التاريخ: آذار ٩, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
«خطبة جمعة» موحّدة في مساجد مصر بـ10 لغات
القاهرة: وليد عبد الرحمن
وحدت مصر أمس، خطبة الجمعة في جميع مساجدها عن الشهيد بـ10 لغات، وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرافقه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقيادات من الجيش والشرطة، صلاة الجمعة بمسجد «المشير طنطاوي» بالتجمع الخامس شرق القاهرة. وشارك الرئيس القوات المسلحة في الاحتفال بـ«يوم الشهيد» الذي يوافق 9 مارس (آذار) كل عام.

فيما نشرت وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، خطبة الجمعة مكتوبة ومسموعة ومرئية بـ10 لغات، بجانب اللغة العربية، هي «الألمانية، والفرنسية، والسواحلية، والهوسا، والروسية، والإسبانية، والإنجليزية، واليونانية، والتركية، والأردية»، فضلاً عن بثها مرئية بلغة الإشارة لذوي الاحتياجات الخاصة. وأكدت وزارة الأوقاف أمس، أن «ذلك يأتي في إطار الدور التوعوي والدعوي ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، ومواجهة ومحاصرة الفكر المتطرف».

وتحتفل مصر بيوم الشهيد في ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض على الجبهة عام 1969، بإقامة عدد من الفعاليات وتكريم أسر الشهداء. وخطب الدكتور أسامة الأزهري، عضو المجلس الاستشاري التخصصي للرئيس للتنمية المجتمعية، خطبة الجمعة أمس من مسجد «المشير طنطاوي»، وتحدث عن فضل ومنزلة الشهداء.

وقال الأزهري إنه «في جوف الليل المظلم، وشدة البرد القارس، رغم ذلك يقف الجندي متيقظاً ومرابطاً بثبات جبل، ليحمي وطنه وشعبه، ويشاركه الأمانة أخوه الذي يقف مرابطاً على رأس جبل»، مضيفاً أن «الشهيد يقف شامخاً لأنه تربى في مدرسة وطنية، وكلما ازداد الإنسان غوصاً في تاريخ مصر، ورأى قدرتها، ازداد إيماناً بها».

ووجه الأزهري رسالة إلى السيسي من منبره، قائلاً: «أناشدكم الاستمرار في المحاسبة الصارمة لكل مهمل، أو متسيب يتسبب في إهماله بأذى لمصري واحد».

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه بمناسبة «يوم الشهيد» أدى جميع أئمة المساجد أمس، خطبة الجمعة حول «مفهوم الشهادة بين الحقيقة والادعاء»، موضحاً أنه تمت ترجمة خطبة الجمعة ونشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية على نطاق واسع عالمياً، إضافة إلى ترجمتها إلى لغة الإشارة خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، لنبين للعالم فضل الشهيد، الذي يدافع عن وطنه وأرضه وعرضه.

من جهته، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، في رسالة للقوات المسلحة، أن «جموع الشعب المصري يقدرون جيداً التضحيات الكبيرة التي يقوم بها في السهر على حفظ أمن واستقرار الوطن»، مضيفاً: «تتحملون بكل أمانة وفخر حماية التراب الوطني بكل وطنية وشرف في مواجهة جماعات الإرهاب والتطرف التي تسعى لنشر الخراب والدمار في كل مكان، ولا تبخلون مطلقاً في تقديم الغالي والنفيس لتحقيق استقرار الوطن وأمنه»، مؤكداً أن دعم أبطال القوات المسلحة في حروبهم لحماية تراب الوطن ومواجهة جماعات الإرهاب والضلال «واجب شرعي ووطني».

وجدد مفتي مصر تضامنه الكامل مع كل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القوات المسلحة، لدرء خطر الإرهاب الخبيث، واقتلاعه من جذوره، مطالباً قوات الجيش بضرورة الضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء «الإرهابيين» العابثين الذين يستهدفون «حماة الوطن» وعدم تمكينهم من تنفيذ مخططاتهم الشيطانية لنشر الخراب والدمار في مصر والمنطقة العربية.

ودعا المفتي المصريين جميعاً أن يتكاتفوا ويتحدوا معاً من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب، وأن يدعموا مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش دعماً كاملاً في حربها ضد التطرف والإرهاب، وضرورة مساندة الجهود والتضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال القوات المسلحة في حروبهم المستمرة ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تسعى لنشر الفوضى والدمار لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن ومستقبله.