التاريخ: أيار ٣, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
الحكومة المغربية تؤكد التزامها بالحوار مع الأساتذة
إرجاء محاكمة المتهمين في قضية قتل السائحتين
الرباط: «الشرق الأوسط»
شدد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، على التزام الحكومة بمواصلة الحوار مع أساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، الذين أضربوا عن العمل لعدة أسابيع متواصلة، وذلك بعد استئنافه يوم الاثنين الماضي.

وأكد الخلفي، الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح له عقب اجتماع مجلس الحكومة أمس أن وزارة التربية الوطنية: «ملتزمة باستئناف الحوار مع الأطر الذين التحقوا بمقرات عملهم»، مؤكدا أنها «تعبأت للوصول إلى نتائج إيجابية تحقق طموح الجميع، في إطار ما ينظمه القانون، وما يعزز الاستقرار الوظيفي والمهني لأساتذة أطر الأكاديميات».

في السياق ذاته، شدد الخلفي على «ضرورة التقاء الإرادة الجماعية لكافة الأطراف التي أفضت إلى مراعاة مصلحة التلاميذ، واستئنافهم لدراستهم، خاصة داخل العالم القروي، علما بأن هناك إرادة لإيجاد حلول وضمانات تعزز الاستقرار الوظيفي والمهني للأساتذة المعنيين».

يشار إلى أن الآلاف من الأساتذة المتعاقدين مع الدولة في قطاع التعليم توقفوا عن العمل لعدة أسابيع، مطالبين بإدماجهم في الوظيفة العمومية. غير أن الحكومة تعتبرهم أطرا تابعة للأكاديميات الجهوية، التي لها قانونها الخاص، الأمر الذي أدى إلى توتر كبير في العلاقة بين الطرفين، وإلى خوض الأطر الأساتذة عدة أشكال احتجاجية، توقفت معها الدراسة في عدد من مدارس المدن والقرى، وهو ما دفع وزارة التربية الوطنية إلى تخصيص حصص للدعم المدرسي لفائدة التلاميذ، خوفا من شبح سنة دراسية بيضاء.

إرجاء محاكمة المتهمين في قضية قتل سائحتين 
غياب عائلتي الضحيتين... ومتهمون رفضوا توكيل محامين

الرباط: لطيفة العروسني
قررت غرفة الجنايات المكلفة قضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا المجاورة للرباط العاصمة، أمس، إرجاء النظر في محاكمة المتهمين الـ24 بقضية قتل السائحتين الإسكندنافيتين بضواحي مراكش، إلى 16 مايو (أيار) الحالي، وذلك بطلب من الدفاع.

ويتابع المتهمون في هذه القضية؛ من بينهم شخص يحمل الجنسيتين الإسبانية والسويسرية، بتهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والاعتداء عمداً على حياة الأشخاص مع سبق الإصرار والترصد، وارتكاب أفعال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وحيازة أسلحة نارية، ومحاولة صنع متفجرات خلافاً لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يستهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف».

وحضر جميع المتهمين، أمس، ورفض معظمهم توكيل محامين للدفاع عنهم، فقررت المحكمة تنصيب محامين عنهم في إطار المساعدة القضائية، فيما ينوب عن المتهم السويسري كيفن زولر غويرفوس، المحامي المغربي سعد السهلي الذي صرح لوسائل الإعلام، أمس، بأن موكله «يملك من الأدلة ما يثبت براءته»، مشيراً إلى أن «قاضي التحقيق أجرى مواجهة بينه وبين باقي المتهمين، وأكدوا عدم علاقته بالجريمة».

وحضرت جلسة أمس، التي تابعتها وسائل إعلام محلية ودولية، والدة السويسري وزوجته المغربية، فيما غابت عائلتا الضحيتين ومحاموهما عن الجلسة. وقالت زوجة السويسري في تصريح للصحافة: «كان معي دائماً ولكم أن تسألوا الجيران في مراكش، ولدينا أدلة على براءته، ونحتاج الوقت فقط»، فيما أكدت والدته أنه «ليس متطرفاً، وهو يحب كرة القدم ويدخن الحشيش». وأضافت في تصريحات صحافية: «لديه ابن عمره سنتان، وهو حزين ينتظر عودة أبيه»، مشيرة إلى أنه لم يعقد أي لقاء مع المتهمين الآخرين في منزله.

وكان قاضي التحقيق قد أمر بإحالة المتهمين في حالة اعتقال إلى غرفة الجنايات الابتدائية لمحاكمتهم، وذلك على أثر مقتل سائحتين اسكندنافيتين، هما الدنماركية لويسا فيستراجر سبيرسن (24 عاماً)، والنرويجية مارين أولاند (38 عاماً)، بضواحي مدينة مراكش في 16 ديسمبر (كانون الأول) (كانون الأول) الماضي في جريمة بشعة هزت الرأي العام.

وتعرضت الضحيتان اللتان قدمتا إلى المغرب في إجازة، لطعنات عدة وعُثر على جثتيهما في اليوم الموالي مقطوعتي الرأس بمنطقة شمهاروش بدائرة إمليل بإقليم الحوز. ورجّحت السلطات المغربية في البداية أن تكون الجريمة عملاً جنائياً، إلا إن انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر حَزّ رقبة إحدى الضحيتين، أكّد الدوافع الإرهابية للجناة.

ويوجد 4 متهمين رئيسيين في هذه الجريمة؛ 3 منهم متورطون بشكل مباشر في ذبح السائحتين؛ وهم: عبد الصمد الجود، بائع متجول يبلغ من العمر 25 عاماً ومتحدر من مراكش، ويعد «أمير» أو زعيم الجماعة. ويونس أوزياد، البالغ من العمر 27 عاماً، وكان اعتقل مع المتهم الرئيسي عند محاولتهما الفرار من مراكش بهدف عبور الحدود إلى ليبيا، وفق المحققين. أما المتهم الثالث، فهو رشيد أفاط، البالغ من العمر 33 عاماً، وهو أيضاً بائع متجول يعيش في حربيل القرية الواقعة على بعد 20 كيلومتراً من مراكش. أما المشتبه به الرابع فهو عبد الرحيم خيالي، البالغ من العمر 33 عاماً، وكان ذهب مع رفاقه إلى جبال الأطلس لكنه غادر قبل ارتكاب الجريمة.

وإلى جانب الأربعة الرئيسيين؛ أوقف الأمن المغربي 20 مشتبهاً بهم آخرين، في مدن: مراكش والصويرة وسيدي بنور واشتوكة آيات باها وطنجة، ينتمون إلى الجماعة التي أسسها عبد الصمد الجود، ويعتنقون الأفكار نفسها؛ من بينهم كيفن زولر غويرفوس وهو إسباني - سويسري مسلم يبلغ من العمر 25 عاماً، وهو متهم بتشكيل «عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية... وتدريب وتجنيد أشخاص لتنفيذ أعمال إرهابية... وتقديم المساعدة عمداً لمن يرتكب أفعالاً إرهابية».