التاريخ: شباط ٣, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
المغرب: ابن كيران يقرر العودة للحياة السياسية
قال إن الحملات ضده ينبغي ألا تنسي المواطنين الخدمات التي قدمها للبلاد
الرباط: «الشرق الأوسط»
في خروج إعلامي مثير، كشف عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، وأمين عام حزب العدالة والتنمية السابق، أنه قرر العودة للحياة السياسية بسبب ما وصفه بـ«التأطير المنحرف للمواطنين»، ووجه انتقادات حادة لخصومه، متهما إياهم بالافتراء والكذب للنيل منه ومن حزبه.

وقال ابن كيران في لقاء صحافي عقده بمنزله في حي الليمون بالرباط، أمس، استدعى له عددا محدودا من المنابر الإعلامية، من ضمنها «الشرق الأوسط»: «لقد قررت الرجوع للحياة السياسية بعدما لاحظت تأطيرا منحرفا للمواطنين... لا أريد أن أكون رئيس حكومة ولا أمينا عاما للحزب ولا موظفا... ولن أعتزل السياسة وسأظل ممارسا لها». مشددا على أنه قرر العودة إلى الكلام، وأنه سيفضح مؤطري السوء، الذين يؤطرون المجتمع بالكذب والبهتان، حسب تعبيره.

وتعهد رئيس الحكومة السابق بمواجهة «من يريد أن يعيدنا إلى الوراء... لكن إذا رفضني المغاربة فلن أعود للسياسة»، لافتا إلى أن «الحملات ينبغي ألا تنسي المغاربة الخدمات التي قدمتها للبلاد».

في غضون ذلك، عبر ابن كيران عن افتخاره ببدء عملية إصلاح صندوق المعاشات، التي طالب الحكومة بمواصلتها، وإصلاح صندوق المقاصة، الذي تحسر على عدم إلغائه بشكل نهائي بسبب استفادة الأغنياء منه أكثر من الفئات الهشة. كما تحدث ابن كيران عن المعاش الاستثنائي، الذي خصه به العاهل المغربي الملك محمد السادس، وقال إنه شرف له وللحزب، متهما أربع صحف وعددا من المواقع الإلكترونية بـ«الكذب عليه واستهدافه في قضية المعاش». كما أوضح أنه «لا يحصل على 13 مليون سنتيم (13 ألف دولار)، أو 9 ملايين سنتيم (9 آلاف دولار)، بل يحصل على المعاش الاستثنائي نفسه الذي يحصل عليه رئيس الوزراء الأسبق عبد الرحمن اليوسفي»، دون أن يكشف عن قيمته الحقيقية.

في السياق ذاته، نفى ابن كيران امتلاكه أي ثروة أو عقارات، متحديا خصومه ومنتقديه بكشف جميع ممتلكاته، واعترف أن الحملة التي استهدفته آلمته، وهو ما دفعه إلى الخروج وتقديم الحقائق. كما عبر ابن كيران عن امتنانه للعناية، التي ما فتئ العاهل المغربي يخصه بها، مبرزا أن «سيدنا (الملك) يتابع وضعيتي الأمنية باستمرار حتى الآن وهو يعرف لماذا».

وتذكر ابن كيران حادث وفاة رفيق دربه ووزير الدولة الراحل عبد الله بها، وقال إنه حينما علم بخبر وفاته تجمد في مكانه، وقرر أن يتخلى عن مهامه. وعبر عن اندهاشه من استمراره وحيدا في إكمال التجربة، التي كان إلى جانبه في بنائها منذ البداية، وقال بهذا الخصوص: «أستغرب حتى الآن كيف مات، وكيف عشت من بعده حتى الآن؟».

وعاد ابن كيران لمهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، القريب من السلطة، معتبرا أن مواجهته له كانت «أكبر خدمة قدمتها لبلدي». وقال في هذا الصدد: «لقد ساهمت في أن يكتشف المغاربة أن حزب الأصالة والمعاصرة كان سيكون خطيرا على المغرب»، ولم يتردد في تحميله «المسؤولية الحقيقية» عن حراك الريف والحسيمة، باعتباره الحزب الذي كان يؤطر المواطنين في هذه المنطقة ويسيرها. واعتبر في هذا السياق أن «الزفزافي ومن معه ضحايا، وأظن أن هذا المشكل سيحل بعفو ملكي». وقال إنه ينبغي أن نعي أن المرحلة التي نعيشها صعبة جدا، مشيرا إلى أن الملك يتخذ دائما القرارات التي تكون في صالح المغرب.

وبخصوص موقفه من الحكومة الحالية، أفاد ابن كيران بأن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية «أخذت طريقها، ولن أخاف عليها الآن، لذلك قررت عدم الكلام خلال هذه المدة، ولن أبقى خائفا على الحكومة. سأتكلم إذا مست مصالح البلاد أو المؤسسة الملكية»، مشددا على أنه سيقوم بواجبه «بصفته مواطنا تجاوز الستين واقترب من السبعين»، وموضحا أن بعض الذين استهدفوا المؤسسة الملكية «لم يرد عليهم أي أحد، وقالوا كلاما غير معقول، وهناك شخص لم يحترم أي شيء في حق المؤسسة الملكية».

وبخصوص موقفه من الملكية البرلمانية، جدد ابن كيران التأكيد على موقفه الرافض لها بقوله: «ينبغي أن نتطور جميعنا: الدستور، والأحزاب السياسية، والملكية. وأنا غير مقتنع بالتنازع، وأي إصلاح ينبغي أن يكون بإشراف الملك»، مذكرا بعدد من المواقف التي جمعته بالعاهل المغربي خلال فترة رئاسته للحكومة، والقرارات التي دعمه في اتخاذها.

وشدد ابن كيران على أن العلاقة التي تربطه وحزبه بالملك، تقوم على «الطاعة في المنشط والمكره»، مشيرا إلى أنه لكل واحد الحق في أن تكون عنده ثقافته. كما ذكّر بمساهمته في تجاوز أحداث الربيع العربي، التي عاشتها بلاده خلال احتجاجات حركة 20 فبراير (شباط)، مشيرا إلى أنه «حساس تجاه مستقبل البلد».

وزاد قائلا: «أقول لا ضد التيار، وفي قضية الملكية البرلمانية أقول لا. وأنا ضد ملك يسود ولا يحكم».