التاريخ: آذار ١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
بيدرسون يرسم «خريطة طريق» للسلام السوري
نيويورك: علي بردى
حدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، في إحاطته الأولى أمام أعضاء مجلس الأمن منذ تسلمه مهماته في 7 يناير (كانون الثاني) الماضي، معالم الخطة التي يريد اتّباعها في وساطته لإحلال السلام بعد 8 سنوات من الحرب في هذا البلد العربي، مؤكداً أنه سيعمل على تطبيق كل أوجه القرار 2254 وعدم حصر مهمته بتشكيل اللجنة الدستورية، خلافاً لمقاربة سلفه ستيفان دي ميستورا.

وكان بيدرسون يقدم إفادته في شأن الجهود التي باشرها قبل 8 أسابيع كوسيط دولي. وقال إنه في مشاوراته الأولية «ذكرت كل الأطراف بأن القرار 2254 يتضمن كل العناصر المطلوبة لإيجاد حل سياسي»، موضحاً أن القرار «يبدأ باحترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها»، فضلاً عن أنه «يقدم خريطة طريق لعملية سياسية بملكية وقيادة سورية».

وأضاف: «القرار 2254 يطالب بالتزام القانون الدولي، ويشدد على حماية المدنيين، وعدم تقييد الوصول الإنساني، ووقف الأعمال العدائية، ومعالجة اﻹرﻫﺎب، وتنفيذ تدابير بناء الثقة، وإطلاق المعتقلين والمخطوفين». وأكد أن «كل هذه الأمور حيوية، إذا أردنا أن نرى السوريين يخرجون من النزاع»، وهي تتعامل مع قضايا الحوكمة والعملية الدستورية والانتخابات بإشراف الأمم المتحدة»، بالإضافة إلى «العودة الطوعية والآمنة للاجئين ومواضيع إعادة الإعمار».

ونبّه بيدرسون إلى أن «الأولوية الأهم بالنسبة لي هي انخراط الحكومة السورية ولجنة المفاوضات السورية وتعاونهما»، مضيفاً أنه أجرى مشاورات جيدة خلال الأسابيع الماضية مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق ومنسق «هيئة المفاوضات» المعارضة نصر الحريري في الرياض، كما أنه عقد لقاءات في كل من موسكو والقاهرة وأنقرة وطهران وباريس وبرلين وبروكسل وجنيف ودافوس وميونيخ، وسيتوجه بعد أيام إلى واشنطن ولندن وبيروت وعمان وبكين.

وقال بيدرسون: «لا يبدأ من الصفر»، مشيراً إلى «المبادئ الـ12 التي وضعها السوريون في جنيف وأكدوها في سوتشي»، بالإضافة إلى «السلال (الأربع) التي شكلت أجندة متفقاً عليها للمحادثات السورية - السورية، بتيسير من الأمم المتحدة». بيد أنه أضاف: «5 أفكار رئيسية في الطريق إلى الأمام»، وهي تتعلق أولاً بـ«الانخراط المباشر والفاعل» معه من قبل الحكومة والمعارضة، لأن «هناك حاجة إلى بناء الثقة وتطوير حوار مستدام بين الأطراف»، وثانياً بالجهود الجارية لإطلاق المعتقلين والمخطوفين، على غرار إطلاق 42 من هؤلاء بمساعدة من روسيا وتركيا. وشدد في الفكرة الثالثة على أهمية «انخراط الطيف الكامل للشعب السوري في الجهود لبناء الثقة والبحث عن السلام»، عاقداً كثيراً من الأمل على دور فاعل للمرأة السورية. وأضاف أن الفكرة الرابعة تفيد أن «عقد لجنة دستورية ذات صدقية ومتوازنة وشاملة بقيادة سورية (...) يمكن أن يكون مهماً لتنشيط العملية السياسية». أما الخامسة فتتعلق بما سماه «تحسين الحوار والتعاون الدوليين» لإيجاد مخرج للأزمة.

وحدد بيدرسون 5 أهداف للفترة المقبلة، وهي أولاً الشروع في تعميق حوار مستدام مع الحكومة السورية والمعارضة من أجل بناء الثقة في اتجاه بيئة آمنة وهادئة ومحايدة. وثانياً رؤية مزيد من الإجراءات الملموسة بشأن المعتقلين والمخطوفين والمفقودين عبر الانخراط مع أصحاب المصلحة في آستانة والأطراف السورية وجميع المعنيين. وثالثاً الانخراط مع مجموعة واسعة من السوريين من أجل مشاركتهم في هذه العملية. ورابعاً عقد لجنة دستورية ذات صدقية ومتوازنة وشاملة في أقرب وقت ممكن. وخامساً مساعدة الأطراف الدولية على تعميق حوارها الخاص نحو الهدف المشترك لتسوية سياسية موثوقة ومستدامة للنزاع السوري تحظى بالشرعية الدولية.

وأشار نائب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين إلى مشاركة الممثل الخاص لوزير الخارجية مايك بومبيو للانخراط السوري،جيمس جيفري، قائلاً إن «الولايات المتحدة لا تحيد عن التزامها تحقيق تسوية سلمية سياسية للنزاع السوري تمشياً مع القرار 2254». وأضاف أن «الولايات المتحدة تؤيد جهود المبعوث الخاص لعقد لجنة دستورية شرعية وذات صدقية ومتوازنة»،.

وعبّر المندوب الروسي الدائم فاسيلي نيبينزيا عن دعم بلاده لخريطة الطريق الأولية التي وضعها المبعوث الدولي، مشدداً على أن «روسيا تعمل مع شركائها والمبعوث الخاص على تنسيق معايير إطلاق اللجنة الدستورية السورية وتتطلع إلى انطلاقها قريباً». 

أما المندوب السوري بشار الجعفري فطالب «بإنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية».