التاريخ: نيسان ١٩, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
الأطفال... احتياط استراتيجي لتنظيمات الإرهاب في البقاء
لاختراق النقاط الأمنية والترويج الإعلامي
القاهرة: وليد عبد الرحمن
قالت دراسة مصرية إن «الأطفال احتياط استراتيجي لتنظيمات الإرهاب لضمان البقاء، نظراً لقلة عدد عناصر هذه التنظيمات، ولاستخدامهم في اختراق النقاط الأمنية أو استغلالهم كمادة إعلامية للترويج»، مؤكدة أن «التنظيمات وعلى رأسها «داعش» تبث أفكاراً مسممة خلال فتاوى تحول الأطفال لقنابل موقوتة وآلات للقتل والتدمير... وهذه التنظيمات وضعت استراتيجية بعيدة المدى لاستبدال مشاعر الكراهية والحقد والثأر من العالم بالبراءة».

وشهدت مصر قبل نحو أسبوعين هجوماً انتحارياً نفذه طفل في سن (15 عاماً) بالقرب من قوة أمنية أثناء قيامها بتمشيط منطقة السوق في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، تبناه «داعش»، وأسفر عن سقوط 7 ضحايا من الشرطة والمدنيين، وإصابة أكثر من عشرين آخرين.

الدراسة أعدها المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية أمس، أشارت إلى أن «التنظيمات الإرهابية ترى بنسبة 100 في المائة أن الأطفال يمثلون مستقبلها، لحمل رايتهم في المستقبل القريب، وهذا يُعظم من أهمية تجنيدهم». وأكد المؤشر أنه «رغم اتفاق أغلب التنظيمات الإرهابية في تجنيد الأطفال؛ إلا أن الاختلاف يكمن في خطابهم، فـ«داعش» يُبرز في خطابه ضرورة تجنيد الأطفال بنسبة 75 في المائة، وحثت فتاويه وإصداراته على ذلك لتجهيزهم للقتال، وهذا التجنيد إما أن يكون بشكل عنيف، أو غير عنيف، وغالباً ما يكون معبراً عن قيم الطاعة للوالدين وولي الأمر».

وقال المؤشر في دراسته، إن «تنظيم «القاعدة» يُبرز في خطابه ضرورة عملية تجنيد الأطفال بنسبة 25 في المائة، ورغم أن هذه النسبة قد تبدو قليلة مقارنة بـ«داعش»، فإن ذلك لا يعطي دلالة على وجود اختلاف بين استراتيجية التنظيمين في التجنيد، فالاختلاف يقع فقط في طريقة التطبيق؛ لكن الغاية تظل واحدة»، مضيفاً أن «داعش» يعتمد بنسبة كبيرة على الإعلام في عملية التجنيد، في حين يعتمد «القاعدة» على التنشئة بصورة أكبر».
ونشرت مجلة «بيتك» التابعة لـ«القاعدة» موضوعاً في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعنوان «اجعلي ولدك شبلاً»، وفي فبراير (شباط) نشرت مجلة «ابنة الإسلام» موضوعاً بعنوان «لأجل أطفالنا سنقاتل» وأكدت المجلة حينها أن «أطفالنا أضحوا مستهدفين لاستعمالهم كأسلحة في هذه الحرب».

وعن روافد التنظيمات الإرهابية للحصول على الأطفال. أرجعه المؤشر العالمي للفتوى إلى ثلاثة روافد هي، «الأطفال من أبناء مقاتلي التنظيمات بنسبة 66 في المائة عن طريق خطف النساء، وتشجيع الزواج المبكر، وتدعيم تعدد الزوجات. والرافد الثاني عبر اختطاف الأطفال والقُصر دون علم أهاليهم إضافة إلى اليتامى وأطفال الشوارع بنسبة 24 في المائة، والثالث بنسبة 10 في المائة ويقوم على تجنيد المراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية».

وأرجع مؤشر الفتوى تجنيد التنظيمات الإرهابية للأطفال إلى «طبيعة الطفل الانفعالية والمندفعة والتشبع بالأفكار دون تمييز بنسبة 45 في المائة، والتراجع في قوة التنظيمات العددية والضغوط الأمنية بنسبة 35 في المائة، واستغلال تدهور الأوضاع المعيشية في بعض الدول بنسبة 20 في المائة»، موضحاً أن «طبيعة الأطفال تُسهل عملية تلقينهم وتطويعهم للقيام بالعمل الإرهابي، كما أن الأفكار والأحداث التي تغرس في عقل الطفل تظل معه طوال حياته، وبالتالي يضمن التنظيم رسوخ أفكاره وتوارثها جيلاً بعد جيل».

وأكد المؤشر في هذا الصدد، أن «داعش» يستخدم الأطفال في أوقات الهزيمة والانحسار، باعتبارهم «قنابل موقوتة» جاهزة للانفجار في أي وقت أو مقاتلين يحملون الأسلحة، أو القذائف الخفيفة مثل القنابل اليدوية، إلى جانب بعدهم عن مواضع الشبهة عند النقاط والارتكازات الأمنية، فمن ذلك فتوى عضو الهيئة الشرعية لـ«داعش» أبو سعيد الجزراوي، التي صدرت في 2016 وتضمنت «إجازة استخدام الأطفال في تنفيذ عمليات انتحارية بعد تفخيخ أجسادهم بالقنابل»... كما «تستغل التنظيمات الإرهابية الأطفال في الدعاية من خلال استخدامهم كمواد إعلامية في إصداراتهم المرئية، للتعبير عن قوة التنظيم، وتأكيد استمرار وجوده عبر هذا الجيل، حتى لو تمت هزيمته».

وحول طرق التجنيد. أكد مؤشر الفتوى عبر «زرع الأفكار الجهادية في عقلية الطفل، والتعليم الذي يصب في صالح التنظيم، والتدريب الذي يعتمد على الإعداد البدني للطفل، بتدريبه على حمل السلاح وفنون القتال، وأخيراً التخصيص حيث يقوم التنظيم بتوزيع هؤلاء الأطفال حسب قدراتهم في عمليات التفخيخ والتفجير، أو التصوير والتتبع والرصد، أو إدارة مواقع التواصل وشبكات التنظيم الإلكترونية».