التاريخ: كانون ثاني ٢٥, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
قوات النظام السوري على بعد 4 كيلومترات من معرّة النعمان
لافروف يشيد أمام بيدرسن بـ«توسيع سيطرة الجيش السوري»
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ قوّات النظام السوري تقدَّمت أمس (الجمعة) باتّجاه مدينة معرّة النعمان التي تُشكل السيطرة عليها هدفاً رئيسياً للنظام، وذلك بعد معارك مع فصائل مقاتلة أدّت إلى مقتل 23 عنصراً، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المرصد إنّ قوّات النظام سيطرت على بلدتي الدير الشرقي والدير الغربي بريف إدلب الجنوبي الشرقي وباتت الآن على بُعد 4 كلم من مدينة معرّة النعمان.

وهذه المدينة التي يُسيطر عليها مسلحون هي آخر معقل رئيسي خارج عن سيطرة دمشق وتُشكّل استعادته هدفاً رئيسياً للنظام، بحسب المرصد.

وأشار المرصد إلى أنّ بلدتي الدير الشرقي والدير الغربي تُعدّان «مفتاح السيطرة على مدينة معرّة النعمان من الجهة الجنوبية الشرقية بسبب التلال المرتفعة».

ولفت إلى أنّ المعارك التي دارت من أجل السيطرة على البلدتين أدت إلى مقتل 7 من قوّات النظام و16 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنّه يمكن لقوّات الرئيس بشار الأسد الآن شنّ هجمات بقذائف الهاون على معرة النعمان من التلال الواقعة في القريتين.

وكثّفت قوّات النظام السوري، بدعم من القوات الجوّية الروسيّة، هجماتها على جنوب محافظة إدلب منذ ديسمبر (كانون الأول).

لافروف يشيد أمام بيدرسن بـ«توسيع سيطرة الجيش السوري»
موسكو: رائد جبر
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، جولة محادثات مطولة مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، ركز خلالها الطرفان على الملف السياسي وآليات دفع عمل اللجنة الدستورية السورية، والوضع حول إدلب ومسألة المساعدات الإنسانية الأممية على خلفية انتقادات موسكو القوية للغرب بسبب رفضه إدخال المساعدات عبر القنوات الحكومية السورية.

ولاحظ لافروف، في مستهل الشق المفتوح من اللقاء الذي جرى لاحقا خلف أبواب مغلقة، أن هذه الزيارة الثانية لبيدرسن إلى موسكو منذ توليه مهامه، وقال له إن «المجتمع الدولي حقق تقدما مهما في سوريا منذ بدء عملكم». وزاد أن التقدم الميداني بات ملموسا في سوريا، و«تتقلص مساحات الأراضي التي سيطر عليها الإرهابيون بشكل ملحوظ، ويتواصل العمل لتقويض ما تبقى من بؤر إرهابية وخصوصا في منطقة إدلب ومناطق شمال شرقي سوريا».

وقال لافروف إن الجيش السوري استعاد السيطرة على معظم المناطق الحدودية مع تركيا والعراق. مشيرا إلى أنه (الجيش) يواصل التقدم للسيطرة على المناطق التي ما زالت تشهد نشاطات إرهابية.

ولفت إلى أن المحور الثاني المهم هو ملف المساعدات الإنسانية، متهما المجموعات الإرهابية بإعاقة دخول المساعدات إلى سوريا والاستحواذ على المعونات الدولية التي ترسل إلى هذا البلد.

مشيرا إلى الأهمية الخاصة التي توليها موسكو لإجراء مراجعة لعمل لجنة المساعدات الإنسانية الدولية ومقرها جنيف، ودعا المبعوث الدولي إلى العمل لإعادة تقويم أدائها في إطار العمل المشترك لضمان وحدة وسيادة الأراضي السورية.

ولفت لافروف إلى أن بلاده «تراقب تصرفات بعض البلدان الغربية التي تستخدم معايير مزدوجة من خلال رفض إرسال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حين يقوم بإرسال المساعدات إلى مناطق المعارضة، بما في ذلك الأطراف الأكثر تشددا». وشدد على أنه «يجب على المجموعة الإنسانية التي تعمل في جنيف التعامل مع هذا الملف».

وتطرق إلى الملف السياسي مشيدا بعمل المبعوث الأممي لتسهيل دفع اللجنة الدستورية. ورأى أن توجه بيدرسن لتحسين الثقة وتوفير أجواء أفضل للمفاوضات «مهمة وإيجابية وتحظى بدعم موسكو». وقال إنه يشاطر بيدرسن عدم التشاؤم بسبب عدم إنجاز تقدم سريع في عمل اللجنة خلال الشهرين الماضيين، و«هذا أمر طبيعي وسنعمل على دعم جهودكم في هذا المسار».

وبدت أولويات المبعوث الدولي في الحديث ليست بعيدة تماما عن المحاور التي طرحها لافروف، لكن بيدرسن ركز بالدرجة الأولى على الملف الإنساني، ودعا إلى تطبيع الوضع حول إدلب، وقال إنه يأمل في تعمل موسكو في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أنه يتفهم «وجود عواقب في إطار جهود مكافحة الإرهاب»، لكنه نبه إلى أن «الثمن الذي يدفعه المدنيون باهظ جدا». وفي تعليق غير مباشر على عبارات لافروف حول سيطرة الحكومة على غالبية الأراضي السورية، قال بيدرسن إنه لا يمكن تجاهل أن «نصف السوريين ما زالوا بعيدين عن منازلهم ولا يمكنهم العودة إليها». مشيرا إلى أنه سيبحث جميع هذه القضايا مع السلطات السورية لدى وصوله إلى دمشق يوم الأربعاء.

وتطرق إلى عمل اللجنة الدستورية ودعا روسيا إلى «المساعدة على تذليل العقبات»، في إشارة إلى طلب أممي من موسكو بالمساعدة للتأثير على الحكومة السورية.

وكان بيدرسن أجرى، أول من أمس، محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، تطرقت إلى الملفات ذاتها، وبرزت أمس تفاصيل إضافية عن مضمون اللقاء، الذي أكد فيه المبعوث الدولي على تأييده للقلق الروسي بسبب وجود قوات أجنبية في سوريا، في إشارة إلى حديث شويغو عن «وجود قوات أجنبية لم تأت إلى سوريا بطريقة شرعية وبدعوة من الحكومة السورية». لكن بيدرسن أضاف أنه يشاطر الوزير الروسي رأيه، وزاد: «أنا معكم في أن ًوجود قوات أجنبية في سوريا يمثل تحديا. الواقع أن هناك قوات من خمس جنسيات تعمل في سوريا، وهذا يمثل نوعا من التحدي، وهي مسألة تتطلب حلا».

على صعيد آخر، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان رصد انتهاكات وقف النار في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، بأن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سوريا رصد خلال اليوم الأخير 115 خرقا لنظام وقف العمليات العسكرية، بينما رصد الجانب التركي 111 خرقا.

ولفت البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها الرسمي إلى أن انتهاكات الفصائل المسلحة وقعت في حلب (67) وإدلب (23) واللاذقية (16) وحماة (9)، بينما رصد الجانب التركي 111 خرقا من جانب القوات النظامية في حلب (62) وإدلب (37) واللاذقية (6) وحماة (6).

وتشير هذه الأرقام إلى مستوى التصعيد الحاصل في منطقة إدلب ومحيطها، إذ كانت البيانات المماثلة التي تصدرها اللجنة المشتركة لمراقبة نظام وقف النار ترصد عادة بضعة اختراقات يوميا فقط من الجانبين.