التاريخ: آذار ١٩, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الحياة
النظام السوري يلوّح باستعادة شرق الفرات ويؤكد امتلاكه "عوامل القوة" لاخراج القوات الأميركية
موسكو - سامر إلياس
تزامناً مع قرب سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على آخر جيب لتنظيم "داعش" شرق الفرات، لوح النظام السوري باستعادة كامل الأراضي الواقعة تحت سيطرة "قسد" ذات الغالبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة بالقوة، وفرض سيطرة الدولة على كل الأراضي السورية بما فيها التنف وإدلب. وطالبت إيران وسورية والعراق القوات الأجنبية "غير الشرعية" بالانسحاب من سورية، بينما أكد النظام السوري أن "عوامل القوة" متوفرة لاعادة كل شبر من سورية، بينما أعلن العراق أن الطريق بين دمشق وبغداد ستُفتح قريباً.

وفي حين نفت واشنطن تقارير صحافية عن نيتها الابقاء على نحو ألف جندي في سورية، وأكدت أنها ماضية في المخطط المقر في شباط (فبراير) الماضي بحسب طلب الرئيس دونالد ترامب، بعثت موسكو رسائل طمأنة إلى تل أبيب واكدت أنها تضمن أمن خط "برافو" على الحدود بين القسم المحتل من هضبة الجولان والأراضي التي يسيطر عليها النظام.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسي الأركان العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، قال وزير دفاع النظام السوري علي أيوب إن "أي وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة رسمية من الدولة السورية هو احتلال غير شرعي ومن حق سورية الدفاع عن أمنها وسيادتها". وأضاف: "سنستعيد السيطرة على كل شبر من الأرض السورية". وذكر أيوب أن "عوامل القوة متوفرة لدى الجيش العربي السوري لإخراج القوات الأميركية المحتلة من التنف، وأميركا وغيرها سيخرجون من سورية".

وعن شرق الفرات قال أيوب إن "الورقة المتبقية مع القوات الأميركية هي قسد، وسنتعامل معهم إما بالمصالحات وإما بتحرير الأرض". ومع تزايد الخروقات في إدلب في الفترة الأخيرة، أكد أيوب أن "إدلب لن تكون استثناء أبداً، فهي واحدة من أربع مناطق خفض التصعيد التي تم تحديدها حيث عادت المناطق الثلاث الأخرى إلى كنف الدولة السورية وهذا ما ستؤول إليه الأمور في إدلب وغيرها".

وسعى الوزير السوري إلى التقليل من حجم الخلافات بين روسيا وإيران في سورية، وقال إن "التنسيق بين الإيرانيين والروس على أعلى المستويات، والدليل النتائج التي تحققت في الميدان والاجتماعات كثيرة والأهداف مشتركة". ودعا إلى عدم الالتفات كثيراً إلى ما ينشر في الاعلام حول وجود خلافات بين الطرفين.

وقال باقري إن "القوات الموجودة في سورية من دون التنسيق مع الحكومة في هذا البلد ستنسحب عاجلاً أم آجلاً"، مؤكداً على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من منطقة إدلب وشرق الفرات، في إشارة إلى القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". وفي المقابل، أكد باقري أن "إيران ستبقى في سورية ما دامت الدولة السورية تطلب ذلك".

وكشف الغانمي أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد فتح المنفذ الحدودي بين العراق وسورية واستمرار الزيارات والتجارة بين البلدين، وأكد أن القوات الأامنية السورية والعراقية تتولى أمن الحدود المشتركة، مؤكدا أن "أمن سورية وأمن العراق لا يتجزأ فسورية تعتبر عمقا للعراق والعراق عمقا لسورية والتنسيق سوف يستمر من خلال مركز المعلومات الذي تم إنشاؤه".

وبعد أشهر من استعادة جيش النظام المنطقة الجنوبية إصر حملة عسكرية صيف العام الماضي، قال رئيس قسم الشرطة العسكرية الرئيسية في وزارة الدفاع الروسية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي للصحافيين أثناء جولة على الحدود مع الجولان السوري المحتل: "نحن الآن في منطقة مرتفعات الجولان على خط برافو، على الجانب السوري الشرقي، حيث تم إنشاء 6 مراكز مراقبة منذ نهاية العام الماضي، والتي تراقب وضع المنطقة المنزوعة السلاح، فضلاً عن مراقبة وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل". وأضاف: "اليوم وصلنا إلى أول مركز، وبالتالي في غضون 3 أشهر تم تجهيز هذا المنصب بالكامل من الناحية الهندسية". وأكد إيفانوفسكي أن الجانب الروسي هيأ "الظروف لتتمكن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك من وضع مواقعها والبدء في شكل كامل العمل على خط برافو (خط الهدنة بعد حرب أكتوبر 1973) لتنفيذ المهام التي أدتها قبل عام 2013". وفي رسالة طمأـنة للجانب الإسرائيلي، أشار الجنرال الروسي إلى أن العسكريين الروس والسوريين يقومون بتدريبات مشتركة قرب "خط برافو"، مؤكداً أن "لدينا خطة واحدة لحراسة وتأمين هذه المربع الداخلي والخارجي على التوالي تحرسه قوات الحكومة السورية وقوات الأمن".

وبعد ساعات على تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت فيه عن مصادر أميركية أن واشنطن تنوي إبقاء ألف جندي في الأراضي السورية، نفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) هذه الأنباء. وأوضحت في بيان باسم رئيس الأركان جوزيف دانفورد أن لا صحة لها ولا تعكس الحقيقة، وأن خطط الانسحاب التي وُضعت في شباط (فبراير) الماضي بشأن الانسحاب من سورية، لم يطرأ عليها أي تغيير.

وكان ترامب أعلن في كانون الأول (ديسمبر) 2018، أن التحالف الدولي أوشك على القضاء على تنظيم "داعش" في سورية، وكشف بشكل مفاجئ أن القوات الأميركية ستنسحب من سورية قريباً، قبل أن يعود بفعل ضغوط من وزارة الدفاع والخارجية ويعلن عن بقاء نحو 400 عسكري أميركي داخل الأراضي السورية لفترة معيّنة بعد عملية الانسحاب.