التاريخ: كانون ثاني ٦, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يدعو لتجاوز أزمته الداخلية
أمينه العام أقر بحالة «الجمود والشلل» التي يعيشها الحزب
الرباط: لطيفة العروسني
أطلق حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، أمس، مبادرة للمصالحة بين أقطابه، من أجل تجاوز أزمته الداخلية التي وصلت حد مطالبة عدد كبير من أعضاء الحزب بحل مكتبيه السياسي والفيدرالي، والدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي.

وقال حكيم بن شماس، الأمين العام الحالي للحزب، الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد النيابية بعد حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، إن حزبه لا يزال قادرا على استعادة «المبادرة والريادة»، إذا ما توحد وتجاوز خلافاته السياسية.

وأقر بن شماس خلال اجتماع، عقده المكتب السياسي والفيدرالي للحزب بالرباط أمس، وصف بـ«المهم»، بحالة «الجمود والشلل»، التي يعيشها الحزب منذ سنة، وقال إن هذه المبادرة جاءت «بعد أن بلغت الأزمة ذروتها، وأعطت الانطباع بأننا سننقسم».

ودعا بن شماس، الذي يتولى رئاسة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، إلى «وقف معارك الاستنزاف، والتفرغ لمهام المرحلة المقبلة، التي يزيدها الحيز الزمن الضيق للاستحقاقات الانتخابية صعوبة وتعقيدا»، فضلا عن مواجهة من وصفهم بـ«المتربصين بالحزب»، الذين يراهنون على انتهائه.

وتأتي دعوة المصالحة التي أطلقتها قيادة الحزب، بعد أسبوع فقط من توجيه المكتب السياسي للحزب اتهامات شديدة للمناوئين للقيادة الحالية للحزب، إذ وصف الدعوة إلى حل المكتبين السياسي والفيدرالي بـ«السلوك الشارد، والمناقض تماما لخيار مأسسة الحزب، وتفعيل الديمقراطية الداخلية في انتخاب هياكله، ويحكمه منطق انقلابي على الشرعية الديمقراطية، وتطاول تهافتي على مهام ومسؤوليات مؤسسات الحزب. كما أنه محاولة بئيسة للحجر عن إرادة مناضلات ومناضلي الحزب ومصادرة واهمة لذكائهم».

واقترح بن شماس، الذي كان مرفوقا في الاجتماع بالقياديين والوزيرين السابقين محمد الشيخ بيد الله وأحمد اخشيشن، أربع اقتراحات وإجراءات لتجاوز أزمته الداخلية، تتثمل في «الكف فورا عن التراشق الإعلامي بين أعضاء الحزب» و«التوقف عن عقد اجتماعات الحشد وتعبئة طرف ضد آخر»، و«الامتناع عن الخوض في الخلافات الداخلية خارج مؤسسات الحزب»، ثم «ضرورة التوقف عن التشكيك في شرعية المؤسسات»، مقرا بوجود ضعف وأعطاب داخل تلك المؤسسات.

وتعهد بن شماس، الذي انتخب في منصبه خلفا لإلياس العماري، الأمين العام السابق للحزب، الذي استقال بعد أن تعذر عليه أن يقود حزبه إلى الفوز في الانتخابات التشريعية لعام 2016، التي فاز بها غريمه حزب العدالة والتنمية، بالتفاعل مع إجراءات المصالحة بروح إيجابية لاستيعاب الجميع. وعد الخلافات التي نشبت داخل حزبه أمرا عاديا لأن الحزب ضم عند تأسيسه مدارس وحساسيات سياسية مختلفة. كما وعد بتقوية مكتبه السياسي.

وكان المكتب السياسي للحزب قد أعلن أنه «لم ولن يفوض بتاتا لأي كان بأن ينصب نفسه بديلا عن مؤسسات الحزب، ويقرر بدلا عنها. فمؤسسات الحزب هي الوحيدة التي تمتلك كامل الصلاحيات القانونية لمباشرة مهامها، وفق ما يخوله لها النظامان الأساسي والداخلي في اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بالحزب».

وسبق لفروع الحزب في عدة مدن، منها أكادير ومراكش والرباط ووجدة، أن وجهت انتقادات شديدة إلى قيادة الحزب، الذي يوصف بأنه خرج من معطف السلطة بسبب «الوضعية التنظيمية والسياسية السيئة للحزب التي باتت تطرح إشكالات عميقة، وذات أبعاد خطيرة جدا، حيث أصبحت تغيب الحزب تنظيميا وسياسيا على المستوى الوطني».