التاريخ: آذار ٢٢, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
«قوات سوريا الديمقراطية» تمشط آخر جيوب «داعش» في الباغوز
السوسة (شرق سوريا) - لندن: «الشرق الأوسط»
واصلت «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس (الخميس)، عمليات التمشيط في قرية الباغوز الواقعة شرق سوريا، حسبما أورد قائد ميداني، نافياً التقارير حول سقوط آخر جيوب تنظيم «داعش»، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من السوسة شرق الفرات.

وقال قائد العمليات في بيان مقتضب أرسله للصحافيين: «ما زالت عمليات التمشيط جاريةً في مخيَّم الباغوز» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

ونفت قوات سوريا الديمقراطية المعلومات الواردة من بعض وسائل الإعلام، التي أفادت في وقت سابق، صباح أمس (الخميس)، عن سقوط آخر جيب للتنظيم في المنطقة بالكامل. وأكد القائد: «لا صحَّة عن تحرير البلدة بشكل كامل».

وشاهد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية على الأرض، مساء أول من أمس (الأربعاء)، شاحنات تقل أشخاصاً من الباغوز، فيما تم إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين خلال الأسابيع الماضية من آخر جيب للتنظيم.

وعلى وقع تقدُّمها العسكري، أحصت هذه القوات خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم 37 ألف مدني و5000 متطرف ونحو 24 ألفاً من أفراد عائلاتهم. كما أفادت باعتقال «520 إرهابياً في عمليات خاصة».

وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من واشنطن، الثلاثاء، سيطرتها على مخيم الباغوز، وحصارها مقاتلي التنظيم في جيوب صغيرة قرب النهر الذي تقع بلدة الباغوز على ضفافه الشرقية.

وقال مدير المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مصطفى بالي، الثلاثاء، إن هذا «ليس إعلاناً للنصر، ولكنه تقدُّم مهمّ في القتال ضد (داعش)»، متحدثاً في الوقت ذاته عن «اشتباكات متواصلة مع استمرار مجموعة من إرهابيي التنظيم، محتجَزة في منطقة صغيرة في القتال».

وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس (الأربعاء)، بالتقدّم المحرز في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» منذ وصوله إلى السلطة، مشيراً إلى أن سقوط مناطق «داعش»، التي أعلنها التنظيم، بات وشيكاً.

وأوضح، كاشفاً خريطةً صغيرة تُمثّل سوريا: «هناك نقطة صغيرة، وقد تختفي هذه الليلة».

في ديسمبر (كانون الأول)، أعلن ترمب، على نحو مفاجئ، سحب نحو ألفي جندي أميركي تمّ نشرهم في سوريا، وبرّر وقتذاك قراره بالقول: «لقد انتصرنا على تنظيم (داعش)، وحان وقت العودة». 

غير أنّه أعلن، أول من أمس (الأربعاء)، أنّ نحو 400 جندي سيبقون في نهاية المطاف منتشرين على الأرض «لبعض الوقت».

ورغم انكفائهم إلى ضفاف الفرات، يواصل مقاتلو التنظيم القتال. ولا تملك «قوات سوريا الديمقراطية» تصوراً عن عددهم.

وتوشك «قوات سوريا الديمقراطية» بعد ستة أشهر من هجوم بدأته ضد آخر معقل للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي، على إعلان انتهاء «الخلافة» التي أقامها على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، في عام 2014.

وتشكل جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري، الذي بدأ عامه التاسع، مخلِّفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تسفر جميع الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع. وبانتظار النهاية الرسمية للعملية التي أُطلقت في 10 سبتمبر (أيلول) ضد آخر معقل للتنظيم، يقبع الخارجون من آخر جيب متطرف في مخيم للنازحين ضمن ظروف قاسية انتقدتها أكثر من منظمة غير حكومية.

وتم نقل أغلبهم نحو مخيم الهول (شمال شرق)، حيث يتجمع أكثر من 72 ألف شخص، بينهم أكثر من 40 ألف طفل، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية.

ويضمّ المخيم نحو ألفي نازح جديد، أغلبهم من النساء والأطفال، الذين وصلوا، أول من أمس (الأربعاء)، بحسب المصدر نفسه.

وأحصت اللجنة وفاة 123 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال، خلال رحلتهم إلى مخيم الهول أو بُعَيد وصولهم.

وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس (الأربعاء)، بالتقدُّم المحرَز في الحرب ضدّ التنظيم، مشيراً إلى أن سقوط مناطق «داعش» التي أعلنها التنظيم بات وشيكاً. وأوضح، كاشفا خريطةً صغيرة تُمثّل سوريا، «هناك نقطة صغيرة، وقد تختفي هذه الليلة».

وفي ديسمبر (كانون الأول)، أعلن ترمب على نحو مفاجئ سحب زهاء ألفي جندي أميركي تمّ نشرهم في سوريا، وبرّر وقتذاك قراره بالقول: «لقد انتصرنا على التنظيم، وحان وقت العودة». غير أنّه أعلن الأربعاء أنّ نحو 400 جندي سيبقون في نهاية المطاف منتشرين على الأرض «لبعض الوقت».

وفاجأ الإعلان الأول حلفاء واشنطن في التحالف الدولي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، أول من أمس (الأربعاء) إن بلاده لا تزال تنتظر الحصول على تفاصيل من الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على وجودها العسكري لتقرير مساهمتها الأمنية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال شرقي سوريا.

ورغم انكفائهم، يواصل مقاتلو التنظيم القتال عبر خلايا نائمة، والقيام بهجمات دامية.