التاريخ: نيسان ٨, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
38 قتيلاً وجريحاً في معارك طرابلس... والسراج يطلق عملية «بركان الغضب»
واشنطن تعارض عملية حفتر وروسيا تعطل بياناً في مجلس الأمن يطالبه بوقفها
القاهرة: خالد محمود
دشنت حكومة «الوفاق الوطني» الليبية برئاسة فائز السراج أمس، عملية عسكرية باسم «بركان الغضب» للقيام بما وصفه بـ«تطهير كل المدن من الخارجين عن الشرعية»، في إشارة إلى قوات الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، التي تخوض قتالاً ضارياً لبسط سيطرتها على مناطق في العاصمة طرابلس، تحت اسم عملية «طوفان الكرامة».

وقال الجنرال عبد السلام الحاسي، رئيس مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني، إن «الأمور تسير على ما يرام»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش تتقدم في كل المحاور المخصصة لها باتجاه طرابلس».

ورفض الحاسي تحديد مدة لانتهاء العمليات العسكرية لتحرير طرابلس، قائلاً: «قوات الجيش لا تخوض حرباً نظامية كي نعرف متى ستنتهي الحرب... نحن نواجه عصابات»، في إشارة إلى الميليشيات المسلحة الموجودة في طرابلس.

وأعلنت وزارة الصحة بحكومة السراج حصيلة ضحايا الأحداث الجارية في المنطقة الغربية، وأحصت في بيان أمس، 21 قتيلاً و27 جريحاً، فيما أعلن الجيش الوطني مقتل 14 من جنوده في المعارك التي دخلت أمس، يومها الرابع.

ونعت إدارة شؤون الجرحى بحكومة السراج، أمس، طبيباً قتل أثناء تأديته واجبه الوطني في إنقاذ المصابين، بينما قالت جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس، إنها أخلت عدداً غير معلوم من العائلات العالقة داخل مناطق الاشتباكات.

انسحاب أميركيين
وتزامنت هذه التطورات مع تأكيد قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم)، أنها لم تتلقَ أي طلب للتدخل العسكري في ليبيا، قبل ساعات من إعلانها أنها أجلت أمس مجموعة من القوات الأميركية من طرابلس مؤقتاً، استجابة لما وصفته بالظروف الأمنية على الأرض. وتمت عملية الإجلاء بحراً بواسطة فرقاطات.

وقال جون مانلي مسؤول الإعلام في «أفريكوم» لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتلقَ أي طلب للحصول على الدعم العسكري في ليبيا... ليس لـ(أفريكوم) اتصال مباشر مع حكومة الوفاق الوطني». وتابع: «نحافظ على علاقتنا الوثيقة مع المكتب المسؤول عن ليبيا بوزارة الخارجية الأميركية، وأي تنسيق مع شركائنا الليبيين يتم من خلال هذا المكتب».

وأشار مانلي إلى أن «الوضع الأمني الحالي هو مصدر قلق... الأمم المتحدة تدعو إلى حل سياسي، وتفيد بأنه لا يوجد حل عسكري لإقرار الاستقرار الليبي».

وسبق أن أعلنت «أفريكوم»، وبسبب ما وصفته بالاضطرابات المتزايدة في ليبيا، نقل مجموعة من القوات الأميركية مؤقتاً، وأشارت إلى أن مهمة هذه القوات كانت في ليبيا الدعم العسكري للبعثات الدبلوماسية وأنشطة مكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكات وتحسين الأمن في جميع أنحاء المنطقة.

ونقل البيان عن الجنرال توماس والدهاوسر قائد «أفريكوم» قوله إن «الحقائق الأمنية على الأرض في ليبيا تزداد تعقيداً ولا يمكن التنبؤ بها... حتى مع تعديل القوة، سنستمر في الحفاظ على مرونة دعمنا لاستراتيجية الولايات المتحدة الحالية، كما ستواصل القيادة الأميركية الأفريقية القيام بدورها لدعم الحكومة والشعب الليبي».

ويعد البيان أول اعتراف رسمي يصدر عن الجيش الأميركي بأنه كان يحتفظ بقوات أميركية غير معلنة داخل طرابلس. وأظهر فيديو التقطه بعض السكان زوارق حربية أميركية وهي تنقل الجنود عبر البحر.

نداءات لهدنة
واستمر القتال المحتدم على مشارف العاصمة ولم ينتقل إلى وسطها، فيما دعت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا عبر نداء وصفته بالمهم، جميع الأطراف العسكرية المتواجدة في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية إلى احترام هدنة إنسانية بين الساعة الرابعة والساعة السادسة من بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي، لتأمين إجلاء الجرحى والمدنيين من قبل أجهزة وطواقم الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر الليبي.

وأعلن محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة السراج رسمياً في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس أمس، إطلاق عملية «بركان الغضب» لتطهير العاصمة وكل المدن الليبية من المعتدين والخارجين عن الشرعية. وتابع: «كلنا تصميم على حماية العاصمة... كل الليبيين»، لافتاً إلى أن السراج رفع درجة الاستعداد القصوى والنفير العام في جميع الوحدات العسكرية والأمنية، والتحرك الفوري لرد الاعتداء واستخدام القوة للمحافظة على الليبيين والمرافق الحيوية.

وندد مجلس بلدية الزنتان بالقصف الذي تعرضت له حدوده الإدارية من قبل طيران حكومة الوفاق مساء أول من أمس، انطلاقاً من الكلية الجوية في مصراتة بغرب البلاد، لافتاً في بيان له إلى أن محلة القرية الشرقية تعرضت لغارة جوية لم تسفر عن أضرار بشرية.

غارة جوية
في المقابل، شارك سلاح الجو التابع للجيش الوطني في المعارك للمرة الأولى، حيث أغارت مقاتلاته على تمركزات للميليشيات المسلحة بالضواحي الجنوبية طرابلس، فيما أكدت مصادر بغرفة العمليات الجوية أن الغارات أصابت أهدافها بدقة بالغة بعد أن استخدمت الميليشيات الأسلحة الثقيلة بما يهدد المدنيين، حسبما أعلنت شعبة الإعلام الحربي التي أضافت في بيان لها أمس: «وبهذا نؤكد أننا قادرون على دك تمركزات العدو، وأننا القادرون على حماية المدنيين وأرواحهم وممتلكاتهم».

كما أعلنت الشعبة تحرير مجموعة من الجنود التابعين للجيش وقعت في أسر ميليشيات موالية للسراج، تزامناً مع إعلان كتيبة «طارق بن زياد» أنها وبالتعاون مع الكتيبة 128 التابعتين لقوات الجيش، تمكنت من أسر عدد من الميليشيات الإرهابية في منطقة وادي الربيع، وآليات مسلحة.

وكان السراج اتهم خصمه المشير حفتر بـ«نقض العهد» عبر شنّ هجوم على طرابلس، حيث مقرّ حكومة الوفاق، محذّراً من «حرب لا رابح فيها». وقال السراج في خطاب متلفز مساء أول من أمس: «مددنا أيدينا للسّلام، لكن بعد الاعتداء الذي حصل من قوّات تابعة لحفتر وإعلانه الحرب على مُدننا وعاصمتنا وإعلانه بذلك الانقلاب على الاتفاق السياسي، لن يجد منّا إلا الحزم والقوّة».

واعتبر السراج في كلمته أنّ المؤتمر الوطني المقرّر منتصف هذا الشهر يُشكّل مساراً «نحو دولة مستقرّة لبناء دولة مدنيّة وديمقراطية». وقال إنّ حفتر «مدفوعٌ برغباتٍ شخصيّة ونزوات فرديّة»، متّهماً إيّاه أيضاً بأنّه يعمل من أجل تقويض «العمليّة السياسيّة (...) وإغراق البلاد في دوّامة من العنف والحرب المدمّرة».

واعتبر فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج أن حكومته لمست تغييراً إيجابياً في دعم المجتمع الدولي لها، لافتاً في تصريحات تلفزيونية له مساء أول من أمس، إلى أن «بعض الدول الفاعلة شعرت بإهانة حفتر لها واستخفافه بجهود الأمم المتحدة لإرساء السلام، وترى أنه خطر على السلم الأهلي».

وزعم مجدداً أن قوات حكومة السراج في وضع ميداني ممتاز، وستهاجم فور اكتمال تجهيزاتها حسب الخطط الموضوعة، مضيفاً: «سنتوجه لمصادر القوات الغازية (قوات حفتر) وسنؤمن عاصمتنا وكل بلادنا».

وعبر فيديو مصور، توعد هيثم التاجوري الذي يقود ما يعرف باسم «كتيبة ثوار طرابلس»، الجيش الوطني بالهزيمة. وزعم التاجوري الذي كان يرتدي ملابس رياضية ويقود سيارة عسكرية بمحور عين زارة جنوب طرابلس، أن الميليشيات لم تستخدم إلا قليلاً من قوتها.

كما انضم إبراهيم الجضران الرئيس السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، المدرج على قائمة العقوبات الدولية والأميركية، إلى السراج بعدما تحدث عن «النصر العظيم الذي حققته قواته في المنطقة الغربية على حساب قوات الجيش».

وادعى الجضران في بيان مساء أول من أمس، أن هدف قوات الجيش محاربة الشعب الليبي بكل مكوناته وإجهاض ثورة 17 فبراير (شباط)، داعياً من وصفهم بشرفاء ليبيا إلى الوقوف معه ضد حفتر.

ودخل القيادي المتطرف شعبان هدية رئيس «غرفة عمليات ثوار ليبيا»، على الخط بتلميحه عبر بيان مقتضب إلى «وجود خيانة في صفوف قوات السراج»، بعدما أعلنت داخلية السراج وجود متواطئين في صفوف أجهزتها الأمنية مع قوات الجيش.

وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أعلن مقتل 14 جندياً حتى الآن، مؤكداً أن الجيش لم ينفذ أي طلعات جوية بخلاف العدو، مشدداً على أن مطار طرابلس تحت السيطرة التامة للجيش.

وكشف المسماري، في مؤتمر صحافي ببنغازي، أن هناك أرتالاً كانت تتقدم من مصراتة لطرابلس حاولت التقدم لمسلاتة لكنها فشلت.

وتابع: «قوات الجيش تقدمت ليلاً وتمركزت في السواني»، مشيراً إلى أن قصر بن غشير تحت السيطرة الكاملة للجيش وكذلك طريق وادي الربيع حتى الساحل ومطار طرابلس.

وبعدما أوضح أن طريق المطار تحت سيطرة الجيش وكذلك كوبري المطار، قال إن قوات الجيش دخلت إلى منطقة ورشفانة من دون قتال.

وأوضح المسماري أن الهضبة الخضراء جاهزة لاستقبال القوات المقبلة من صلاح الدين، مردفاً أنه سيتم تحرير عين زارة قريباً، ووضع كل المجرمين في سجن عين زارة، مضيفاً: «خلال الساعات المقبلة سنكون في ميدان الشهداء».

ولفت المسماري إلى أنه جرى أول من أمس رصد 4 غارات على العزيزية وجندوبة، لكنها لم تسفر عن أي خسائر عسكرية.

وأوضح أن هناك وحدات خاصة بتأمين البعثات الدبلوماسية ومؤسسات الدولة، مضيفاً: «نطمئن الجميع بأن الخطة لا تتعدى محاربة الإرهاب والهدف هو تأمين العاصمة طرابلس».

نائب السراج يعلن استقالته ودعمه لتقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس

طرابلس: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلن علي القطراني نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، استقالته من المجلس، مؤكداً دعمه لتقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس.
وقال القطراني في بيان، إن "سلوك السراج الذي تحركه الميليشيات، لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق".

وثمن القطراني تقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس، لتخليصها من سيطرة ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة، مؤكداً أن السراج خرق الاتفاق السياسي الليبي بانفراده بممارسة اختصاصات المجلس بتحريض من هذه الميليشيات.

وتعتبر استقالة القطراني هي الثانية من نوعها بعد استقالة عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني وتأكيد عدة أطراف موقعة على الاتفاق السياسي ومشاركة في صياغته، بأن صفة الإجماع قد نُزعت منه.

واشنطن تعرب عن قلقها ومعارضتها عملية حفتر

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعربت الولايات المتحدة اليوم (الاثنين)، عن قلقها "العميق" إزاء القتال بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان: "لقد أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكري من قبل قوات الجيش الوطني ونحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية".

وأضاف بومبيو، أن جميع الأطراف المعنية يقع على عاتقها مسؤولية تهدئة الموقف بشكل عاجل، حسبما شدد مجلس الأمن الدولي ووزراء مجموعة الدول الصناعية السبع في الخامس من أبريل (نيسان)، محذراً من أن الاشتباكات العسكرية تعرض المدنيين للخطر وتقوض سبل التوصل لمستقبل أفضل لجميع الليبيين.

وأوضح بومبيو، أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا"، داعياً للعودة إلى المفاوضات السياسية بوساطة غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مؤكداً أن الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لتوحيد البلاد وطرح خطة للأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين.

روسيا تعطل بياناً في مجلس الأمن يطالب حفتر بوقف النشاطات العسكرية

نيويورك: علي بردى
عطلت روسيا مشروع بيان اقترحته بريطانيا بدعم من كل من الولايات المتحدة وفرنسا على بقية أعضاء مجلس الأمن لمطالبة الجيش الوطني الليبي بـ“وقف كل النشاطات العسكرية“، ولا سيما قرب العاصمة طرابلس.

وأفاد دبلوماسيون في مجلس الأمن أن "روسيا رفضت تسمية قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالإسم. واقترحت وضع عبارة كل القوات بدلاً من ذلك". ورفضت بريطانيا هذا المقترح الروسي.

وجاء في نص مشروع البيان الذي حصلت "الشرق الأوسط"على نسخة منه أن أعضاء مجلس الأمن "يعبرون عن قلقهم البالغ من النشاط العسكري قرب طرابلس في ليبيا"، في ما اعتبروه "تهديداً للاستقرار الليبي ولآفاق وساطة الأمم المتحدة والحل السياسي الشامل للأزمة". وإذ يطالب النص "قوات الجيش الوطني الليبي بوقف كل النشاطات العسكرية"، يدعوا "كل القوى إلى وقف تصعيد النشاط العسكري"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للنزاع". وكذلك يدعوا إلى "محاسبة من يقوضون السلام والأمن في ليبيا"، معبراً عن "التقدير لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أنسميل) في ظل ظروف صعبة". ويؤكد على "ضرورة سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة"، ويذكّر جميع الأطراف بـ"التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين"،"ويؤكد الدعم الكامل لجهود الأمين العام بما في ذلك زيارته الأخيرة لليبيا، ولممثله الخاص غسان سلامة، في سعيهما للتوسط في سبيل سياسي للتقدم في اتجاه انتخابات سلمية وموثوقة، ويحض كل الأطراف على "وقف الخطاب التصعيدي، واستئناف الحوار والوفاء بالتزاماتها بالمشاركة البناءة في الجهود التي تيسرها الأمم المتحدة"، ويرحب بـ"التقدم الذي أحرزته بعثة الأمم المتحدة في التحضير للمؤتمر الوطني" ويحض كل الأطراف على "تهيئة الظروف المناسبة لعقده على النحو المخطط له". ويعتبر أن هناك "فرصة حاسمة "يتيحها المؤتمر الوطني لجميع الليبيين من أجل "وضع خلافاتهم جانباً وممارسة ضبط النفس من أجل مصلحة البلاد ومن أجل الشعب الليبي“. 

وكان سلامة واصل جهوده لوضع حد للنشاطات العسكرية والتقى رئيس المجلس الرئاسي رئيس الحكومة فائز السراج في طرابلس. وأكد على الأثر أن "الأمم المتحدة لن تترك الليبيين وحدهم، وستبقى في ليبيا للعمل باتجاه التوصل إلى حل سياسي وإسكات البنادق والتفاهم السياسي السلمي بين مختلف الأطراف".


سلامة: الملتقى الجامع في موعده... «إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة»
روسيا ومصر تشددان على الحل السياسي... وإيطاليا تدعو حفتر للاستماع إلى تحذيرات المجتمع الدولي

الأحد 07 أبريل 2019 
القاهرة: «الشرق الأوسط»

قال المبعوث إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، قال إن «المؤتمر الوطني الجامع لا يزال في موعده المقرر انعقاده منتصف الشهر الحالي، في مدينة غدامس»، لكنه استدرك: «إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة»، في إشارة إلى التطورات العسكرية في طرابلس.

وطمأن سلامة الليبيين، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، أمس، عقب لقائه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وقال: «نريد أن نطمئن الليبيين أننا باقون إلى جانب الشعب لإنجاح العملية السياسية دون اللجوء إلى التصعيد». ومضى يقول: «نحن إلى جانب الليبيين، لن نتركهم لأنفسهم، ولن نكفّ عن العمل ليلاً ونهاراً لتخفيف حدة القتال، لمنع التصعيد ولاستصدار موقف دولي موحد يؤيد توجهنا، نحو إحياء العملية السياسية، نحو لمّ الشمل بين كل أطراف والتخلي عن لغة السلاح والتصعيد».

وقطعت البعثة الأممية لدى ليبيا شوطاً كبيراً باتجاه الاستعداد للملتقى المزمع عقده من 14 إلى 16 أبريل (نيسان) الحالي في غدامس (جنوب غربي البلاد)، الذي يستهدف وفق خطتها تحديد موعد للانتخابات النيابية والرئاسية.

وقال سعيد إمغيب، عضو مجلس النواب عن مدينة الكفرة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الظروف القاهرة بالنسبة لغسان سلامة، والمفرحة لكل الشعب الليبي سوف تمنع انعقاد المؤتمر الجامع»، وأوضح: «في تصوري بمجرد دخول القوات المسلحة إلى طرابلس فسوف تطوى صفحة كبيرة جداً من صفحات المشكل الليبي، ولن يحتاج الليبيون إلى مؤتمر جامع». غير أن تأكيدات سلامة بالإبقاء على موعد المؤتمر الجامع، استقبلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، أمس، قبل لقاء نظيره سامح شكري، باستغراب، مؤكداً معارضته لما سماه «المواعيد المصطنعة» للتسوية في ليبيا، دون توضيح ما يعنيه.

وحرص المسؤول الروسي على التأكيد أن بلاده «على اتصال مع كل الأطراف» في ليبيا لكنها لا تدعم أي طرف، وقال في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون المصري: «نأمل بأن يقرر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم والبدء بحوار شامل من دون أي نوع من المواعيد المصطنعة، التي يحاول البعض أن يفرضها عليهم من الخارج، ومن دون دفعهم للإسراع رغماً عنهم».

وتطابقت الرؤية المصرية مع ما أكده المسؤول الروسي، إذ ذهب وزير خارجيتها سامح شكري، أمس، إلى أن الأزمة الليبية «لن تحل إلا بالحوار، بعيداً عن العمليات العسكرية». وأضاف: «الأزمة في ليبيا لن تحل من خلال اللجوء للوسائل العسكرية، وإنما من خلال الحوار المعبر عن إرادة الشعب الليبي».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف تحدث مع حفتر هاتفيا، وأكد له موقف روسيا الداعم لإيجاد حلول سياسية لكل النزاعات الدائرة في ليبيا. وأعلنت كل من ألمانيا والأمم المتحدة عزمهما على عدم تفاقم الوضع في ليبيا وتخفيف التوتر في الأوضاع هناك، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، إن «على حفتر دعم عملية الأمم المتحدة في ليبيا»، كما «يجب أن يتوقف الوضع الحالي هناك، وعلى جميع الأطراف عدم التصعيد».

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس، إن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تشعر بقلق عميق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا، مضيفاً أنها «اتفقت على ضرورة الضغط على المسؤولين عن التصعيد العسكري في ليبيا، وخاصة حفتر».

ودعا وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي، حفتر، أمس، إلى الاستماع لتحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس، وإلا «فإن المجتمع الدولي سيرى ما يمكن عمله».