التاريخ: أيلول ١٢, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
المغرب: الصراع داخل «الأصالة والمعاصرة» المعارض يصل إلى مراحله الأخيرة
محكمة ترجئ البت في دعوى بنشماش ضد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر
الرباط: «الشرق الأوسط»
دخل الصراع بين «الإخوة الأعداء» داخل حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض مراحله الأخيرة، بعدما باتت أيام قليلة تفصل التيارين المتصارعين على دفة قيادة الحزب عن موعد انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للحزب، المزمع عقده يومي 27 و28 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وأرجأت المحكمة الابتدائية بالرباط، أمس، البت في الدعوى، التي رفعها حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ضد سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي يطعن بنشماش في شرعية انتخابه على رأسها، إلى 18 من الشهر الحالي.

وقال عبد اللطيف وهبي، القيادي البارز في «تيار المستقبل» المعارض للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن تأجيل البت في الدعوى، التي رفعها بنشماش ضد كودار، جاء بناء على طلب دفاعه من أجل إعداد ملف. وأضاف وهبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ماضية في الإعداد للمؤتمر، وواثقة بالرد الذي قدمه رئيسها للمحكمة في قضية الدعوى، التي رفعها الأمين العام للحزب ضده.

وأفاد وهبي في التصريح ذاته بأن الفضاء، الذي يرتقب أن يشهد أشغال المؤتمر الوطني للحزب، بدأ يستقبل الوسائل اللوجيستية والمعدات الخاصة لتهيئة القاعة، التي ستحتضن أشغال المؤتمر بمركز مولاي رشيد للشباب والطفولة في مدينة بوزنيقة (جنوب الرباط).

أما بشأن الرسائل التي تحدثت تقارير إعلامية محلية عن توجيهها من قبل بنشماش للسلطات، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، من أجل منع عقد المؤتمر الذي دعا له معارضوه، فقد أكد وهبي أن «منطق الاستقواء بالسلطات الذي ينهجه بنشماش يعبر عن حقيقته، ويؤكد أنه لا يؤمن بالديمقراطية»، مبرزا أن المؤتمر سيكون محطة فاصلة لاستعادة الثقة وتصحيح مسار الحزب.

يذكر أن بنشماش كان قد رفع دعوى قضائية في يوليو (تموز) الماضي بالمحكمة الابتدائية بالرباط، ضد كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، يطالب فيها ببطلان هذه اللجنة، التي واصلت أشغالها رغم القرارات المتوالية التي اتخذها الأمين العام للحزب في حق أعضائها، بلغت حد الطرد من الحزب، وهي القرارات التي اعتبرها خصوم بنشماش «غير قانونية».

ويراهن بنشماش وأتباعه على الدعوى التي رفعها ضد كودار لحسم المعركة لصالحه، في حالة الحكم بـ«بطلان انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للحزب، مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية»، مستندا غلى أن السير «غير العادي لاجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وما شابها من تجاوزات واختلالات، أثرت على سيره وانعقاده في ظروف مواتية وسليمة شكلا وموضوعا»، وهو الأمر الذي يرفضه خصومه، ويؤكدون أن كودار انتخب بشكل «قانوني» رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، بعدما نال ثقة غالبية الأصوات الحاضرة في الاجتماع المخصص لذلك.

ويرتقب أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من التصعيد، والمواقف المتضاربة بين التيارين في المرحلة الدقيقة التي يعيشها الحزب، قبل بلوغ محطة المؤتمر، حيث سيسعى كل طرف للعب الأوراق المتبقية في حوزته من أجل كسب الرهان، والتمكن من مقاليد تسيير الحزب خلال السنوات المقبلة.