التاريخ: آب ٢٨, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
51 قتيلاً باشتباكات قوات النظام وفصائل متشددة في إدلب والأكراد يسحبون مقاتلين من قرب الحدود تنفيذاً لاتفاق «المنطقة الآمنة»
قوات روسية تنتشر قرب نقطة مراقبة تركية في ريف حماة الشمالي
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
قتل 51 عنصراً من قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة، أمس (الثلاثاء)، جراء اشتباكات بين الطرفين في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، بوقوع «اشتباكات عنيفة تدور شرق مدينة خان شيخون، اندلعت فجراً، إثر شن فصائل جهادية ومعارضة هجوماً على مواقع لقوات النظام».

ويقود الهجوم، وفق عبد الرحمن، فصيل «حراس الدين» المرتبط بتنظيم «القاعدة»، بينما تتصدى قوات النظام للهجوم بإسناد جوي من قواتها وطائرات روسية. وأوقعت المعارك المستمرة بين الطرفين 23 عنصراً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، مقابل 20 من الفصائل، 13 منهم من المقاتلين المتشددين، وفق المرصد.

على جبهة أخرى، أحصى المرصد مقتل 8 من مقاتلي الفصائل والجهاديين في ريف إدلب الشرقي، إثر محاولتهم التسلل إلى مواقع لقوات النظام قريبة من مطار أبو الضهور العسكري.

وتسيطر قوات النظام على عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي منذ نهاية العام 2017.

ومحافظة إدلب مشمولة باتفاق روسي تركي، تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر (أيلول)، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه.

وتمكنت قوات النظام خلال تقدمها في الأسبوع الأخير من تطويق نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة، تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها، بموجب اتفاق مع روسيا.

قوات روسية تنتشر قرب نقطة مراقبة تركية في ريف حماة الشمالي
مباحثات بين بوتين وإردوغان حول إدلب 

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط»
أنشأت القوات الخاصة والشرطة العسكرية الروسية نقطة جديدة لها في بلدة مورك الواقعة في ريف حماة الشمالي على بعد 300 متر من النقطة التركية التاسعة، التي أصبحت مطوقة من قوات النظام السوري التي تسيطر على المنطقة.

صرح بذلك مصدر مقرب من قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية، أمس الأول الاثنين. وسيطرت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها في 20 أغسطس (آب) الحالي على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي.

وأكد المصدر أن «مجموعات من مسلحي المعارضة ما زالت في محيط النقطة التركية وبداخلها، وتم رصد عدد من الدبابات التابعة لفصائل المعارضة وهي تدخل إلى نقطة المراقبة التركية، بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة مورك».

من جهة أخرى، قال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» المعارض: «قصفت سرية المدفعية التابعة لـ(الجبهة الوطنية للتحرير)، لأول مرة، مواقع القوات السورية والروسية الخاصة في مدينة خان شيخون بصواريخ (غراد) وحققت إصابات مباشرة، كما قصفت مواقع تلك القوات في تلة النمر شمال مدينة خان شيخون».

وأضاف القائد العسكري: «خلال الأيام المقبلة سوف يشهد ريف إدلب الشرقي معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري التي تستعد للتقدم باتجاه بلدات حيش والتمانعة للسيطرة على طريق حلب - حماة».

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أمس الاثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيعقد جلسة مباحثات ثنائية، اليوم الثلاثاء، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعد زيارة صالون الطيران الدولي «ماكس 2019».

وقال بيسكوف للصحافيين: «لدى الرئيس يوم حافل غداً (اليوم)؛ حيث ستجري زيارة رسمية للرئيس التركي إردوغان لمعرض (الطيران الدولي) في جوكوفسك، وبالطبع؛ سيعقدان مباحثات ثنائية».

ويقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء) بزيارة لروسيا يجري خلالها مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين حول التطورات الأخيرة في إدلب، في ظل التقدم السريع لقوات النظام بدعم روسي في جنوب المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا والتي أقامت فيها تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية بالاتفاق مع روسيا وإيران خلال مباحثات آستانة ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وعشية الزيارة، أعلن الكرملين أن بوتين يدرك مخاوف إردوغان بشأن الوضع في إدلب، لكنه قلق أيضاً من تصاعد هجمات المتشددين.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن هجوم النظام السوري في إدلب لا يخالف أي اتفاقات مع تركيا.

الأكراد يعلنون سحب مقاتلين من قرب الحدود التركية - السورية
تنفيذاً لاتفاق «المنطقة الآمنة»


القامشلي (سوريا): «الشرق الأوسط»
أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا، أمس (الثلاثاء)، بدء سحب مقاتلين أكراد من مناطق قرب الحدود مع تركيا، تنفيذاً للاتفاق الأميركي - التركي حول إنشاء «منطقة آمنة».

وتوصّلت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الحالي بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان: «في إطار التفاهمات الثلاثية فيما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في الـ24 من الشهر الحالي، البدء بالخطوات العملية الأولى وذلك في منطقة رأس العين - سري كانية، بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة».

وتكررت الخطوات ذاتها، وفق البيان، في منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي في شمال البلاد. وشددت الإدارة الذاتية على أن هذه الإجراءات «تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية». وأضاف البيان: «جرى تسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية».

وأنشأت الإدارة الذاتية مؤخراً مجالس عسكرية محلية في مناطق عدة تضم مقاتلين محليين مهمتهم حماية مناطقهم. والمنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين هي ذات غالبية عربية، على عكس الجزء الأكبر من المناطق السورية الحدودية مع تركيا التي هي ذات غالبية كردية.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة أعلنت السبت، أن «قوات سوريا الديمقراطية دمرت تحصينات عسكرية» تنفيذاً للاتفاق.

وتعهد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي السبت، ببذل «كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية» من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.

وتنفيذاً لبنود الاتفاق، أعلنت أنقرة، السبت، أن «مركز العمليات المشترك» التركي - الأميركي لتنسيق كيفية إقامة هذه المنطقة «باشر العمل بكامل طاقته». ولم تعلن واشنطن وأنقرة ما سيكون عليه عمق هذه المنطقة بعد تباين في وجهات النظر إزاءها، إلا أن أنقرة تحدّثت عن نقاط مراقبة ودوريات مشتركة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، إن «طائرات الاستطلاع المسلحة والمروحيات التابعة لنا موجودة في المنطقة، ونتوقع أن تدخل قواتنا إلى المنطقة قريباً».

وكان عبدي أعلن في وقت سابق هذا الشهر، أن «عمق المنطقة بأكملها 5 كيلومترات»، ولكن سيتراوح عمقها في بعض المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض «بين 9 و14 كيلومتراً».

وتعد الوحدات الكردية شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم «داعش»؛ إذ نجحت هذه الوحدات التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية في دحر التنظيم في مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا.

إلا أن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب «إرهابيين» وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.