التاريخ: حزيران ١٧, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن والرياض "لا تُريدان" حرباً في المنطقة
صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، بأنه على رغم أن إيران مسؤولة "بلا شك" عن الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط الأسبوع الماضي في خليج عمان، فان الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران.

وقال في مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي": "بذل الرئيس (الاميركي دونالد) ترامب كل ما في وسعه لتجنب الحرب. لا نريد الحرب". لكنه أضاف أن واشنطن ستضمن حرية الملاحة عبر ممرات الشحن الحيوية و"ستتأكد الولايات المتحدة من اتخاذ كل الإجراءات الضرورية الديبلوماسية وغير الديبلوماسية لتحقيق تلك النتيجة".

وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران عقب اتهامات من الإدارة الأميركية لإيران بتنفيذ هجوم الخميس الماضي على ناقلتي النفط في خليج عمان وهو ممر حيوي لشحنات النفط. ونفت إيران أي دور لها في تلك الهجمات.

وقال بومبيو الذي رأس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" قبل أن يصير وزيراً للخارجية: "أجهزة الاستخبارات لديها الكثير من البيانات والكثير من الأدلة. سيرى العالم الكثير منها".

وأشار إلى أنه لا يرغب في مناقشة الخطوات المقبلة التي قد تتخذها الولايات المتحدة رداً على أحداث الأسبوع الماضي.

وعندما سئل عن احتمال إرسال ترامب مزيداً من القوات الأميركية والعتاد إلى المنطقة، أجاب: "إيران لن تحصل على أي سلاح نووي. هذا هو الهدف... أجريت عدداً من الاتصالات مع مسؤولين في أنحاء العالم أمس. أنا واثق من أنه سيكون لدينا شركاء يتفهمون هذا الخطر".

وفي خطوة من شأنها زيادة التوتر الاميركي - الايراني، كشف الجيش الأميركي في بيان أن الحوثيين في اليمن أسقطوا أخيراً وبمساعدة إيران طائرة مسيرة تابعة للحكومة الأميركية.

وأفاد الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية اللفتنانت كولونيل إيرل براون، أن الارتفاع الذي أسقطت منه الطائرة المسيرة "إم كيو-9" في 6 حزيران مثل "تحسناً لقدرات الحوثيين السابقة"، وهي حقيقة دفعت الجيش الاميركي إلى الاستنتاج أن الحوثيين حصلوا على دعم من إيران.

وأعلن كذلك أنه في واقعة منفصلة في 13 حزيران حاولت إيران إسقاط طائرة مسيرة أميركية أخرى فوق خليج عمان في مسعى لعرقلة عمليات الاستطلاع والمراقبة لهجوم إيران على "كوكوكا كوراجوس"، إحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضا لهجمات الخميس.

اعلان ايراني اليوم

وفي طهران، أوردت وكالة "تسنيم" الايرانية للأنباء أن إيران ستعلن خطوات إضافية اليوم للحد من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي اتفقت عليه مع القوى العالمية عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.

وقالت: "ستعلن المنظمة الإيراني للطاقة الذرية غداً (اليوم) في موقع آراك للمياه الثقيلة خطوات تمهيدية اتخذت لتقليص التزامات طهران بموجب الاتفاق النووي بدرجة أكبر".

وأوضحت أن المنظمة ستعلن خطوات لزيادة مخزونات الأورانيوم المخصب وانتاج المياه الثقيلة في آراك.

وتعتقد الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه كان لدى إيران برنامج أسلحة نووية وتخلت عنه. وتنفي طهران امتلاكها برنامج أسلحة نووية في أي وقت من الأوقات.

وفي أيار توقفت إيران عن الوفاء ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 بعدما انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي وأعادت فرض عقوبات على طهران.

وقالت إيران الشهر الماضي إنها ستبدأ تخصيب الأورانيوم إلى درجة أعلى، إلا إذا تمكنت قوى عالمية من حماية اقتصادها من تبعات العقوبات الأميركية خلال 60 يوماً.

الناقلتان قبالة الإمارات

في غضون ذلك، وصلت ناقلتا النفط اللتان تعرضتا لهجوم في خليج عمان إلى مكاني رسوهما المقررين قبالة السواحل الإماراتية الأحد.

وقالت شركة "بي إس إم" المشغّلة للناقلة اليابانية "كوكوكا كوراجوس" التي تتخذ سنغافورة مقراً لها، إن الناقلة "وصلت بأمان إلى مرساها المقرر في الشارقة" في منطقة تقع في شرق الامارات، مشيرة إلى أنّ "تقويم الأضرار والتحضير لنقل الحمولة من سفينة إلى أخرى سيبدأ بعد أن تستكمل سلطات الميناء إجراءات التدقيق والمعاملات الاعتيادية".

وأكد البيان أن أعضاء طاقم السفينة موجودون على متنها وهم "بخير وبصحة جيدة".

وفي ما يتعلق بناقلة النفط النروجية "فرونت ألتير" التي كانت تنقل شحنة من مادة النافتا، فإنه يجري سحبها بواسطة قوارب جر قرب سواحل الفجيرة.

وقالت الشركة المالكة للناقلة في بيان إن "الفحوص الأولية تجري حالياً"، مؤكدة عدم وجود أضرار كبيرة. أما أفراد الطاقم فهم جميعاً في دبي حالياً وسيتحدثون مع الطاقم القانوني التابع للشركة والسلطات قبل أن يعودوا إلى بلادهم.

السعودية

واتّهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية نٌشرت أمس، طهران بمهاجمة ناقلات النفط في بحر عمان.

وقال إنّ "النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني (شينزو آبي) ضيفاً في طهران وقام أثناء وجوده بالردّ عملياً على جهوده بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان".

وأضاف: "النظام الإيراني ووكلاؤه... قاموا بأعمال تخريبية لأربع ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة، منها ناقلتان سعوديتان، ممّا يؤكّد النهج الذي يتّبعه هذا النظام في المنطقة والعالم أجمع".

وشدد الأمير محمد الذي يتولى أيضاً حقيبة الدفاع، على أنّ "المملكة لا تريد حرباً في المنطقة... لكنّنا لن نتردّد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية".

وأكد أن المملكة ستواصل عملياتها في اليمن "لحماية استقلاله وسيادته مهما كانت التضحيات". وخلص إلى أنه "لا يمكن أن نقبل في المملكة بوجود ميليشيات خارج مؤسسات الدولة على حدودنا".

البابا

وفي حاضرة الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس إلى ضبط النفس وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط.

وقال خلال زيارة لمدينة كاميرينو التي تقع في وسط إيطاليا وقد لحقت بها أضرار جسيمة خلال عدد من الزلازل في 2016 إنه قلق من تداعيات الهجمات.

وأضاف بعد قداس حضره الآلاف: "أدعو الجميع إلى استخدام أدوات الديبلوماسية لحل المشاكل المعقدة الناجمة عن الصراعات في الشرق الأوسط... أجدد نداء قلبياً إلى المجتمع الدولي لبذل كل جهد ممكن لاختيار الحوار والسلام".