التاريخ: أيلول ١١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الغارات الغامضة تضغط على إيران في سوريا
تسببت غارات جوية على مواقع للقوات الإيرانية ومجموعات موالية لها في شرق سوريا ليل الأحد- الإثنين بسقوط 18 مقاتلاً، استناداً الى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي لم يتمكن من تحديد الجهة التي شنت الغارات.

وجاء في بيان أصدره المرصد أن " ضربات جوية عدة استهدفت مواقع للقوات الايرانية والميليشيات الموالية لها في منطقة البوكمال وأسفرت عن مقتل 18 مقاتلاً لا نعلم حتى الان جنسيتهم".

وسجلت الغارات في محافظة دير الزور، التي تشهد عمليات معقدة وحيث تنتشر مجموعات مقاتلة متعددة.

وفي حزيران 2018، أدت غارات على أقصى شرق سوريا قرب الحدود العراقية إلى سقوط 55 مقاتلاً من القوات الموالية للنظام، وخصوصاً سوريين وعراقيين، كما أفاد المرصد.

وألقى مسؤول أميركي في واشنطن طلب عدم ذكر اسمه تبعة الغارات على إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على الامر.

وشنت إسرائيل هجمات عدة في سوريا على مواقع للقوات الإيرانية أو "حزب الله" اللبناني الذي تدعمه طهران والنظام السوري.

وتقوم قوات النظام في محافظة دير الزور بعمليات بدعم من مجموعات أجنبية، تضم خصوصاً مقاتلين عراقيين وإيرانيين.

وأكد مصدر أمني عراقي في قوات حرس الحدود، لقناة "روسيا اليوم" تعرض فصائل عراقية مسلحة للقصف داخل الحدود السورية من طيران لم يحدد بعد. وقال إنه "ليل الاثنين شهد تعرض فصائل شيعية مسلحة لا يعرف إن كانت منضوية تحت لواء الحشد الشعبي أم لا للقصف". وأوضح أن "القصف أوقع عدداً من القتلى والجرحى، ولكن تعذّر التأكد من الأعداد حتى الآن".

وأضاف أن "الغارات الجوية كان عددها خمس غارات، والوقت بين غارة وأخرى لم يتجاوز الدقيقة الواحدة"، وأن "القصف كان داخل منطقة البوكمال السورية".

وأفادت تقارير إعلامية، أن الشريط الحدودي بين العراق وسوريا يشهد انتشاراً لـ"حزب الله" اللبناني و"كتائب حزب الله" العراقية وكذلك حركة "النجباء" وفصيلي "فاطميون" و"زينبيون".

في المقابل، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اطلاقاً فصائل تدعمها إيران صواريخ نحو إسرائيل من سوريا أمس، لكنها سقطت قبل أن تصل الى الأراضي الإسرائيلية. وقال: "أطلقت فصائل شيعية تعمل تحت قيادة فيلق القدس الإيراني عدداً من الصواريخ من أراض سورية قرب دمشق...لم يصل أي منها إلى الأراضي الإسرائيلية".

الوكالة الدولية تسأل إيران

وفيما يكتنف الغموض الغارات التي تتعرض لها الفصائل الموالية لايران في سوريا والعراق، رأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران أمس، أنه ليس ثمة وقت لإضاعته في الاجابة عن أسئلتها التي يقول ديبلوماسيون إنها تشمل تفسير العثور على آثار للأورانيوم في موقع لم تكشفه طهران للوكالة.

وقالت إن إيران بدأت تنفيذ تعهدها الأسبوع الماضي، بانتهاك الاتفاق النووي لعام 2015 على نطاق أوسع وهذه المرة بتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة والمضي نحو تخصيب الأورانيوم بها على رغم أن هذا محظور بموجب الاتفاق النووي.

وكشف ديبلوماسيون، أن إيران لم تفسر بعد للوكالة الدولية للطاقة الذرية كيف وصلت جزيئات من الأورانيوم إلى ما قالت عنه طهران إنه منشأة لتنظيف السجاد.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعارض الاتفاق بشدة، هو أول من أشار الى الموقع العام الماضي، ووصفه بأنه "مخزن نووي سري" قائلاً إنه يحتوي على مواد مشعة غير معروفة نُقلت من هناك مذذاك.

وأمس، صرح نتنياهو بأن طهران تطور أسلحة نووية في موقع سري في آباده بإيران. وهذه المرة الأولى يحدد الموقع، الذي قال إنه اكتشف في مجموعة من الوثائق الإيرانية التي سبق لاسرائيل أن حازتها وكشفتها العام الماضي.

وقال: "أجرت إيران في هذا الموقع تجارب لتطوير أسلحة نووية"، وهو يقع جنوب مدينة أصفهان الإيرانية. وأضاف أن إيران دمرت الموقع عندما أدركت أن إسرائيل اكتشفته.

انتهاك جديد

ويسمح الاتفاق النووي الموقع عام 2015 لإيران بإنتاج الاورانيوم المخصب باستخدام ما يزيد قليلاً على خمسة آلاف من الجيل الأول لأجهزة الطرد المركزي "آي آر-1". كما يمكن طهران بموجب الاتفاق استخدام عدد قليل من أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطوراً للأغراض البحثية فحسب ولكن من دون تخزين الأورانيوم المخصب.

لكن إيران تتجاوز الحدود المفروضة على نشاطاتها الذرية خطوة خطوة رداً على العقوبات الأميركية المفروضة عليها منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في أيار من العام الماضي.

وصرح ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران أبلغتها أنها تجري تعديلات لاستيعاب مجموعات مترابطة، تشمل 164 من أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي آر-2 إم" و"آي آر-4". وكان الاتفاق قد ألغى السلاسل بهذين الحجم والنوع.

وقال إن مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة تحققوا من أن إيران ركبت أو أنها تعكف على تركيب أعداد أقل من أجهزة الطرد المركزي المتطورة المتنوعة.