيبة في تاريخ بلادنا، وتواجهنا مسؤولية جماعية لحماية أمتنا ومجتمعاتنا، وكُلنا ثقة بأننا سنتغلب عليها بالتكاتف والتعاون والعمل المشترك».

وفور إطلاق الحملة قوبلت بترحيب عريض من معظم السودانيين، بينما قلل منها أنصار النظام المعزول. وبحسب موقع الحملة فإن عدد المتبرعين بلغ في ساعات قليلة 35089 متبرع، جمعوا أكثر من 25 مليون جنيه سوداني عبر التبرعات الصغيرة، بتحويل الرصيد عن طريق الجوال، أو التحويلات المصرفية (للسودانيين في الداخل).

ويمكن للسودانيين في الداخل والخارج التبرع عبر تحويلات بنكية أو تحويل الرصيد، وتتراوح فئات التبرع بين 3 و200 جنيه سوداني للشخص الواحد، بحسب ملصقات الحملة وموقعها على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بينما تبرع رجال أعمال بمبالغ مالية لم يعلن عن تفاصيلها، في وقت ينتظر أن يدعم السودانيون العاملون بالخارج الحملة بمبالغ كبيرة. وقال حمدوك في خطاب إطلاق الحملة: «‎أقف أمامكم اليوم بتواضع وأمل كبير، ونحن نشهد فترة عصيبة في تاريخ بلادنا، وتواجهنا مسؤولية جماعية لحماية أمتنا ومجتمعاتنا، وكُلنا ثقة بأننا سنتغلب عليها بالتكاتف والتعاون والعمل المشترك».

وورثت حكومة حمدوك الانتقالية أزمة اقتصادية حادة، تركها نظام الرئيس المعزول عمر البشير، تمتد إلى فقدان السودان لثروته النفطية بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011، زادها فساد النظام تفاقماً.

وأشار حمدوك إلى ما سمَّاها «حالة التماسك والتآزر التي شهدتها البلاد في مواجهة فيروس (كورونا)»، واعتبرها نقطة انطلاق يتجاوز من خلالها السودانيون المرحلة الصعبة، معترفاً بشجاعة بالأزمة التي تواجهها حكومته، وقال: «لن نكذب على الشعب السوداني، ونقول إننا لا نواجه تحديات جساماً، فمنذ أن أدينا القسم كحكومة واجهتنا قائمة طويلة من التحديات والمشكلات والعقبات التي عقدنا العزم على التغلب عليها».

بيد أن حمدوك أرجع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تواجه البلاد، إلى ما سمَّاه «الإرث الكالح من الفساد، وسوء الإدارة والتبديد والإهدار لموارد الدولة»، وآثار عقود طويلة من العزلة الاقتصادية عن العالم، نتيجة لسياسات النظام المخلوع.

وأشار حمدوك إلى أن السودان غير مستثنى من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة «كورونا» وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وقال: «نعمل مع شعبنا، وكل شعوب العالم لهزيمة هذا الوباء الخطير»، واستطرد: «في خضم هذه التحديات، أطلق مبادرة (القومة للسودان- الحملة الشعبية للبناء والتعمير)».

ووصف حمدوك حملته بأنها «دعوة للتبرع الجماعي الذي سيُساعد السودان على مواصلة تجليات وإرث الثورة المجيدة»، وقال: «كما وقفنا متحدين لإسقاط النظام السابق، نقف الآن مرة أخرى لإعادة بناء وإعمار البلاد، بعد عقود من الدمار والانهيار».

وتعهد حمدوك بإكمال الطريق إلى المستقبل والانخراط في مشروعات التنمية الديمقراطية، والمشاركة في بناء وإعمار الوطن، وقال إن دعوته جاءت استلهاماً للجهود والمبادرات الشعبية، لإشراك كل سوداني وسودانية داخل وخارج البلاد في إخراج السودان من أزمته وإعادة بنائه.

ووعد باستمرار الحملة وعدم توقفها عند حالات الطوارئ، وبامتدادها لما أطلق عليها «المشروعات الاستراتيجية القومية طويلة الأجل، في مجالات الزراعة والصناعة، وتطوير الموانئ، وتأهيل السكك الحديدية، والسدود، وتنفيذها بالاستفادة من الجهد الرسمي والشعبي».