التاريخ: نيسان ٢, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
السودان يغلق سفارته في القاهرة بعد اقتحامها من قِبل رعايا «غاضبين»
القاهرة: «الشرق الأوسط»
أغلق السودان سفارته في القاهرة لأجل غير مسمى، بعد اقتحامها من قبل «رعايا غاضبين»، مساء أول من أمس، بحسب القائم بالأعمال في السفارة خالد إبراهيم، الذي أوضح أن «بعض العاطلين» من السودانيين المقيمين في مصر حاولوا استغلال قيام السفارة بتوفيق أوضاع عدد كبير من العالقين، بسبب أزمة «كورونا»، وهاجموا السفارة، طالبين معاملتهم بالمثل: «لكن لما ازدادت أعدادهم وأوشكوا على حرق السفارة، اتخذت وزارة الخارجية السودانية قراراً بإغلاق المبنى».

وفرض السودان حالة طوارئ صحية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، وبموجبها أغلق حدوده براً وبحراً وجواً. ورغم قرار السلطات السودانية فتح مطار الخرطوم، جزئياً، نهاية الأسبوع الماضي لمدة 48 ساعة، لإجلاء رعاياها العالقين بالخارج، استثنى الفتح الرحلات القادمة من مصر.

ونظم عشرات العالقين السودانيين بالقاهرة على مدار الأيام الماضية وقفات احتجاجية أمام أبواب السفارة السودانية في القاهرة، اعتراضاً على استمرار أوضاعهم بعد إغلاق الطرق البرية، وتعليق رحلات الطيران. ووفق مصادر مصرية فإن السودانيين الذين هاجموا مبنى السفارة، كانون يطلبون «مساعدات مالية».

ونقلت وكالة الأنباء «سونا» عن القائم بالأعمال في السفارة السودانية في القاهرة، خالد إبراهيم، قوله إن «السفارة استطاعت بدعم من حكومة السودان، وعدد من أفراد الجالية والناشطين، توفيق أوضاع عدد كبير من العالقين في منطقة السباعية، القريبة من أسوان (جنوب مصر)، وجرى الترتيب لإجلائهم إلى أسوان». مضيفاً أن وفداً برئاسة القنصل العام سافر إلى أسوان، وأنه تم استئجار شقق هناك لإيواء العالقين. إلا أن السلطات المصرية رأت أن الأفضل ترحيلهم إلى القاهرة، وقد شرعت السفارة في ذلك، وظلت تستقبل الواصلين إلى القاهرة، وتوفر لهم السكن، وتقدم لهم الدعم المطلوب مادياً وعينياً.

وتابع المسؤول السوداني موضحاً: «لكن بعض العاطلين من السودانيين في مصر حاولوا استغلال هذا الظرف، فهاجموا السفارة طالبين معاملتهم مثل معاملة العالقين، ولما ازدادت أعدادهم وأوشكوا على حرق السفارة، اتخذت وزارة الخارجية السودانية قراراً بإغلاق مبنى السفارة، على أن يواصل طاقم السفارة أداء مهامه».

ورفضت الخرطوم فتح المعبر البري، مؤكدة أنها أرسلت دعماً مالياً لسفارتها في القاهرة للتكفل بإعالة المتأثرين سلباً بقرار الإغلاق، إلى حين انتهاء أزمة «كورونا» واستئناف الحركة براً مع مصر.

كما أكد القائم بالأعمال بالسفارة السودانية في القاهرة استمرار جهود السفارة في معالجة قضية السودانيين العالقين، علماً أن أعدادهم تقدّر بنحو 1800، حضر معظمهم إلى مصر بغرض العلاج.

من جهة أخرى، أكدت السفارة السودانية في القاهرة أنه لا علاقة لها بحملات التبرعات التي أطلقتها بعض المنظمات والمؤسسات والأفراد، فيما يخص العالقين بمصر. وأوضحت في بيان صحافي أمس أن على «من يرغب في التبرع التواصل مع مسؤولي السفارة، وتوصيل التبرعات للمدير المالي بالسفارة؛ حيث يتم استخراج إيصال تسلم تبرع رسمي من حكومة السودان»؛ مشيرة إلى أن كل ما يتعلق بالمال وجمعه بالسفارة في القاهرة «يخضع لولاية وزارة المالية في السودان».