التاريخ: آذار ٢١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
بومبيو يشدد على مواجهة «العدوان الإيراني» في المنطقة
الكويت: ميرزا الخويلدي
أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على ضرورة تشكيل «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» أو ما يُطلق عليه «الناتو العربي» لجمع حلفاء الولايات المتحدة العرب ضد إيران.

وقال الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي عقد أمس مع نظيره الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، إن الولايات المتحدة ودول الخليج تواجه تهديدات مشتركة من تنظيمات جهادية ومن إيران.

وأكد بومبيو للصحافيين الذين يرافقونه في جولته التي تشمل الكويت ولبنان وإسرائيل، أنه سيركز على «الخطر الذي تمثله إيران».

وجعلت إدارة ترمب من التصدي لما تسميه «نفوذ إيران المزعزع للاستقرار» المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة، وهي تضاعف تحركاتها لتحقيق هذا الهدف.

كما دعا الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، أعقب محادثات البلدين في «الحوار الاستراتيجي» إلى إنهاء الأزمة الخليجية بين قطر وثلاث دول خليجية بالإضافة إلى مصر. وقال بومبيو إن النزاع «ليس من مصلحة المنطقة، وليس في مصلحة العالم». وأضاف: «لدينا جميعا التهديدات نفسها» من «داعش» وتنظيم «القاعدة» وحتى إيران.

من جانبه، أعرب الوزير الكويتي عن تقديره للجهود الأميركية لحل الأزمة القطرية، وقال: «نقدر جهود الولايات المتحدة في حل الأزمة... ولدعمها جهود الوساطة التي يقودها أمير البلاد».

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد قطعت العلاقات السياسية والتجارية وروابط النقل مع قطر في يونيو (حزيران) 2017، واتهمت الدوحة بدعم الإرهاب وتقويض الاستقرار في المنطقة.

وعن محادثاته مع المسؤولين الكويتيين، قال بومبيو إن المحادثات شملت مجالات، مثل «مكافحة الإرهاب، وتعزيز التجارة والاستثمار»، وشدد على أن العلاقات في مجال الدفاع بين البلدين لها أهمية خاصة.

كما شدد بومبيو على التزام بلاده بأمن الكويت. وقال إن «الأخطار بخصوص الأمن السيبراني تهدد أمننا واستقرارنا وازدهار شعوبنا على حد سواء»، مشيراً إلى أن أميركا والكويت تكثفان الإسهامات بصورة كبيرة لمنع التهديدات السيبرانية.

وأوضح أن «الكويت شريكة قوية، وعلاقتنا الدفاعية مهمة بشكل خاص»، مضيفاً أن الكويت تستضيف آلاف الجنود الأميركيين، وهي شريكة قوية لمحاربة «داعش» و«القاعدة» وغيرها من المجموعات الإرهابية.

كما أشاد بجهود الكويت لمبادرتها القوية لحل بعض القضايا الأكثر تحدياً في المنطقة، بما فيها اليمن وسوريا وإيران والعراق، وقال: «ننسق عن كثب مع الكويت، كأعضاء مشاركين في مجلس الأمن حول قضايا كثيرة تتعلق بالأمن الدولي، بما فيها القضايا الإنسانية في المنطقة، ونقدر القيادة المميزة لأمير الكويت».

بدوره، أشاد الوزير الكويتي بالموقف الأميركي الصلب في الدفاع عن أمن الخليج، ولفت إلى أن «الأزمة اليمنية كانت حاضرة خلال المحادثات»، وأن الجانبين متفقان على ضرورة حل الأزمة اليمنية سلمياً.

والتقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمس، وزير الخارجية الأميركي، كما عقدت جلسة الحوار الاستراتيجي الثالث الذي تستضيفه الكويت. وأفاد وزير الخارجية الكويتي بأن اجتماعات الحوار الاستراتيجي بحثت عدداً من القضايا في مجالات متعددة، كالدفاع والأمن والاقتصاد والتعليم والجمارك والطيران المدني، بمشاركة 23 جهة حكومية، وحضور 70 من كبار المسؤولين والمختصين في كلا البلدين.

وأشار الشيخ صباح الخالد إلى أن مجموعات العمل المنبثقة عن الحوار الاستراتيجي التي تضم مسؤولين من كلا البلدين، لمتابعة تطوير القضايا الثنائية، عملت طوال السنة الماضية دون توقف. وذكر أن الجانبين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تناولا فيها سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة أهم المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على ضرورة تحسين العراق لعلاقته مع الكويت. بينما أشار وزير الخارجية الكويتي إلى أنه تم بحث «الوضع في سوريا، والمأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري، وضرورة بسط السلام والأمن والاستقرار في سوريا، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة».

وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى العلاقات الخليجية الإيرانية، وجهود البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وتطورات مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وتأكيد الجانبين على أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين في مجلس الأمن حيال تلك القضايا. وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال بومبيو إنه «لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط».

في حين أكد وزير الخارجية الكويتي أنه على قناعة بأن «العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وعدة دول» ستقود إلى «حل سياسي» للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإلى وضع «نهاية مقبولة» لجميع الأطراف.

وأضاف وزير الخارجية الكويتي أن خطة السلام «طال انتظارها، ونثق بأن أصدقاءنا في الولايات المتحدة لديهم أفكار لمواصلة عملية السلام، ووضع خطة للسلام تأخذ بعين الاعتبار الوضع في المنطقة والأطراف في القضية».

كما شدد الصباح على ضرورة الحل السلمي للأزمة اليمنية، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار 2216. ودعا إلى أهمية بسط السلام والأمن والاستقرار في سوريا، وفق المرجعيات الدولية.