التاريخ: تشرين الثاني ٦, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
ليبيا: السراج يؤكد ضرورة الالتزام بـ«الصخيرات» ويطالب حفتر بالانسحاب
القاهرة: خالد محمود
بينما جدد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، التأكيد على أن قواته «ستدخل بدون شك العاصمة طرابلس بعد القضاء على الميليشيات المسلحة»، التي قال إنها «هي من تصدر الأوامر لحكومة (الوفاق) الوطني لتوفير المال والسلاح لها»، اعتبر فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، «أنه لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار إلا بانسحاب القوة المعتدية إلى المكان، الذي أتت منه بدون أي شروط».

وأكد السراج في تصريحات له، أمس، ضرورة الالتزام بالاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015 مع الوقف الفوري لأي تعامل مع المؤسسات الموازية.

وكان السراج، الذي يعتبر نفسه القائد الأعلى للجيش الليبي، قد ناقش أمس مع اللواء محمد الزين، آمر قوة مكافحة الإرهاب، الأوضاع الميدانية في مناطق القتال. وقال بيان لمكتب السراج، أمس، إنه تم أيضا بحث تطوير عمليات التنسيق بين الأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة، وقوة مكافحة الإرهاب التي قال إنها تساهم بدور محوري بمختلف المناطق العسكرية، إضافة لمراجعة التدابير المتخذة لرصد وملاحقة فلول تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

كما تسلم السراج أمس، بمقره بالعاصمة طرابلس أوراق اعتماد السفراء الجدد للجزائر وكرواتيا وسان مارينو، وثمّن في احتفالية بالمناسبة موقف دولهم، الرافض لما وصفه بالعدوان والداعم للمسار الديمقراطي في ليبيا. وأعرب السراج عن أمله في أن يعمل السفراء الجدد على تعزيز وتنمية علاقات التعاون، بما يخدم المصالح المشتركة بين ليبيا ودولهم.

ميدانيا، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» إن شباب منطقة غوط الشعال بطرابلس اشتبكوا مع عصابة ميليشيات مسلحة في طرابلس، مساء أول من أمس، مشيرا إلى قيام الميليشيات بإطلاق صواريخ الجراد وقذائف الهاون بشكل عشوائي من شارع السدرة، وتحديدا من مزرعة عبد الرحمن الصيد بطرابلس، بهدف خلق بلبلة ورأي عام.

واعتبر المركز «كل هذه المحاولات لن تفيد في أي شيء، سوى مزيد من الجرائم ضد الإنسانية، واستهداف الآمنين والمدنيين في سجل هذه العصابات».

وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، قد أكد في مؤتمر صحافي في بنغازي مساء أول من أمس، أن قوات «الوفاق» لا تستطيع منع الجيش من دخول طرابلس، وقال: «نسير نحو المرحلة النهائية من المعركة العسكرية».

في المقابل، نقلت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها الميليشيات الموالية لحكومة السراج عن محمد قنونو، الناطق الرسمي باسمها، أن قواتها شنّت هجوماً على تمركزات «الجيش الوطني» في محور النهر، وألحقت بهم خسائر فادحة، مشيرا إلى استعادة السيطرة على أربعة شوارع النهر وعمارة العظم بخلة الفرجان. لافتا إلى استهداف المدفعية الثقيلة لقوة مكافحة الإرهاب، وبشكل وصفه بأنه دقيق، آليات وتمركزات قوات الجيش في وادي الربيع. كما أوضح أن إطلاق قذائف الجراد العشوائية والقصف الجوي للطيران الحربي أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين من بينهم طفل، بالإضافة إلى تدمير سيارات لمواطنين في محيط مصحة بمنطقة صلاح الدين ومحيط مدرسة بمنطقة الهضبة البدري، ومخزن للأدوية بمنطقة عين زارة.

وكانت القوات الموالية لحكومة السراج قد أعلنت استعادتها السيطرة على معسكر اليرموك جنوب العاصمة طرابلس بعد معارك عنيفة ضد قوات «الجيش الوطني».