التاريخ: كانون ثاني ١٣, ٢٠٢٠
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
تحذير روسي من استمرار انتهاك الهدنة وأنقرة تؤكد التزام وقف إطلاق النار في إدلب
أنقرة: سعيد عبد الرازق
أعلنت تركيا أن وقف إطلاق النار في إدلب الذي دخل حيز التنفيذ في الساعات الأولى من يوم أمس (الأحد) يسير على نحو جيد ولم يتم رصد خروقات من جانب النظام أو فصائل المعارضة المسلحة. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه من الملاحظ التزام أطراف الصراع في محافظة إدلب السورية بوقف إطلاق النار، ويبدو الوضع هادئا باستثناء حادث أو اثنين فرديين. وأضافت الوزارة أنها تتابع عن كثب تطبيق وقف إطلاق النار الذي أعلن بالاتفاق مع روسيا.

وكان بيان مشترك صدر عقب مباحثات الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول الأربعاء الماضي، دعا إلى ضرورة وقف إطلاق النار في إطار التفاهمات بين البلدين بشأن إدلب. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أول من أمس، أن الجانبين التركي والروسي اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب اعتبارا من الساعة 00:01 مساء الأحد - الاثنين. بينما كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت بدء سريان وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 14:00 يوم الخميس الماضي.

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أول من أمس، ناقشا خلاله التطورات في إدلب. ويتوجه اليوم (الاثنين) إلى موسكو وفد تركي رفيع المستوى، يضم وزيري الخارجية والدفاع مولود جاويش أوغلو وخلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان لإجراء مباحثات حول الملف السوري وبشكل خاص الوضع في إدلب، إلى جانب التطورات في ليبيا.

وبحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، في اتصال هاتفي مساء أول من أمس، قضايا الوضع الأمني في سوريا ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا.

كما ناقش المسؤولان التركي والأميركي المستجدات في العراق وإيران، واتفقا على بذل الجهود من أجل الحد من التوتر.

وكان كالين التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، في إسطنبول مساء السبت، وبحثا التطورات في سوريا والوضع في إدلب والمسار السياسي لحل الأزمة السورية. وقال جيفري في تصريحات قبل مغادرته إسطنبول، إنه بحث مع المسؤولين الأتراك التطورات في سوريا. معربا عن دعم الولايات المتحدة للموقف العسكري التركي في المنطقة. وأضاف أن بلاده تتعاون بشكل وثيق مع تركيا حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وكان جيفري التقى، الجمعة، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال في العاصمة أنقرة.

وقال المبعوث الأميركي إن تزايد الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط يشكل مصدر قلق لبلاده ولدول المنطقة، مضيفا: «لا شك أن إيران تشكل أكبر تحد في الوقت الراهن، بجانب أننا ما زلنا نرى (تنظيم داعش) الإرهابي خطرا كبيرا في سوريا والعراق». وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتخذ موقفا قويا لدفع إيران للانسحاب من المنطقة، قائلا: «العرب السنة يقولون إنهم لا يريدون رؤية الإيرانيين، ويقولون لا نريد رؤية الحرس الثوري الإيراني، ونحن نخشى منهم أكثر من أي شيء».

خروقات متكررة من قوات النظام لوقف إطلاق النار في إدلب
لندن: «الشرق الأوسط»
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام قامت بخروقات متكررة خلال الساعات الأولى لوقف إطلاق النار في إدلب، الذي اتفقت عليه روسيا وتركيا.

وذكر المرصد أن حالة من الهدوء الحذر تسود المنطقة في المجمل، إلا أن قوات النظام عمدت إلى خرق الهدوء عبر استهدافها بالقذائف الصاروخية لمدينة معرة النعمان وقرية معرشمشة وكفرباسين ومعرشورين وتقانة وتلمنس بريف إدلب، وذلك بشكل متقطع بعد منتصف الليل وصباح أمس الأحد. يأتي هذا بعد إعلان قوات النظام تجهيز ثلاثة معابر لخروج المدنيين من إدلب نحو مناطق سيطرتها، وتوزعت الممرات على مدينة الهبيط جنوب إدلب، وأبو الظهور شرق إدلب، والحاضر في ريف حلب الجنوبي.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية في وقت متأخر من مساء الجمعة الاتفاق مع روسيا على وقف جديد لإطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، اعتبارا من منتصف ليل 12 يناير (كانون الثاني) بالتوقيت المحلي السوري.

تحذير روسي من استمرار انتهاك الهدنة
افتتاح ثلاثة معابر إنسانية في إدلب

موسكو: رائد جبر
حملت التصريحات الروسية حول افتتاح ثلاثة معابر «إنسانية» لخروج المدنيين من محافظة إدلب، بدءاً من اليوم، تأكيداً على تحميل الفصائل المسلحة في المنطقة مسؤولية تعثُّر الهدنة الهشة التي تم الإعلان عنها باتفاق روسي - تركي قبل أيام. وبالتزامن مع إطلاق حملة دعائية واسعة لحث المدنيين على مغادرة المدينة، تواصلت التحذيرات الروسية المتكررة من «استمرار انتهاك الهدنة» من جانب متشددين.

ودعت وزارة الدفاع الروسية المدنيين في المنطقة إلى استغلال فتح المعابر التي تبدأ نشاطها منتصف نهار اليوم، وأفاد مدير مركز «حميميم» للمصالحة، التابع لوزارة الدفاع الروسية، يوري بورينكوف، في بيان أصدره مساء أول من أمس (السبت)، أن الجيش السوري سيعمل مع القوات الروسية على تنظيم خروج المدنيين إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية اعتباراً من الساعة 12:00 يوم 13 يناير (كانون الثاني)، مضيفاً أن العابر التي تم تجهيزها تقع في أبو الظهور والهبيط والحاضر.

وأوضح أن هذه المعابر تشمل على مراكز لتقديم الإسعافات والماء الصالح للشرب والغذاء الساخن والأدوية والمستلزمات الأساسية، مضيفاً أنه سيتمّ تخصيص وسائل نقل لإخراج الراغبين في الانسحاب من مناطق سيطرة المسلحين.

ووفقاً لمدير مركز حميميم، فسيجري إبلاغ السكان المحليين بنظام الخروج وعمل المعابر عن طريق رسائل نصية قصيرة ومنشورات وتقارير تلفزيونية وإذاعية.

وكان بورينكوف أعلن، في وقت سابق، عن بدء عمل نظام لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع تركيا اعتباراً من الساعة 14:00 من الخميس الماضي. لكن إعلان المسؤول العسكري الروسي تزامن مع تسارع وتيرة البيانات الروسية حول «انتهاكات واسعة» للهدنة من جانب الفصائل المعارضة السورية. ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى تلقي «بلاغات متعددة من قبل المواطنين السوريين من مناطق سيطرة التشكيلات المسلحة في منطقة إدلب لخفض التصعيد، بطلب إعادتهم إلى بيوتهم الواقعة في الأراضي التي تم تحريرها من المسلحين».

وأعلن مصدر عسكري، أمس، أن الفصائل المسلحة استهدفت محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري بقذائف صاروخية. ووفقاً للمصدر، فإن نقاط تمركز القوات السورية، في محيط مطار النيرب العسكري بريف حلب الشرقي، تعرضت لقصف باستخدام قذائف صاروخية من طراز «غراد».

وكانت وزارة الدفاع أشارت إلى أن القوات الحكومية تصدّت، صباح السبت، لهجوم شنه مئات المسلحين بالقرب من بلدة جرجناز بريف إدلب. وقال الناطق العسكري إن نحو 200 مسلح شاركوا في الهجوم، مستخدمين 30 سيارة «بيك آب» مزودة بمدافع رشاشة ذات أعيرة كبيرة. وأشار إلى أن قوات الجيش تصدت للهجوم، وأرغمت المسلحين على التراجع إلى مواقعهم السابقة.

ووفقاً للبيان، فإن العسكريين الروس رصدوا 31 عملية قصف من قبل الفصائل المسلحة خلال الساعات الـ24 الماضية، مع الإشارة إلى أن القوات الحكومية السورية «توقفت عن الأعمال القتالية في إدلب ولم يتم استخدام الطيران الحربي في هذه المنطقة». وقال بورينكوف: «على الرغم من ذلك، فإن التشكيلات المسلحة غير الشرعية لم تتخلّ عن قصف مواقع القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية والبلدات السكنية المسالمة، مستفزة القوة الحكومة لشن عمليات جوابية».

وتزامنت التحذيرات الروسية من وقوع استفزازات قد تعرقل عمل المعابر الإنسانية، مع تركيز وسائل إعلام على حملة واسعة أطلقتها القوات الحكومية لإقناع المدنيين بمغادرة إدلب، ونقلت أن مروحيات الجيش السوري، ألقت، أمس، قصاصات ورقية فوق ريفي إدلب وحلب تحث المدنيين المقيمين في مناطق سيطرة تنظيم جبهة النصرة وحلفائه من التنظيمات الأخرى، على التوجه نحو المعابر الإنسانية لـ«الانتقال إلى مناطق سيطرة الدولة السورية».

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الحكومية الروسية أن القصاصات الورقية حملت رسائل إلى أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية تناشدهم مغادرة هذه المناطق باتجاه المعابر الإنسانية التي جهزتها الدولة السورية في ريفي المحافظتين، والتي ستكون جاهزة لاستقبالهم اعتباراً من الاثنين بعد توفير جميع المستلزمات الطبية والغذائية اللازمة لضمان خروج المدنيين من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري.

وأضاف المراسل أن الجيش السوري أكد للمدنيين في المنشورات «سعي التنظيمات الإرهابية إلى اتخاذهم دروعاً بشرية لمنع تقدم الجيش السوري، وأن قرار تطهير المنطقة من الإرهابين القتلة اتُّخذ ولا رجعة فيه»، مطالباً المدنيين بـ«مساعدة عناصر الجيش السوري في تحقيق النصر على الإرهاب».