التاريخ: شباط ٢٠, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
مظاهرات شرق الجزائر بسبب منع لقاء مرشح رئاسي معارض
محتجون أزالوا صور بوتفليقة من واجهة مقر بلدية خنشلة
الجزائر: بوعلام غمراسة
تظاهر المئات من سكان مدينة خنشلة، الواقعة شرق الجزائر؛ احتجاجاً على رئيس بلديتهم الذي قام بمنع الناشط السياسي والمرشح الرئاسي المعارض رشيد نكاز من تنظيم تجمع ولقاء أنصاره، وقاموا بإزالة صور الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة من واجهة مقر بلدية خنشلة، في سابقة من نوعها ومشهد غير مألوف. وقال مراسلو صحف محلية بخنشلة لـ«الشرق الأوسط»: إن رئيس البلدية كمال حشوف جنّد أعوان البلدية صباح أمس لمنع نكاز من لقاء أنصاره بالساحة العامة. ونقل عنه قوله: «لن أسمح لأحد من المترشحين دخول بلديتي... ولن أسمح أن يعارض أحد فخامة الرئيس»، معلناً دعمه الكامل للرئيس بوتفليقة. لكن هذا الموقف المنحاز فجّر غضباً عارماً وسط المدينة، بعد أن صمم قطاع من سكانها على لقاء نكاز بمكان محدد، وهو ما حدث فعلاً، حيث التف حوله المئات وهم يهتفون بحياته، وينادون إلى التصويت عليه يوم الاقتراع المقرر في 18 من أبريل (نيسان) المقبل.

وبينما كان نكاز يخاطب أنصاره، توجه العشرات منهم إلى مقر البلدية، ونظموا احتجاجاً في تحدٍ واضح وعلني لرئيس البلدية. وقاموا في مشهد غير مألوف منذ وصول بوتفليقة إلى الحكم عام 1999، بإزالة صور عملاقة للرئيس، علقها رئيس البلدية بواجهتها تعبيراً عن مساندته الكبيرة له. وقد فر حشوف من الباب الخلفي للبلدية؛ خشية تعرضه لمكروه بعد أن لاحظ أن التوتر بلغ درجة عالية.

وكان سكان مدينة خراطة (300 كلم شرق)، قد نظموا مظاهرة السبت الماضي، تعبيراً عن رفضهم ترشح الرئيس لولاية خامسة، ونددوا بـ«أشخاص يحيطون بالرئيس، رشحوه من دون علمه».

يشار إلى أن نكاز رجل أعمال ولد بفرنسا وعاش فيها، وقد اشتهر بدفع الغرامات بدلاً عن المنقبات اللواتي تابعتهن السلطات الفرنسية. وترشح للرئاسة في 2014، لكنه أقصي بسبب «ضياع أوراق إمضاءات المواطنين»، بينما كان في طريقه لإيداع ملفه بـ«المجلس الدستوري». واستغرب مراقبون هذه الحادثة يومها، وقال هو إنها «مدبرة» بغرض إبعاده من المنافسة.

في سياق متصل، أعلن احميد عياشي، مسؤول الإعلام بمديرية حملة مرشح الرئاسية اللواء المتقاعد علي غديري، لـ«الشرق الأوسط»، رفض هذا الأخير المشاركة في اجتماع للمعارضة اليوم، سيخصص للاتفاق على مرشح واحد يمثلها في اقتراع 18 أبريل.

وذكر عياشي، أن غديري «قرر مقاطعة الاجتماع الذي يرعاه الشيخ عبد الله جاب الله»، رئيس الحزب الإسلامي «جبهة العدالة والتنمية». موضحاً أن غديري «سيشرح الأسباب في فيديو سنبثه غداً (اليوم الأربعاء)، وسيتضمن أيضاً مواقفنا ورأينا في الأحداث... في السلطة والجيش».

ويرجح بأن غديري سيرد على رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي هاجمه مرات عدة، والذي أظهر ولاءً شديداً للرئيس المترشح. علماً بأن غديري سبق أن أعطى موافقة مبدئية للمشاركة في اجتماع المعارضة، لكن تراجعه عن موقفه يعكس رفضه التنازل للمرشح المعارض عبد الرزاق مقري، رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامي. فغديري، في نظر المعارضين، «وافد» عليهم وحديث عهد بالسياسة (غادر الجيش في 2015)، ومن المستحسن، حسبهم، أن يفسح المجال لمقري، الذي سيقدم اليوم في مؤتمر صحافي بالعاصمة المحاور الأساسية لبرنامجه، حسبما أعلن عنه هو بنفسه.

من جهته، ذكر أحمد بن بيتور، رئيس الوزراء ومرشح رئاسية 2014، في اتصال هاتفي أنه تلقى دعوة من جاب الله لحضور الاجتماع، وعدّ نفسه «غير معني به».

وكان بن بيتور قد أعلن الجمعة الماضية، أنه لن يترشح للاستحقاق الرئاسي على أساس أنه «يزيد من تعقيد الوضع واتساع دائرة المخاطر المحدقة بمستقبل الوطن والأمة، وانزلاقها في مسار لا تحمد عقباه».

وعرض جاب الله، أول من أمس، على وزير الخارجية والمرشح الرئاسي سابقاً، أحمد طالب الإبراهيمي، المشروع وحصل منه على دعم سياسي ومعنوي، من دون تعهد بحضور الاجتماع. ويعد الإبراهيمي، الذي قاد الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد (1979 - 1992)، من أشد خصوم بوتفليقة، حيث ترشح ضده عام 1999 وانسحب رفقة 5 مرشحين آخرين، عشية التصويت، بعد أن تأكد لديهم، حسبهم، أن بوتفليقة هو مرشح الجيش.