التاريخ: تشرين الثاني ١١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
«أحرار الشام» تدعو إلى الاستعداد لمعركة إدلب
بيروت - «الحياة»، أ ف ب
قتل ثمانية عناصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها مساء الجمعة في هجوم شنه متشددون ضد أحد مواقعهم في محافظة حماة في وسط البلاد، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». كما أعلنت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) عن مقتل 20 عنصراً للنظام بعملية «نوعية» في ريف حماة. وفيما تزامنت دعوة قائد «حركة أحرار الشام» إلى الاستعداد للمعركة في إدلب، قصفت قوات النظام عدة أماكن ضمن مناطق سريان الهدنة التركية– الروسية في قطاعي حلب وحماة.

وفي التفاصيل، دعا قائد «أحرار الشام» الإسلامية، جابر علي باشا، إلى الاستعداد للمعركة في محافظة إدلب (شمال سورية) بعد حادثة الهجوم على نقاط «جيش العزة» في ريف حماة، وفق موقع «عنب بلدي» الإخباري.

وقال القيادي عبر حسابه في «تلغرام» أمس، إنه «واجب الوقت بحق الفصائل توجيه الجهود كافة إلى الاستعداد للمعركة مع النظام المجرم، والتي دلت حادثة الهجوم على نقاط جيش العزة على أنها آتية لا محالة».

وأضاف: «النظام صرح قولًا ودلت تصرفاته فعلًا على أنه غير جاد بالالتزام بالاتفاق الأخير، وأنه يعد الاتفاق مؤقتًا وسيسعى إلى إفشاله».

وتنضوي «أحرار الشام» في «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تعتبر الجسم العسكري الأكبر في الشمال إلى جانب «هيئة تحرير الشام».

وخسر «جيش العزة» العامل في ريف حماة الشمالي الجمعة، 20 مقاتلًا من قواته، بعملية تسلل لقوات النظام على نقطة متقدمة لهم في محيط اللطامنة.

ولم تقتصر خروقات النظام على الهجمات، بل بالقصف المدفعي والصاروخي الذي لا يهدأ على أرياف حماة وريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

وقال باشا: «يطلب من الجميع الإعداد أيما إعداد لمعركة فاصلة مرتقبة طال وقتها أو قصر».

وأضاف: «على الجميع سلوك كل السبل التي من شأنها تهدئة الساحة واستقرارها داخلياً واستشعار خطورة المرحلة القادمة والنظر بمنظار المصلحة العامة لا مصلحة الفصيل الضيقة التي قد تجعل البعض يخاطر بالساحة لأجلها، فإن ذلك أدعى إلى التفرغ للجبهات وبذل أقصى الطاقات فيها».

ولم يصدر أي موقف من تركيا حول خروق النظام السوري في إدلب، بخاصة أن الهجوم الأخير على «جيش العزة» كان على بعد 15 كيلومتراً من النقطة التركية في مدينة مورك.

ولم تتوقف فصائل إدلب من تخريج مقاتلين من معسكراتها في الأيام الماضية، كما اتجهت «تحرير الشام» إلى القيام بمناورات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

الى ذلك، رصد «المرصد السوري» خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية على خلفية هجمات لـ «تحرير الشام» في ريف حماة الشمالي، إذ تمكنت مجموعة متمرسة تعرف بـ «العصائب الحمراء» ضمن «تحرير الشام»، والتي يقودها المتشدد المصري «أبو اليقظان»، مساء الجمعة من التسلل إلى مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها والفيلق الخامس الذي أسسته روسيا بمنطقة الترابيع الواقعة جنوب بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، وتمكنت من قتل ما لا يقل عن 8 منهم، فيما أصيب آخرون بجروح خطرة، ما قد يرفع حصيلة القتلى، لتستمر بذلك الانتهاكات من قبل قوات النظام و»تحرير الشام» ضمن المنطقة منزوعة السلاح.

وكانت قوات النظام نفذت مكامن وهجوماً مماثلاً مستهدفة «جيش العزة»، إذ نشر المرصد السوري الجمعة، أنه رصد تجول رتل من القوات التركية في بلدة اللطامنة الواقعة في القطاع الشمالي من الريف الحموي، وفق مصادر وصفها «المرصد» بأنها موثوقة، كما رافق «فيلق الشام» المقرب من السلطات التركية الرتل خلال وصوله إلى اللطامنة، وأكدت المصادر للمرصد السوري أنه جرى التباحث بين الرتل التركي وقادة «جيش العزة» على تسيير دوريات في داخل بلدة اللطامنة ومحيطها، ضمن المنطقة العازلة، لمنع تكرار سيناريو الهجوم الذي جرى خلال ليل الجمعة- السبت، ضد مقاتلي جيش العزة من قبل مجموعات من قوات النظام والقوى المتحالفة معه، والذي راح ضحيته عشرات المقاتلين بين من قضوا وجرحوا، حيث ارتفع إلى 23 على الأقل عدد مقاتلي جيش العزة الذين قضوا في الكمائن التي نصبتها العناصر المتسللة.

الى ذلك، أفاد «المرصد» بتواصل الخروق ضمن مناطق الهدنة التركية– الروسية والمنطقة منزوعة السلاح، إذ استهدفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية أماكن في منطقة الراشدين والبحوث العلمية بضواحي مدينة حلب الغربية، من دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية، كذلك قصفت قوات النظام مساء الجمعة أماكن في محيط قرية حصرايا بالريف الشمالي الحموي، وطاول أيضاً أماكن في منطقتي المنصورة وخان العسل في القطاع الغربي من ريف حلب، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال.

وقال «المرصد السوري»: «لا تزال الخروق في مناطق الهدنة تتصاعد في ظل فشل ضامنيها بالحد منها، حيث رصد استهداف قوات النظام مناطق في محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي بشكل مكثف، بعد أن رصد مواصلة قوات النظام خرقها الهدنة في المحافظات الأربع (حماة وحلب وإدلب واللاذقية).

في غضون ذلك، أعلنت «تحرير الشام» مقتل عناصر من قوات الأسد بعملية «نوعية» في قرية الترابيع بريف حماة الشمالي وفق موقع «عنب بلدي» الإخباري.

وذكرت وكالة «إباء» التابعة لـ «الهيئة» أمس، أن 20 عنصراً من قوات الأسد قتلوا إثر عملية نفذتها «قوات العصائب الحمراء» التابعة لها والتي استهدفت غرفة عمليات عسكرية في قرية الترابيع شمال حماة.

وقالت الوكالة إن العملية تأتي ردًا على مقتل عناصر من «جيش العزة»، أول من أمس، جراء هجوم من قبل قوات النظام على نقطة لهم في منطقة الزلاقيات.

ولم يعلق النظام السوري على هجوم «تحرير الشام»، إلا أن شبكات موالية له عبر «فايسبوك» قالت إن «مجموعة إرهابية» هاجمت المحور الجنوبي لمدينة حلفايا.

في غضون ذلك، يواصل الانفلات الأمني فرض نفسه عبر مزيد من عمليات الخلايا المسؤولة عن الاغتيالات في الشمال السوري، إذ أفاد «المرصد السوري» بحدوث انفجار في بلدة الأتارب الواقعة بريف حلب الغربي بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة في البلدة ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإنه يرتفع إلى 387 شخصاً على الأقل، عدد من اغتيلوا في أرياف إدلب وحلب وحماة منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي.

انفجار يستهدف دورية عسكرية لـ «قسد» في الرقة
بيروت - «الحياة»
هز انفجار مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعمة من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مساء الجمعة، رجحت مصادر أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور دورية عسكرية في المدينة، وسط معلومات عن خسائر بشرية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وكان «المرصد» رصد في الرابع من الشهر الجاري مقتل شخص على الأقل وإصابة نحو 10 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، بينهم مقاتلون من «قسد» في التفجير الذي ضرب منطقة قرب نقطة للقوات العسكرية المسيطرة على مدينة الرقة، ولا يزال عدد من قضى مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.

يتزامن التفجير الجديد مع حالة التوتر المستمرة في الرقة، بسبب عملية اغتيال طاولت أحد أبرز وجهاء عشيرة العفادلة العربية، حيث جرى اغتياله في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) داخل سيارته بإطلاق النار عليه من قبل مسلح مجهول، يرجح أنه من خلايا تابعة لتنظيم «داعش»، وعلم «المرصد السوري» أن اغتيال بشير الهويدي، وهو عضو في مجلس الرقة المدني، جرى في شارع النور بالمدينة، التي تسيطر عليها «قسد» والتحالف الدولي، وجرت عملية الاغتيال من قبل شخص قام بالركوب معه في السيارة وسحب مسدس الهويدي منه وقتله به، وسط مخاوف من عمليات اغتيال مشابهة قد تتم في المستقبل بحق شخصيات سياسية وعسكرية على يد خلايا اغتيال وخلايا تابعة للتنظيم الإرهابي.