التاريخ: شباط ٤, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الحياة
المعارضة الجزائرية تقاطع الانتخابات الرئاسية والإسلاميون جميعاً يشاركون فيها للمرة الأولى
الجزائر - عاطف قدادرة
توقف عداد الأحزاب المقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة، عند أحزاب المعارضة التقليدية من التيار الديموقراطي البربري، إضافة إلى حزب «جيل جديد» الذي أسس بعد إصلاحات 2011. وبإعلان عبد الله جاب الله المشاركة في الانتخابات سواء بدخوله منافساً أو لدعم مرشح من المعارضة، تكتمل حلقة التيار الإسلامي بدخول جميع الأحزاب المنتمية إليه معترك الرئاسة المقبلة.

وقرر «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» مقاطعة الانتخابات الرئاسية، موجهاً انتقادات الى قوى وشخصيات مشاركة فيها وخصوصاً الجنرال المتقاعد علي غديري الذي تموضع وفقه، من البداية في صف النظام. و «التجمع» حزب علماني بربري يحسب على المعارضة التقليدية.

وذكر رئيس الحزب محسن بلعباس مبرراً أسباب المقاطعة قائلاً: «قلنا سابقاً إنه في حال عدم توافر شروط تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة، قبل سنتين من موعدها، سنكون أمام عملية تعيين رئيس للدولة (...) ما سيجري في هذا التاريخ، هو تأكيد الاختيار المسبق لمن سيحكم من قبل مختلف الاطراف».

ويلتحق «التجمع» بموقفه هذا بخيار أقدم حزب معارض في الجزائر وهو «جبهة القوى الإشتراكية»، الذي أعلن الأسبوع الماضي، مقاطعة الانتخابات وتفضيله «تنشيط حملة لمقاطعتها».

والتيار الإسلامي لم يتفق منذ عشر سنوات على الأقل على موقف المقاطعة ولو جزئياً، لكن اليوم اتفق التيار على أن تشارك جميع الأحزاب الإسلامية في السباق الرئاسي إما بمرشح مباشر أو عبر دعم مرشح السلطة، أو مرشح من المعارضة.

واختارت «جبهة العدالة والتنمية»، المشاركة في الانتخابات الرئاسية، إما بمشاركة رئيسها عبد الله جاب الله، أو دعم الجنرال المتقاعد علي غديري، وكان الأخير التقى قادة «العدالة والتنمية» الخميس الماضي، وطلب دعمه.

أما «حركة مجتمع السلم»، فتشارك برئيسها عبد الرزاق مقري، في حين تشارك «حركة البناء الوطني» بمرشحها أيضاً، بينما اختارت «حركة الإصلاح الوطني» دعم المرشح المحتمل عبد العزيز بوتفليقة.

ويأتي هذا بعد إعلان التحالف الرئاسي، الذي يضم أربعة أحزاب سياسية، ترشيح الرئيس عبد بوتفليقة لولاية رئاسية جديدة، على أن يتم إعلان الترشح في رسالة للجزائريين الأسبوع الحالي على الأرجح.

وأوضح منسق هيئة تسيير حزب «جبهة التحرير الوطني»، معاذ بوشارب، عقب الاجتماع الذي جمع أحزاب التحالف الرئاسي في مقر الحزب مساء أول من أمس، بأن «الانجازات التي قام بها بوتفليقة منذ توليه الحكم، هي ما جعلت أحزاب التحالف تقدمه كمرشح لها للانتخابات المقبلة».

ودعا المجتمعون في مقر الجبهة، وهم معاذ بوشارب، أحمد أويحيى، عمارة بن يونس، وعمار غول الرئيس بوتفليقة «للاستمرار في منصبه لولاية رئاسية خامسة، لاستكمال الإنجازات». كما جاء في البيان الختامي.

واستبق أويحيي، انتقادات متوقعة لبوتفليقة «لا سيما من ينتقصون من أهليته بسبب المرض»، وقال: «إن الرئيس لن يقود حملة انتخابية ونحن سننوب عنه ومن ينتقد وضعه الصحي هم مرضى نفسانيون».