التاريخ: تموز ١٦, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
مظاهرات ليلية في السودان احتجاجاً على مقتل مدني
العسكري والحرية والتغيير يعودان لطاولة التفاوض اليوم
الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»
تظاهر عشرات السودانيين في شوارع أحد أحياء الخرطوم مساء أمس (الاثنين)، احتجاجاً على مقتل مدني يُزعم أنه قضى برصاص قوات الدعم السريع في يوم سابق.

وأحاطت شرطة مكافحة الشغب بالمتظاهرين الذين لوّحوا بالأعلام السودانية ورددوا هتافات ثورية في حي بوري في شرق الخرطوم، الذي يعدّ مسرحاً للاحتجاجات منذ انطلاق شرارتها في ديسمبر (كانون الأول).

والمظاهرة، التي جاءت بعد ساعات على تفريق الشرطة لمظاهرة أخرى في المدينة، خرجت احتجاجاً على مقتل مدني الأحد في مدينة السوكي في ولاية سنار جنوب شرقي الخرطوم.

وقتل المدني خلال مواجهات بعدما تجمّع محتجون في السوكي للمطالبة بخروج قوات الدعم السريع من المدينة، وفق سكان ولجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بحركة الاحتجاج. وكانت هناك مزاعم أن قوات الدعم فتحت النار على المتظاهرين.

وفي وقت سابق أمس، خرج نحو 200 شخص في مظاهرة منفصلة وهم يهتفون «حكم مدني، حكم مدني» في محطة حافلات في وسط الخرطوم بسبب أحداث العنف في السوكي.

لكن شرطة مكافحة الشغب فرقتهم بسرعة وأطلقت الغاز المسيل للدموع.

وتأتي مظاهرات أمس في الخرطوم فيما يعمل قادة الاحتجاج وجنرالات الجيش على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتقاسم السلطة تم التوصل إليه مطلع الشهر الحالي.

لكن هذه المباحثات تم تأجيلها مرتين خلال الأيام القليلة الماضية، بطلب من قادة الاحتجاج. ومن المقرر أن تعقد المفاوضات بين الطرفين مساء اليوم (الثلاثاء).

{العسكري} و{الحرية والتغيير} يعودان لطاولة التفاوض اليوم
الخرطوم: أحمد يونس
تعهدت حكومة الولايات المتحدة الأميركية بدعم الأطراف السودانية، من أجل الوصول لاتفاق يتجاوزون به المرحلة الحالية، والعمل مع الشركاء الدوليين للتأكد من تحقيق السودانيين لـ«اختراق» يمكن المجتمع الدولي من دعمهم، وفي الأثناء ينتظر أن تعود قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي إلى مائدة التفاوض، بعد جفوة دامت أيام بسبب خلافات على مسودة وثيقة «الإعلان الدستوري».

وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد بوث لدى لقائه رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان بالخرطوم أمس، إن بلاده ملتزمة بمساعدة السودانيين في الوصول لاتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية.

وبحسب الإعلام العسكري، فإن اللقاء تناول المفاوضات الجارية بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير، للتوصل إلى اتفاق يتم بموجبه تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، وأن بوث أبدى تفاؤله بقرب تحقيق السودانيين أحلامهم «التي انتظروها طويلاً» بتشكيل حكومة بقيادة مدنية ورئيس وزراء مستقل.

وينتظر أن يجري مبعوث الرئيس دونالد ترمب الذي وصل البلاد، مباحثات مع الأطراف السودانية كافة، لبحث اهتمام بلاده بمساعدة السودانيين للوصول لاتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أن بوث وصف لقاءه بالبرهان بأنه «جيد ومثمر»، وقال إنه متفائل بقرب تحقيق السودانيين لـ«أحلامهم بتشكيل حكومة بقيادة مدنية ورئيس وزراء مستقل».

من جهة أخرى، يعود المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى طاولة التفاوض اليوم «الثلاثاء»، بعد تعثر عقد الاجتماعات لأكثر من مرة، بسبب خلافات على وثيقة الإعلان الدستوري المقدمة للطرفين، وتتضمن حصانات مطلقة للمجلس السيادي.

وتحفظت قوى إعلان الحرية والتغيير على مسودة الإعلان الدستوري، وقالت إنها ستخضعها للدراسة، وأجرت الكتل المكونة للتحالف الذي يقود الحراك اجتماعات منفصلة لتكوين رأي بشأن الوثيقة، قبل أن تعقد اجتماعا مشتركا للخلوص لموقف موحد بشأنها.

وكان منتظراً بحسب الوسيط الأفريقي، أن يتم توقيع الإعلان السياسي السبت الماضي، ثم أرجئ إلى الأحد، قبل إعلان أن الطرفين سيعودان لمائدة التفاوض اليوم.

من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها ألقت القبض على «شخص» قام بـ«فبركة» 59 فيديو الهدف منها إدانتها بأحداث فض الاعتصام، وقالت إنها ستكشف عن الشخص بعد ظهور نتائج التحقيق، بحيث لا يؤثر كشفه على مجريات التحقيق.

ونقلت صحيفة «السوداني» المستقلة أمس، عن المتحدث باسم قوات الدعم السريع جمال جمعة، تدوين (47) بلاغا، ضد أشخاص انتحلوا صفتها، وأن (18) بلاغا منها تم الفصل فيها.

واتهم جمعة «النظام السابق» بالعمل على تشويه صورة قواته، باعتباره أحد المتضررين من نجاح الثورة، إلى جانب منظمات وجهات خارجية تستهدفه بعمل منظم ومرتب.

ونقلت «الشرق الأوسط» أول من أمس عن نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو «حميدتي»، اتهامه لمندسين وأجهزة مخابرات داخل قوات الدعم السريع التي يقودها، معتبراً تسريب عدد كبير من الفيديوهات دليلاً على استهداف قواته.