التاريخ: تموز ١٨, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
سلامة يبحث في الإمارات سبل وقف القتال في ليبيا
«الجيش الوطني» يعلن عن «بشائر نصر مرتقبة» خلال الساعات المقبلة
القاهرة: خالد محمود
بحث غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا، مع الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، سبل وضع حد للاقتتال الدائر في ليبيا والعودة للعملية السياسية. وجاءت هذه التطورات في وقت تحدث فيه «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس عما وصفه بـ«بشائر النصر المرتقبة» خلال الساعات المقبلة، بعد إعلانه تحقيق قواته المزيد من التقدم على الأرض في المعارك، التي تخوضها للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وقالت البعثة الأممية إن رئيسها سلامة، الذي زار أبوظبي أول من أمس، عرض للمسؤولين في دولة الإمارات «الكلفة الإنسانية الخطيرة للأحداث الراهنة، وأهمية التمسك بخريطة طريق موحدة للمّ شمل الليبيين، ولمساعدتهم على التوافق والمصالحة».

ميدانياً، أعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم «الجيش الوطني»، أن قواته «تمكنت في كافة المحاور من تطوير عمليات هجومية تعبوية على كافة خطوط النار، مستفيدة من دروس المعارك السابقة، وعليه فقد استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة، والتقدم نحو مواقع تمركزات الميليشيات الإرهابية».

وقال المسماري في بيان له في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، إن «القوات الجوية قدمت الدعم الناري القريب في جميع مراحل الهجوم، كما دكت أهدافاً إرهابية في العمق الاستراتيجي المعادي»، معتبراً أن «مرحلة الحسم التعبوية والاستراتيجية أظهرت كفاءة، وقدرة عالية لقواتنا على كافة المستويات من القيادة الاستراتيجية والتكتيكية، وعلى مستوى الانضباط التنفيذي للخطط العسكرية على الأرض، كما هي على الخريطة».

وأكد المسماري، الذي كان مقرراً أن يعقد في وقت لاحق من مساء أمس مؤتمراً صحافياً في مدينة بنغازي (شرق)، أن «الساعات القادمة تحمل المزيد من بشائر النصر على الميليشيات الإرهابية والعصابات الإجرامية».

بدوره، أكد المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، أن الميليشيات المسلحة لمدينة مصراتة (غرب)، سحبت أسلحتها المخزنة بمدرسة السواني الثانوية إلى الكريمية في العاصمة طرابلس، لافتاً إلى مغادرة عدد من العصابات المسلحة إلى خارج محاور القتال في اتجاه طريق العودة إلى مصراتة، وذلك بعد وصول أنباء على وجود نيّة هجوم كاسح لقوات الجيش الوطني. في المقابل، ناقش السراج، الذي يقول إنه القائد الأعلى للجيش الليبي، في اجتماع عقده بالعاصمة طرابلس، أمس، مع اللواء محمد الحداد، آمر المنطقة العسكرية الوسطى التابع له، آخر المستجدات والتطورات على الصعيدين العسكري والأمني، والأوضاع الميدانية على الجبهات «لصد العدوان الغاشم» على طرابلس.

وقال السراج في بيان وزعه مكتبه إن الاجتماع تناول أيضاً «مراجعة عمليات التنسيق ما بين المناطق العسكرية المختلفة ومحاور وخطوط القتال، وآليات العمل فيما بينها، بالإضافة إلى بحث متطلبات المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية».

كما بحث السراج مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، في طرابلس آخر مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية، التي تمر بها البلاد بصفة عامة، في ظل ما وصفه بالاعتداء الذي تتعرض له العاصمة.

بدورها، قالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات السراج، إن قواتها المتمركزة في محور وادي الربيع نجحت بمساندة من سلاح الجو التابع لها في تدمير دبابتين وآلية مسلحة وناقلة جنود.

وكانت وزارة الصحة بحكومة السراج قد أعلنت عن إصابة أربعة أشخاص في قصف جوي، استهدف مستشفى ميدانياً جنوب العاصمة طرابلس، وقالت الوزارة في بيان إن «المستشفى الميداني بمنطقة السواني تعرض لقصف طيران جوي، أصيب على أثره ثلاثة سائقي سيارات إسعاف ومسعف». وأدانت الوزارة ما وصفته بالاستهداف المباشر وغير الأخلاقي للمستشفى الذي قالت إنه ومستلزماته تعرضوا للتدمير.

ونقل البيان عن رئيس الأزمات والطوارئ بوزارة الصحة فوزي أونيس قوله: «هذا هو الاستهداف الثاني للمستشفى الميداني في السواني، رغم أن المستشفى بعيد عن جبهات القتال».

وتتواصل المعارك جنوب العاصمة طرابلس بين قوات الجيش الوطني وقوات السراج، منذ إعلان المشير حفتر في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي عن عملية عسكرية لـ«تحرير طرابلس»، قابلتها حكومة السراج بعملية «بركان الغضب» لصد الهجوم. مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، وإصابة نحو 6 آلاف. إضافة إلى نزوح 105 آلاف من مواقع الاشتباكات، بحسب إحصائيات دولية وحكومية.