التاريخ: كانون ثاني ٩, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
أنقرة خذلت بولتون... ليس لأكراد سوريا من يحميهم
بدا جلياً أمس التناقض في الموقفين الاميركي والتركي من مسألة الأكراد في سوريا في ضوء قرار الرئيس دونالد ترامب السحب الكامل لألفي جندي أميركي ينتشرون في هذا البلد والخوف في واشنطن من تعرضهم لهجوم محتمل من الجيش التركي عقب الانسحاب. 

وقال مسؤول أميركي كبير إن مستشار الأمن القومي جون بولتون أبلغ نظيره التركي ابرهيم كالين، أن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفاء واشنطن الأكراد في سوريا.

وأبلغ المسؤول الصحافيين المسافرين مع بولتون أن مستشار الأمن القومي لم يعتبر أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابلته خلال زيارة لتركيا تجاهلاً له لأن خطط إجراء محادثات بينهما لم يتم تأكيدها.

ونقل عن بولتون أن الولايات المتحدة لن تنسحب من قاعدة التنف على مثلث الحدود السورية - الأردنية - العراقية في هذه المرحلة. وأضاف أن بولتون أبلغ الأتراك أن مقال أردوغان في صحيفة "النيويورك تايمس" عن انسحاب أميركا من سوريا كان مسيئاً وجانبه الصواب.

وفي المقابل، نفت تركيا أن يكون الرئيس رجب طيب إردوغان تعهد لترامب "حماية" المقاتلين الأكراد في سوريا كما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وقال كالين للصحافيين: "في ما يتعلق بتصريحات بومبيو، من غير الوارد على الاطلاق أن تكون مثل هذه الضمانة أعطيت خلال محادثات (بين اردوغان وترامب) أو عبر قنوات أخرى". وأكد أن بلاده "لن تسمح للتنظيمات الإرهابية باستغلال الفرصة للتمدد بعد الانسحاب الأميركي من سوريا". وفي ما يتعلق بمنبج، أشار كالين إلى أنه أبلغ الجانب الأميركي أن خريطة الطريق حول منبج يجب ألا تطول أكثر من ذلك، موضحاً أنه لم يتم التطرق إلى موضوع إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا خلال لقائه بولتون. وأفاد أن أنقرة ستنسق مع الجميع، إلا أنها لن تأخذ إذناً من أحد لشن هجوم عسكري في سوريا.

وكان بولتون صرح خلال زيارته لاسرائيل الأحد، بأنه يجب توافر شروط بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا.

واعتبر إردوغان في كلمة ألقاها في انقرة، ان تصريحات بولتون "غير مقبولة بالنسبة إلينا ولا يمكن التساهل معها". وقال: "لقد ارتكب جون بولتون خطأ فادحاً... في حين ان هؤلاء الناس هم ارهابيون، البعض يقول +لا تقتربوا منهم، إنهم أكراد+... قد يكونون أيضاً أتراكاً أو تركماناً أو عرباً. إن كانوا ارهابيين فسنقوم باللازم بغض النظر من أين اتوا". ثم قال: "سوف ننتقل قريباً الى الفعل للقضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا".

دوريات روسية في منبج

وفي خضم الجدل الاميركي - التركي، بدأت الشرطة العسكرية الروسية دوريات في محيط مدينة منبج السورية التي كانت تخضع في السابق لسيطرة المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

وصرح الناطق باسم الجيش الروسي يوسوب ماماتوف لقناة "روسيا 24" بأن "الهدف هو ضمان أمن المنطقة ومراقبة الوضع وتحركات المجموعات المسلحة"، مضيفاً أن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت "في محيط منبج" ولكن ليس داخل المدينة.

واستناداً إلى "روسيا 24"، ستنتشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة "بشكل منتظم". وبثّت القناة مشاهد تُظهر مجموعة مؤلفة من نحو عشرة أفراد من هذه القوة تعبر بلدات مستخدمة آليات مخصصة للمناطق الوعرة وشاحنات ترفع العلم الروسي.

وتدعم روسيا منذ أيلول 2015 القوات الحكومية السورية التي انتشرت أخيراً في منطقة منبج الواقعة في محافظ حلب بشمال البلاد قرب الحدود مع تركيا.

وأواخر كانون الأول، دعا المقاتلون الأكراد دمشق إلى إرسال قواتها إلى منبج لحمايتها من التهديدات التركية بشنّ هجوم، في خطوة جاءت بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة قراره سحب قواته من سوريا.