التاريخ: تموز ١٦, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
«حماس» تتبرأ من تصريحات عضو مكتبها السياسي
الحركة استنكرت الاعتداءات على اليهود الآمنين
رام الله: كفاح زبون
تبرأت حركة «حماس» من تصريحات مسؤول كبير في الحركة، أمس، دعا فيها إلى قتل اليهود أينما وجدوا، وقالت إن تصريحاته لا تمثل سياساتها. كما أثارت تصريحات عضو في المكتب السياسي لحركة «حماس» حضّ فيها الفلسطينيين على مهاجمة اليهود «قتلاً وذبحاً» في مختلف أنحاء العالم، تنديداً من مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين ومن مبعوث الأمم المتحدة.

وأصدر المكتب السياسي للحركة، وهو أعلى هيئة تنظيمية، بياناً عقب فيه على تصريحات عضو المكتب فتحي حماد، التي وردت في الخطاب الجماهيري أمام المحتشدين في مسيرات العودة، قائلة: «إن هذه التصريحات لا تعبر عن مواقف الحركة الرسمية، وسياستها المعتمدة والثابتة، التي نصت على أن صراعنا مع الاحتلال الذي يحتل أرضنا ويدنس مقدساتنا، وليس صراعاً مع اليهود في العالم، ولا مع اليهودية كدين، وسبق أن استنكرت الحركة الاعتداءات التي استهدفت يهوداً آمنين في أماكن عبادتهم».

وكان حماد قد أمهل إسرائيل الجمعة الماضي «أسبوعاً واحداً»، لتنفيذ تفاهمات التهدئة قبل تفجير الموقف. وأضاف: «معاكم أسبوع يا إسرائيل، إذا لم يرفع الحصار فلن نموت واقفين، سنموت ونحن نجز رؤوسكم».

ثم قال إن حركته جهزت مصانع أحزمة ناسفة لإرسال الشبان والبنات إلى الحدود، وإنها جاهزة لتفجير الإسرائيليين «جاهزون لتفجيرهم... ستقتلون بأحزمتنا. شغلنا مصانع جديدة للأحزمة. مين بدو راح يصف على الدور. ليسمع العدو. سنموت ونحن نفجر ونقطع رقاب اليهود».

ودعا حماد أهل الضفة الغربية و7 ملايين فلسطيني في الخارج إلى قتل اليهود أينما وجدوهم: «يجب أن نهجم على أي يهودي ذبحاً وقتلاً». وتحدث عن صواريخ مطورة ووحدات إضافية لاستهداف الإسرائيليين.

وهذه ليست أول مرة يهدد فيها مسؤول في «حماس» بالتصعيد؛ لكنها سابقة فيما يخص الدعوة لشن هجمات خارج فلسطين، والمرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول رسمي عن استهداف اليهود وليس الإسرائيليين، بعدما غيرت «حماس» ميثاقها، وأسقطت منه العداء لليهود، وركزت فقط على الاحتلال.

كما هاجم حماد الوسيط المصري ضمناً بقوله: «نقول للوسطاء الموجودين في غزة، بأننا لن نسكت ولا نقبل باعتذار العدو بقتله (عنصراً من «حماس») وسنثأر له. لن نسكت، لن نسكت أيها الوسطاء»
وأضاف: «هذه رسالة للوسطاء ولإسرائيل. إذا لم يكسر الحصار فلن نسكت... لدينا الكثير. بتفكرونا عقال؟ لا، نحن لسنا عاقلين».

ورفضت «حماس» ما جاء على لسانه بخصوص الوسيط المصري، وكذلك طبيعة المسيرات، وليس فقط فيما يتعلق باليهود. وقالت «حماس»: «إن مسيرات العودة مسيرات شعبية سلمية تهدف إلى تثبيت حق العودة وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإن الإجماع الوطني على شعبيتها وسلميتها لا يعني السماح للاحتلال بالتغول على المتظاهرين السلميين وقتلهم واستهدافهم».

وأضافت: «نجدد تقديرنا الكبير للوسطاء كافة، وفي مقدمتهم الأشقاء المصريون، على جهودهم لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحقيق الوحدة الوطنية».

وكانت تصريحات حماد قد أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات، ووصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ«هدايا ثمينة».

وقال عوفير جيندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن هذه التصريحات تظهر «ما هي (حماس)». وكتب على «تويتر»: «(حماس) تقف وراء أعمال الشغب على حدود غزة. (حماس) بنت مصانع للسترات الناسفة... (حماس) تريد قتل اليهود في مختلف أنحاء العالم». وأضاف: «الآن تعلمون لماذا نحمي الحدود مع غزة من (حماس)».

وندّد أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بتصريحات حماد. وكتب عريقات على «تويتر»: «القيم العادلة للقضية الفلسطينية تشمل العدالة والمساواة والحرية والمحبة. تصريحات القيادي في حركة (حماس) فتحي حماد المقيتة حول اليهود لا تمت بصلة إلى قيم النضال الفلسطيني. يجب عدم استخدام الدين لأغراض سياسية».

كما ندد مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، بأقوال حماد، معتبراً إياها «خطيرة ومقيتة وتحريضية! يجب أن يدينها الجميع بشكل واضح».