التاريخ: نيسان ١٩, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
احتراق ملايين الكتب في طرابلس يهدد مستقبل آلاف التلاميذ
القاهرة: جمال جوهر
تسود حالة من الخوف والذعر في أوساط سكان العاصمة الليبية طرابلس، أمس، مما اعتبروه «ضياع مستقبل أبنائهم»، بعد توقف الدراسة في مناطق الاشتباكات، والتهام النيران ملايين الكتب الدراسية، بسبب القصف الذي طال بعض مخازن وزارة التربية التعليم التابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، فحوّلتها إلى كومة رماد.

وقال المواطن ناصر أبو الرمسي، القاطن بمنطقة وادي الربيع: إن تدمير مخازن الكتب الدراسية بسبب الاشتباكات في العاصمة، «أصاب المواطنين برعب شديد؛ مخافة ضياع مستقبل أبنائهم». ورأى الرمسي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «العاصمة ابتليت منذ سنوات بتأجيل الدراسة فيها بسبب اندلاع الحروب»، 

من جانبها، عبّرت الأمم المتحدة عن انزعاجها من احتراق أكثر من خمسة ملايين كتاب بسبب قصف صاروخي، أصاب إحدى بنايات وزارة التعليم التابعة لحكومة «الوفاق»، وقالت: إن «استهداف المنشآت المدنية يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي».

من جهتها، قالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة: إن القتال تسبب في تشريد أكثر من 18 ألف شخص، منهم 2500 في الأيام الماضية فقط. كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيانه، من أن «استهداف المنشآت المدنية يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي»، وقال: إن «قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق المدنية ممنوع منعاً باتاً». وأوضح أنها «توثق مثل هذه الحالات لعرضها على مجلس الأمن الدولي»، وبخاصة مع تعرض مدرسة لضربة جوية. 

وفي ظل تسارع الاشتباكات، وجهت وزارة التعليم، التابعة لـ«الوفاق»، مديري مكاتب رياض الأطفال إلى «إنهاء مرحلة رياض الأطفال».

وسبق لوكيل وزارة التعليم بحكومة «الوفاق»، عادل جمعة، أن أعلن عن احتراق خمسة ملايين نسخة من رصيد الكتاب المدرسي، ومستندات أخرى بمخازن الوزارة. ونشر وكيل وزارة التعليم عبر حسابه صوراً أظهرت آثار التدمير، التي طالت مخزن الكتاب المدرسي، التابع لمركز المناهج التعليمية التابع للوزارة.

وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة تعليق الدراسة في تسع مدارس قريبة من مطار معيتيقة، الذي تعرض لقصف جوي. لكنها زادت من عدد المدارس المعطلة بسبب المعارك الدامية.

وعلى أثر تسارع الاشتباكات وزيادة أعداد النازحين، اتخذت الوزارة خطوات لإعادة قيد الطلاب مؤقتاً في مدارس بلدية زليتن، وخاطبت لجنة التعليم، التي تشكلت لإدارة ملف الطلاب النازحين، «جميع العائلات من ضيوف البلدية إلى التواصل مع اللجنة لتنسيب أبنائهم الطلبة، والتلاميذ لأقرب مدرسة». كما فتحت مستشفيات البلدية، والعيادات الخاصة أبوابها لعلاج النازحين مجاناً في التخصصات كافة.

يشار إلى أن منظمة «أنديكاب إنترناشيونال»، المعنية بعمليات نزع الألغام وتأهيل وتدريب معاقي الحرب، وصفت الأوضاع الإنسانية في العاصمة بأنها «مأساوية». ولفتت المنظمة غير الحكومية، وفقاً لوكالة «أكي» الإيطالية، إلى أن المعارك المستمرة «عرقلت العمل الميداني لطواقمها»، ونقلت على لسان المدير الجديد للمنظمة، إيروين تيليمانس، أن «الوضع أصبح كارثياً للمدنيين الذين لا يستطيعون الحصول على جلسات المعالجة ، ولا على الأطراف الصناعية»، مشيراً إلى الوضع البالغ السوء للأطفال والمراهقين المحرومين من جلسات العلاج والتأهيل بسبب سوء الوضع الأمني.