التاريخ: أيلول ١١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
نصر الله: خامنئي إمامنا وقائدنا وسيدنا ولن نكون على الحياد في أي حرب على إيران
حزب الله لإخضاع محافظة القنيطرة لسيطرته الكاملة
بيروت: «الشرق الأوسط»
حذر أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله من أن أي حرب على إيران ستؤدي إلى إشعال المنطقة بكاملها ومن شأنها أن تؤدي إلى «نهاية إسرائيل»، مجدداً التأكيد: «موقفنا كجزء من محور المقاومة، لسنا على الحياد ولن نكون على الحياد».

وفي كلمة له في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة ذكرى عاشوراء، تطرق فيها إلى مختلف القضايا، وصف نصر الله العقوبات الأميركية على إيران وسوريا وعلى حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق بـ«الظالمة».

وقال: نحن نكرر موقفنا كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد، ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل، وفي معركة الحسين ويزيد، والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل، وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا، هذا المحور، هذا المخيم، هذا المعسكر الذي يقف على رأسه سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وإن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور، وهي مركزه الأساسي، وهي داعمه الأقوى، وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره.

واستنكر «العقوبات على مصارف لبنانية قال إن لا علاقة لها بـ(حزب الله)»، في إشارة إلى «جمال ترست بنك» وعلى أغنياء «لأنهم من الطائفة الشيعية»، داعياً إلى «إعادة النظر في هذه السياسة، معتبرا أن على الدولة والحكومة اللبنانية الدفاع عن لبنانيين ومؤسساتهم، لا أن يسارع بعض المؤسسات إلى أن يكون ملكيا أكثر من الملك».

وعن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، قال نصر الله: «أسقط اللبنانيون محاولة إسرائيل تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006»، منوهاً بـ«الموقف اللبناني الموحد في رفض العدوان الإسرائيلي على لبنان من خلال الطائرتين المسيرتين على الضاحية». وأضاف: «اليوم سنثبت المعادلات ونعزز الردع الذي يحمي بلدنا. والجيش الأسطوري الذي كان لا يقهر تحول إلى جيش هوليوودي وخائف وجبان ومنسحب إلى ما وراء الحدود».

وأكد كذلك: «إذا اعتدى العدو على لبنان، من حق اللبنانيين، وهو حق قانوني وشرعي وكما ورد في البيان الوزاري، أن يدافعوا عن لبنان وسيادته وكرامته. لذا، بعيدا من الضجيج في الداخل والتهديد من الخارج، أقول وأكرر، إذا اعتدي على لبنان، هذا العدوان سيرد عليه بالرد المناسب، ولا خطوط حمراء على الإطلاق. فلبنان اليوم أقوى في مواقفه». ودعا اللبنانيين إلى أن «يثقوا بقوة لبنان، وعليهم أن يتصرفوا من موقع القوي في أي لقاء مع أي مسؤول أميركي في الحوار عن النفط والغاز والماء والحدود».

وختم نصر الله كلامه بالتأكيد على أن «الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وداعمه الأساسي وجوهره، وعلى من يراهن على خروجنا من هذا المحور بالتهديد والعقوبات نقول له: هيهات منا الذلة، ففي هذا المحور لم نر إلا الانتصارات، فهو أمل الشعوب المضطهدة».

وفي الشأن الاقتصادي قال: «الوضع الاقتصادي ليس ميؤوسا منه، ويمكن في حال التصرف بمسؤولية أن يكون أفضل، الأزمة لها أسبابها وفي مقدمها الفساد، أما جهود المعالجات فتحتاج إلى التضافر وفي الطليعة سياسة الحكومة».

ودعا الحكومة إلى «تفعيل عملها»، مشيرا إلى أن «حزب الله بدأ يدرس ورقة بعبدا الاقتصادية، وموقفنا هو عدم المس بذوي الدخل المحدود أو فرض ضرائب جديدة، وهناك خيارات أخرى لم تتم معالجتها بجدية». وشدد على «أهمية استعادة الأموال المنهوبة ممن وصفهم بـ«الأباطرة الذين ملأوا جيوبهم بشكل غير شرعي». وجدد «التزام الدفاع عن حقوق اللبنانيين». واعتبر أن «استعادة الثقة بمؤسسات الدولة شرط أساسي للثقة بإجراءاتها الاقتصادية».

مواقف لبنانية رافضة لكلام نصر الله
بيروت: يوسف دياب
لقيت مواقف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، في مناسبة ذكرى عاشوراء، ردود فعل مستنكرة في لبنان. ووضعها رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، برسم رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحديداً قوله «نحن من لبنان نقول للعالم إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله، وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور... نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة، وتدمر دولاً وشعوباً، ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة».

وأكد النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا انتماء وطنياً لدى نصر الله، بل تثبيت الانتماء الكامل للإمبراطورية (الإيرانية) التي لا تعترف بالأوطان». وقال: «لبنان لا يمثل شيئاً في قاموس نصر الله، والمؤسسات الدستورية القائمة في لبنان والرئاسات ليست إلا ديكوراً، طالما أن السياسة الخارجية والأمن والدفاع بيده».

وأشار بيضون إلى أن «نقطة الضعف الأساسية عند نصر الله وإيران، هي الخوف على نظام بشار الأسد، وهم يدركون أن إسرائيل وحدها القادرة على الإطاحة بهذا النظام، ولذلك فإن القصف الإسرائيلي على الداخل السوري، يصرّ نصر الله على الردّ عليه من لبنان، كي لا يحمل الأسد تبعات هذا الردّ»، معتبراً أن «نقطة التقاطع الأساسية بين نصر الله وإسرائيل تكمن في بقاء الأسد، الذي يحمي حدود الجولان المحتل».

ولم يتوقف هجوم نصر الله على إسرائيل والولايات المتحدة، بل شمل الدول العربية، والقطاع المصرفي في لبنان، على خلفية تقيّده بالعقوبات الأميركية على الحزب وكياناته، وشدد بيضون على أن «(حزب الله) هو أحد أبرز أسباب الانهيار الاقتصادي في لبنان»، وها هو اليوم يضع الليرة اللبنانية على شفير الانهيار.

وكان موقفٌ كذلك للنائب السابق فارس سعيد الذي اعتبر أن «حزب الله» بكلام نصر الله «نفّذ انقلابه الكامل على لبنان». وتوجّه إليه بالقول عبر «تويتر»: «لا يوجد في الدستور ولا في (الطائف)، ولا في القرارين 1559 و1701 (نقاتل تحت راية الإمام خامنئي)». ودعا سعيد، اللبنانيين، «إلى مواجهة الانقلاب سلميّاً، كما واجهنا سلاح سوريا بانتفاضة سلميّة، ولن نقاتل إلا تحت راية لبنان، فقط لبنان، ومن يقاتل تحت أي راية أخرى لا يشبهنا».

وفي الإطار نفسه، أشار رئيس مركز «أمم للأبحاث والتوثيق» لقمان سليم، إلى أن نصر الله «جدد الاعتراف بأن مرجعيته الأولى الأخيرة؛ علي خامنئي». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «نصر الله أعلن صراحة أنه يأخذ الحق والباطل من رجل غير لبناني، ويخضع له تحت اعتبارات مذهبية، تجعل لبنان ثغراً إيرانياً، وتقطع حبل الوصل مع باقي اللبنانيين». وقال سليم إن نصر الله «يعترف بأنه يحتلّ لبنان باسم علي خامنئي، وأن لبنان رهينة بيد قائده، وأمام هذا الواقع لا نستطيع الحديث عن سيادة في ظلّ بلد محتل إيرانياً».

وتوقف لقمان سليم وهو سياسي شيعي معارض لـ«حزب الله»، عند نقطتين لافتتين في خطاب نصر الله، الأولى تكمن باعترافه بأن «الإسرائيليين نجحوا بخداع (حزب الله) بعملية الردّ، ولم يبالغ بتصوير ما جرى على أنه انتصار، أما النقطة الثانية، فهي هجومه على مصرف لبنان من دون أن يسميه، لأنه يطبّق العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب»، معتبراً أن «القطاع المصرفي ومصرف لبنان، يشكل شوكة في حلق (حزب الله)، لأنه يتحرك خارج سيطرته». وعزا سليم سبب هجوم نصر الله على المصارف، لأن «جمهوره يطالبه بأجوبة عن العقوبات التي تطاله».

حزب الله لإخضاع محافظة القنيطرة لسيطرته الكاملة
لندن: «الشرق الأوسط»
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، إن قوات حزب الله اللبناني تواصل مساعيها الهادفة إلى إخضاع محافظة القنيطرة لسيطرتها الكاملة، وذلك عبر رؤوس أموال متنفذين في المنطقة. وأضاف المركز الحقوقي الذي يعمل من بريطانيا، أن الحزب يعمل على السيطرة على المنشآت والدوائر الرسمية عبر أصحاب نفوذ موالين لها بالمنطقة، بالإضافة لعمليات التجنيد المتواصلة للشبان والرجال هناك.

وينتشر عناصر حزب الله في عموم محافظة القنيطرة ويتخذون من مدينة البعث وبلدة خان أرنبة مراكز رئيسية لهم. وكان المرصد قد نشر في 5 سبتمبر (أيلول)، أن مصادر متقاطعة أبلغته بوجود اجتماعات تجري بشكل يومي بين قيادات من فصائل المعارضة ممن غادروا درعا نحو الأردن بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها على الجنوب السوري. وأضافت المصادر أن فحوى الاجتماعات هذه؛ العمل بغية تشكيل هيكل عسكري جديد تحت اسم «جيش الجنوب» ومهمته محاربة الوجود الإيراني في الجنوب السوري بدعم من غرفة الموك. إلا أن الأمر لم يتعدَ الدراسة بعد، حيث يتم إجراء مشاورات واجتماعات على أن تتحول إلى أرض الواقع خلال الفترة المقبلة.