التاريخ: أيلول ٢, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
هل خدع الجيش الاسرائيلي "حزب الله"؟
موناليزا فريحة
أوحت التقارير الأولية والصور من مستوطنة أفيفيم ومناطق حدودية في جنوب لبنان، بعد ظهر أمس بحرب حقيقية: دخان يتصاعد في تلال الجليل نتيجة إطلاق "حزب الله" ثلاثة صواريخ مضادة للدبابات باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي وسيارة إسعاف عسكرية، ورد إسرائيلي تسبب بدخان كثيف في مناطق جنوبية حدودية.

وعلى الأثر، أعلن "حزب الله" استهداف آلية عسكرية إسرائيلية "وقتل وجرح من فيها".

وقال على موقعه الرسمي: “عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها".

وبثت القنوات الاسرائيلية مشاهد لعمليات اجلاء في مكان الهجوم، وصوراً لجنود يحملون جرحى على نقالات إلى هليكوبتر.

وفيما التزم الجيش الاسرائيلي الصمت حيال الضحايا، قصف أطراف مارون الراس الحدودية بعشرات القذائف المدفعية. وبعدما انجلى "دخان" القصف، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه لم يسقط له أي ضحايا.

عندها، كثرت التكهنات بما حصل. وأفاد اعلاميون اسرائيليون لاحقاً أن عملية الإجلاء كانت وهمية ومعدة سلفاً لايهام الحزب بسقوط ضحايا وبأن عمليته نجحت.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الجيش الإسرائيلي استعد سلفاً لهجوم الحزب، منذ يوم السبت في 25 آب، عندما قصفت اسرائيل خلية إيرانية يعتقد أنها كانت تستعد لإطلاق طائرة مسيرة مفخخة لتنفيذ هجوم ضدها.

وأوضحت أنه منذ البداية، خطط جيش الدفاع الإسرائيلي لفخ. فبعد دقائق من سقوط صواريخ حزب الله المضادة للدبابات على قاعدة عسكرية قرب أفيفيم، نقل جنود مع ضمادات ودماء زائفة على متن مروحية إلى مركز رامبام الطبي في حيفا.

وأظهرت لقطات عسكريين ينقلون جرحى إلى الهليكوبتر على نقالات في مشاهد دراماتيكية أعادت إلى الأذهان حرب وعمليات اسرائيلية سابقة.

والتزم الجيش الاسرائيلي في البداية الصمت حيال حصيلة الهجوم، ولم يكشف عن أية معلومات عما إذا كان الجنود قد أصيبوا أم لا وبعد حوالي ساعتين، قال إن أحداً لم يصب بأذى.

ورأت الكاتبة أنا أهرونهايم أن الجيش الإسرائيلي تصرف كما لو أن الحزب أصاب هدفه. ولأكثر من ساعتين، اعتقد الحزب أنه حقق مكسباً كبيراً وأنه قتل جنوداً إسرائيليين. وأضافت: "لقد كانت خطوة رائعة من قبل الجيش. الخطوة التالية هي في ملعب حزب الله".

إسرائيل تعلن "انتهاء القتال" مع حزب الله: التحرّك المقبل "تحدّده التطورات"

اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "#إسرائيل ستحدد التحرك المقبل على الحدود مع #لبنان وفقا لتطور الأحداث"، مؤكدا عدم تسجيل اي اصابة، و"لا حتى خدش"، في العملية التي نفذها "حزب الله". 

وقد اعلن الجيش الاسرائيليلي ان "الاشتباك على الأرض... انتهى. لكن الموقف الاستراتيجي لا يزال قائما وقوات الدفاع الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب قصوى". وذكر موقع "Times Of Israel" ان الجيش أمر "بإزالة جميع القيود الامنية التي فرضت على المدنيين الإسرائيليين في شمال إسرائيل" في أعقاب عملية "حزب الله." 

وفي تطورات المواقف الاسرائيلية التي اعقبت عملية "حزب الله"، أكد الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين "استعداد اسرائيل لحماية مواطنيها أينما كانوا، من دون تردّد". وقال في تغريدة على تويتر: "كل من يسعون الى إلحاق الأذى بنا عليهم ان يعلموا أننا مستعدون وجاهزون الدفاع عن مواطني إسرائيل، أينما كانوا، من دون تردد".
 
من جهة أخرى، قال وزير الهجرة والأمن السياسي يوآف غلانت عن التطورات الأمنية في شمال اسرائيل: "وفقًا لجميع التقارير التي تلقيتها، لم تقع إصابات"، في اشارة إلى العملية التي نفذها "حزب الله" في مستوطنة أفيفيم الحدودية. 

ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن الجيش ان "لا ضحايا بين الإسرائيليين في هجمات بصواريخ مضادة للدبابات على الحدود مع لبنان". واكد "عدم سقوط قتلى أو جرحى في هذه الهجمات". 

وذكر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية انه "تم إجلاء عدد من الجنود في مروحية من موقع العملية على الحدود اللبنانية، إلى مستشفى رامبام في حيفا، وتم فحصهم في غرفة الطوارئ بالمستشفى، قبل ان يغادروا من دون ان يتلقوا اي علاج طبي".

واوردت وكالة "رويترز" قول متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "اندلاع القتال مع حزب الله على الحدود اليوم الأحد انتهى على ما يبدو". وأضاف: "نفذ حزب الله الهجوم... لكنه أخفق في إسقاط ضحايا... يبدو أن الاشتباك على الأرض... انتهى. لكن الموقف الاستراتيجي لا يزال قائما وقوات الدفاع الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب قصوى".

وقال الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي، في تغريدة على تويتر، ان "الجيش الاسرائيلي ردّ على عملية حزب الله باستهداف الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، اضافة الى اطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية في اتجاه مصادر النيران في جنوب لبنان، ونفذت مروحيات حربية غارات على أهداف أخرى". وأكد بدوره انه "لا توجد إصابات من جراء عملية حزب الله". 

وذكر ان "رئيس الأركان الجنرال كوخافي عقد جلسة لتقييم الوضع، بمشاركة كبار قادة الجيش. وأوعز بمواصلة الحفاظ على حالة جاهزية وتحسينها، نظرًا الى تطور الأحداث. ونحن مستعدون لكل الاحتمالات". 

واثر هذا التوتر الحدودي، ذكرت "يديعوت احرونوت" أن "بلدية نهاريا اعلنت فتح ملاجئ البلدية بعد التصعيد على الحدود الشمالية"، رغم أن المدينة لم يتم تضمينها في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية. وقال العمدة رونان مارلي إن "الملاجئ فتحت لزيادة الأمن". 

وفي وقت لاحق، افاد موقع الصحيفة الاسرائيلية ان "الطرق في الجليل الغربي التي كانت مغلقة بسبب التصعيد على الحدود اللبنانية، أعيد فتحها أمام حركة المرور". 

كذلك، افاد موقع "Times Of Israel" ان الجيش أمر "بإزالة جميع القيود الامنية التي فرضت على المدنيين الإسرائيليين في شمال إسرائيل" في أعقاب عملية "حزب الله."