التاريخ: آب ١١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يدعو إلى علاج اختلالات حزبه
بلجيكيات يتعرضن لتهديدات بالقتل لارتدائهن ملابس قصيرة
الرباط: لطيفة العروسني
دعا حكيم بن شماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، أعضاء حزبه إلى معالجة «الأمراض الخمسة» التي يعاني منها حزبه حتى يتسنى له القيام بدوره، والنجاح في عقد مؤتمره العام الرابع.

وقال بن شماش في رسالة وجهها إلى أعضاء الحزب بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيسه، إن الأمراض الخمسة لحزبه تتمثل في «الانتظارية، والعجز عن تنخيب الشباب والنساء، وبناء زعامات حزبية جديدة، والنزوع التحريفي لمرجعية الحزب، والعجز عن الوساطة الفعالة، والعجز عن تعبئة وإنتاج الخبرة الحزبية، وامتلاك الشجاعة السياسية والأخلاقية لإخضاع تجربتنا لمحك النقد الذاتي البناء».

وقدم بن شماس حزبه في رسالته على أنه البديل المنتظر لما وصفه «قوى الإسلام السياسي الحامل لمخاطر المس بقيم المجتمع الديمقراطي، وبقيم تامغربيت (المغربية)، سواء أكان في الأغلبية أو المعارضة». داعياً إلى «دعم أشغال اللجنة التحضيرية الحائزة على الشرعية القانونية والمؤسساتية»، لاستكمال أشغال الاستعداد الجيد لمؤتمر الحزب الرابع، الذي أطلق عليه اسم «مؤتمر الانبعاث»، وذلك في إشارة إلى اللجنة التحضيرية الأولى للمؤتمر العام للحزب، التي شكّلها تيار المستقبل المناوئ له، والذي يقوده عدد من القياديين في الحزب، بينهم فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، والنائب عبد اللطيف وهبي رئيس الفريق النيابي السابق للحزب، والتي أسندت رئاستها إلى سمير كودار. وقد حددت هذه اللجنة موعداً لعقد المؤتمر العام للحزب من 27 إلى 29 سبتمبر (أيلول) المقبل، في مؤشر على الارتباك الكبير الذي يعيشه هذا الحزب المعارض، والذي يوصف بأنه مقرب من السلطة، وأنه أُسِّس بغرض قطع الطريق على حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، من الوصول إلى رئاسة الحكومة، وهو ما لم يتسنَّ له خلال ولايتين تشريعيتين في 2012 و2016.

في غضون ذلك، ترأس أحمد التهامي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب المؤيدة لابن شماس، مساء أول من أمس، اجتماعاً تمهيدياً لرؤساء ونواب ومقرري هياكل اللجنة بالمقر المركزي للحزب في الرباط.

وقال التهامي، الذي انتُخب قبل أسبوع بالإجماع رئيساً للجنة التحضيرية الثانية للمؤتمر العام الرابع، إن «الاجتماع مر في ظروف جيدة، وتميز بنقاش غني ومثمر جداً، حيث ناقش رؤساء ونواب ومقرري هياكل اللجنة مختلف الجوانب المتعلقة بالتصور العام للمؤتمر، وكيفية التحضير الجيد له، وكذا طرق اشتغال كل لجنة من أجل التقدم في الاشتغال والوصول إلى نتائج إيجابية».

ووصف الاجتماع بأنه «انطلاقة قوية للجنة من أجل الدراسة المعمقة والدقيقة في المستجدات الحالية والتجربة السابقة، والرهانات القادمة المتعلقة بالحزب، بهدف الإعداد الجيد للمؤتمر حتى يكون مؤتمراً يفوق في إشعاعه جميع المؤتمرات السابقة».

وكان بن شماس قد قرر طرد أربعة قياديين من معارضيه: النائب عبد اللطيف وهبي، وسمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ومحمد الحموتي الرئيس السابق للمكتب الفيدرالي، ومحمد صولوح، وذلك بناءً على توصية لجنة التحكيم والأخلاقيات التابعة للحزب. وقد اتخذ المكتب الفيدرالي الذي يرأسه بن شماس بعد سحبه تفويض رئاسته من الحموتي قرار الطرد، رداً على إعلان القياديين المعارضين عقد المؤتمر العام الرابع للحزب أواخر سبتمبر المقبل، رغم طعن المكتب السياسي للحزب في قانونية اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر. ويرتقب أن تبث محكمة في الرباط في هذا الطعن في 11 من سبتمبر المقبل.

«التقدم والاشتراكية» يدعو إلى محاصرة «التطرف المقيت»
اعتبر انتقاد طريقة لباس متطوعات بلجيكيات تحريضاً على العنف

السبت 10 أغسطس 2019 
الرباط: لطيفة العروسني

دعا أمس، حزب التقدم والاشتراكية المغربي، المشارك في الحكومة، السلطات إلى محاصرة الخطاب المتطرف المقيت، لما يشكله من «إساءة كبيرة للبلاد»، وذلك رداً على تدوينة مستشار في حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، التي انتقد فيها لباساً قصيراً لمتطوعات بلجيكيات، وهو ما أثار انتقادات واسعة ضده.

وأفاد منتدى المناصفة والمساواة، التابع للحزب، الذي يعد حليفاً رئيسياً لـ«العدالة والتنمية»، في بيان أصدره أمس، بأنه تابع، باهتمام وقلق، عدداً من التصريحات والتعليقات الصادرة عن أشخاص، بعضهم يكتسي وضعه مكانة مؤسساتية، في إشارة إلى عضو فريق «العدالة والتنمية» بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، حول نوعية لباس فتيات أوروبيات جئن متطوعات ببعض البوادي المغربية في إطار شراكات جمعوية.

واعتبر المنتدى أن تلك التصريحات «لا تحمل فقط إساءة كبيرة إلى بلدنا، وإلى ما قطعه من أشواط على درب تعميق الحريات والانفتاح والتعايش، بل تشكل أيضاً توجهاً وتوجيهاً صريحاً نحو التطرف المقيت، وعدم قبول الآخر، ما يجعل تلك التعاليق تتجاوز كونها مجرد حرية تعبير، نحو كونها تطبيعاً وتحريضاً واضحاً على الفعل العنيف القائم على خلفيات التمييز والانغلاق والتشدد».

وكان الأمن المغربي قد اعتقل معلماً في مدينة القصر الكبير بتهمة التحريض على الإرهاب والكراهية على خلفية القضية نفسها، بعد نشره تدوينة دعا فيها إلى قطع رؤوس المتطوعات البلجيكيات.

وطالب المنتدى المعنيين بسحب تعليقاتهم، والاعتذار عنها نظراً «للتداعيات التي خلفتها، ويمكن أن تخلفها التصريحات المذكورة، لا سيما على صعيد ما يتعلق بالتأثير السلبي على التبادلات الثقافية والسياحية، والجمعوية بين الجمعيات والمواطنات والمواطنين المغاربة والأوروبيين».

كما دعا المنتدى الهيئات المدنية والسياسية، وكل السلطات المعنية إلى التحلي باليقظة الثقافية والتواصلية والقانونية، والسياسية الضرورية لمحاصرة هذا النوع من الخطاب بكل السبل المشروعة، والعمل على الحد من تداوله داخل المجتمع.

في السياق ذاته، رفض علي العسري، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، تحريف تدوينته عن لباس المتطوعات، واعتبارها «تلميحاً للتحريض على العنف أو الكراهية»، حيث قال إنهما «بعيدان عن قناعاته الشخصية والمبادئ التي يؤمن بها».

وأضاف العسري في بيان نشره الموقع الإلكتروني لحزبه: «أرفض كل تأويل خاطئ لما كتبت، وأتأسف بشدة لأي ضرر أو إزعاج تسببت فيه هذه التفسيرات»، موجهاً التحية لكل المبادرات الإنسانية والتضامنية، «كالتي تقوم بها هؤلاء الشابات البلجيكيات»، مبرزاً أنه يجب تشجيع هذه المبادرات التي تعزز بشكل خاص معرفة أفضل للتعاون المتبادل، وتوفير ظروف النجاح لها.

وجدد المستشار البرلماني اعتذاره لكل من شعر بضرر أو هجوم بسبب ما كتبه، «خصوصاً ضيوفنا الشابات البلجيكيات والمؤسسة التي ينتمين إليها».

وكان نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قد صرح بأن «تدوينة العسري لا تلزم الحزب في شيء»، وأنها «لا تحمل مطلقاً أي مظنّة اتهام بالإرهاب»، مؤكداً أن «على من يريد الاصطياد في الماء العكر اليوم، ويجعل من ذلك منهجه الثابت في مواجهة الحزب وقيادييه، أن يعلم أننا لن نرد على التفاهات». كما أشار إلى أن «حرية التعبير في حزبه مصانة ومحترمة إلى درجة التقديس». بيد أنه لفت إلى أنه «لا يمكن للمرء أن يسمح لنفسه بأن يكتب في كل شيء، وبأي طريقة شاء».

مطالب باعتقال برلماني بتهمة التحريض على الإرهاب
بسبب انتقاده طريقة لباس متطوعات بلجيكيات

الجمعة  09 أغسطس 2019 
الدار البيضاء: لحسن مقنع

أثار تعليق البرلماني الإسلامي علي العسري حول تداول صور شابات متطوعات من بلجيكا، وهن يرتدين شورتات وسراويل قصيرة، خلال مساهمتهن في ترصيص طريق برية في قرية نائية بمنطقة تارودانت، قرب ورزازات (جنوب)، جدلا كبيرا وسط الشباب المغربي والأسر المحافظة وفي شبكات التواصل الاجتماعي.

ووجه المحامي والناشط الحقوقي الحبيب حجي نداء لقاضي التحقيق، المتخصص في الإرهاب، مطالبا باعتقال البرلماني بتهمة التحريض على الإرهاب، فيما طرحت شخصيات ثقافية وفنية ونشطاء عريضة تحت عنوان «ألبسوهم السراويل القصيرة أو أخرجوهم». وجاء في العريضة «ألبسوا دعاة الكراهية السراويل القصيرة أو أخرجوهم... لا تسمعوا لهم، أظهروا لهم أن المغرب هو نحن ونحن الحل».

وسبق للأمن المغربي أن اعتقل معلما في القصر الكبير بتهمة التحريض على الإرهاب والكراهية بسبب تدوينة، دعا فيها إلى قطع رؤوس المتطوعات البلجيكيات.

وفي خضم هذا الجدل ظهرت صور جديدة للمتطوعات البلجيكيات وهن يرتدين اللباس التقليدي لمنطقة تارودانت، المعروف بالحايك، كما نشرت صور لاستقبالهن من طرف إمام مسجد القرية، التي ساهمن في تعبيد الطريق إليها بهدف فك العزلة عنها، وهو يقيم مأدبة غداء على شرفهن.

ورد علي العسري، البرلماني عن العدالة والتنمية (مستشار بالغرفة الثانية عن جهة فاس مكناس)، على منتقديه بأن كلامه فهم بشكل خاطئ، مشيرا إلى أنه يحترم لباس المتطوعات البلجيكيات. غير أنه تساءل عن خلفية ارتداء لباس يشبه لباس السباحة أثناء الاشتغال في ورش للأشغال بالإسمنت.

وأشار البرلماني إلى أن دواعي استغرابه ناتجة من كون الأوروبيين معروفين بصرامتهم في مجال لباس العمل بالأوراش ومعايير السلامة، المرتبطة بذلك. وتساءل إن كان خروج الفتيات البلجيكيات بذلك اللباس في منطقة معروفة بمحافظة سكانها يهدف إلى شيء آخر غير العمل الإنساني والتطوعي.

في السياق نفسه، وجه العسري سؤالا كتابيا لوزير الداخلية، يدعوه فيه إلى تقديم تقرير عن الأوراش التي يتولى الأجانب الإشراف عليها في المغرب.

وجاء في السؤال الكتابي للعسري: «تعرف جل مناطق بلادنا على مدار السنة إنجاز أوراش مختلفة، يقوم أو يشرف عليها أجانب من مختلف الجنسيات. ويتم ذلك في الغالب بالتعاون والتنسيق مع جمعيات وطنية أو فعاليات محلية، ويكون لهذه الأوراش آثار إيجابية على الساكنة المستهدفة، خصوصا عندما تستهدف فك العزلة، أو توفير الماء المشروب، أو تأهيل وحدات مدرسية، أو تزيين فضاءات عمومية، وكلها أعمال جليلة تستحق الإشادة بها، والتنويه بمن يقف وراءها. لكن هذا لا يمنع من استغلال بعضها، وإن قل ذلك، لأهداف غير معلنة، وهو ما يستوجب رصدها والاحتياط منها».

وطالب العسري من وزير الداخلية الكشف عن «الحجم السنوي لهذه الأوراش وتوزيعها النوعي والجغرافي، ومصادر تمويلها؛ وعن شكليات الترخيص لها وآليات تتبعها، والتأكد من سلامة قصدها وإنسانيتها؛ وإمكانية إصدار تقرير سنوي حول كل تلك الأوراش، وعرضه على البرلمان لمناقشته».

في غضون ذلك، أعلنت الجمعية البلجيكية BOUWORDE، التي تنتمي إليها الشابات المتطوعات، أن 3 من أصل 37 متطوعا ينتمون إلى الجمعية، ويوجدون في إطار مهام تطوعية بالمغرب، قرروا الرحيل قبل انتهاء مهامهم.

وأوضحت الجمعية في تصريح صحافي أنها راسلت السفارة البلجيكية في الرباط، عقب إعلان الأمن المغربي عن اعتقال معلم في مدينة القصر الكبير (شمال) بتهمة التهديد بقطع رؤوس الشابات البلجيكيات، متسائلة إن كانت المتطوعات البلجيكيات بأمان في الموقع الذي يوجدن فيه قرب تارودانت في الجنوب.

وأضافت الجمعية أن السفارة خيرت المتطوعين البلجيكيين الموجودين في المغرب «بين متابعة أعمالهم في المغرب دون خوف، أو مغادرة البلاد قبل انتهاء مهامهم».

بلجيكيات يتعرضن لتهديدات بالقتل لارتدائهن ملابس قصيرة
السبت 10 أغسطس 2019 

بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين» 

قررت ثلاث شابات بلجيكيات، تلقين تهديدات بالقتل بعد ارتدائهن سراويل قصيرة خلال تطوعهن في موقع بناء في قرية بالمغرب، العودة إلى بلدهن، كما لن يتم إرسال أي متطوعين إضافيين مرة أخرى، وفق ما أعلن المنظمون البلجيكيون لهذا المخيم التطوعي أمس الجمعة.

وتضم المجموعة التطوعية 37 شاباً، غالبيتهم نساء، جاءوا للعمل تطوعياً خلال عطلة الصيف عبر تجديد طريق في قرية أدار بإقليم تارودانت جنوب المغرب. واحتج مدرس مغربي على أن الشابات يعملن بسراويل قصيرة، ودعا على مواقع التواصل إلى قطع رؤوسهن، كما ندد نائب مغربي بملابسهنّ «المكشوفة».

وأعلنت المنظمة التطوعية البلجيكية «بوورد» على موقعها الإلكتروني: «تلقينا نصيحة بعدم إرسال مجموعات جديدة إلى المغرب. سنتبع هذا الرأي وقررنا إلغاء كل مخيماتنا المقبلة في المغرب».

وأكد المسؤولون في المنظمة تلقيهم «تأكيداً أن سلامة المتطوعين الذين ما زالوا في المغرب مضمونة من قبل الحكومة المغربية، عبر جملة وسائل منها وجود قوات الدرك».

وتابع المسؤولون: «في الأثناء، نتفهم كلياً أن بعض المشاركين رغبوا بالعودة مبكراً. حالياً، ترغب ثلاث متطوعات من بين المتطوعين الـ37 بانتهاز هذه الفرصة. سنقوم بكل ما هو ضروري لتنظيم عودتهن».

وأكد القضاء المغربي توقيف المدرس على أن يحاكم بتهمة «التحريض على أعمال إرهابية».

وذكّرت دعوته لقطع رؤوسهن بجريمة قتل سائحتين اسكندنافيتين في عام 2018. نفذها مغربيون متطرفون باسم تنظيم «داعش».

وتنظم جمعية «بوورد» رحلات تطوعية للعمل في مشاريع بأفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية لشباب تراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً.

وتعتبر الجمعية أن «العمل في مخيم بناء، مزيج فريد بين الإجازة والسفر الجماعي والعمل التطوعي».

وأثارت التهديدات التي تعرضت لها المتطوعات البلجيكيات تنديداً في الإعلام المغربي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام بينها التلفزيون العام «ميد 1 تي في»، دعوة للتظاهر اليوم السبت على أحد الشواطئ في مدينة الدار البيضاء «لتوجيه رسالة إلى الظلاميين الذين يرغبون في فرض التفكير المتطرف وتدمير صورة بلادنا».

وأطلقت المبادرة على صفحة على «فيسبوك» تحت اسم «نعم نرتدي الشورت»، بعد إطلاق عريضة «جميعنا نرتدي الشورت» التي جمعت ألف توقيع بينها تواقيع خمسين شخصية مغربية معروفة.

وتدعو صفحة «نعم نرتدي الشورت» المغربيين إلى إرسال باقات من الأزهار مع عبارات الشكر إلى المنظمة البلجيكية.