التاريخ: تشرين الثاني ٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
سلامة لمؤتمر وطني ليبي جامع وترتيبات أمنية وإصلاحات والسراج ينتقد «تدخلات سلبية»
طرابلس، موسكو - «الحياة»، رويترز، ا ف ب
بعد تخلي الأمم المتحدة والغرب عن خطة إجراء انتخابات ليبية في كانون الاول (ديسمبر) المقبل وفق صادر متقاطعة، أعلن الموفد الدولي تسلمه غسان سلامة، التقرير النهائي الخاص بالمرحلة التشاورية من مسار الملتقى الوطني الليبي، وفيما يتوقع ان يركز الموفد الدولي غسان سلامة خلال إحاطته إلى مجلس الأمن على «مؤتمر وطني جامع وترتيبات أمنية جديدة وأولوية للإصلاحات، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مع المشير خليفة حفتر في موسكو الوضع في ليبيا ومحاربة الإرهاب ومسألة الأمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأعدّ التقرير مركز الحوار الإنساني والذي يقدم نتائج المشاورات العامة التي جرت عبر جلسات في كل المناطق الليبية بدءاً من شهر نيسان(أبريل) وحتى تموز(يوليو) 2018.

وسوف تشكّل النتائج التي خرج بها التقرير الأساس الذي سيقوم عليه الملتقى الوطني المقبل.

وعقد الملتقى 77 جلسة تشاورية في أكثر من 40 موقعًا في ليبيا وشارك فيها أكثر من 7000 ليبي، فيما تابع هذه العملية ملايين آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام التقليدية.

ويبرز التقرير نقاط التوافق الرئيسية التي تم التوصل إليها خلال اللقاءات التشاورية ويبين وحدة الرأي بين الليبيين حول القضايا المتعلقة بحكومتهم وأمنهم ودفاعهم فضلاً عن الإتجاه الذي يريدونه لبلادهم. وأوضح سلامة أن هذا التقرير يمثل تتويجًا لعملية جامعة وشفافة كان لها الدور المحوري في صياغة رؤيته للوضع في ليبيا، مضيفًا أن «المبادئ التي يحددها هذا التقرير يمكن أن تشكل لبنات أساسية لتسوية وطنية تسهم في إخراج ليبيا من أزمتها الحالية».

وعرض سلامة في وقت لاحق من مساء امس، النتائج الأساسية للتقرير ضمن إحاطته إلى مجلس الأمن.

وتهدف خطة سلامة بالدرجة الأولى إلى إنهاء هيمنة الجماعات المسلحة على قطاعات الدولة الاستراتيجية، واستغلال نفوذها في الاستحواذ على برنامج تحويلات العملات الأجنبية بالسعر الرسمي للمصرف المركزي المخفض ، من وراء سلطتها على البنوك عن طريق الترهيب. وتهدف خطة سلامة بالدرجة الأولى إلى إنهاء هيمنة الجماعات المسلحة على قطاعات الدولة الاستراتيجية، واستغلال نفوذها في الاستحواذ على برنامج تحويلات العملات الأجنبية بالسعر الرسمي للمصرف المركزي المخفض ، من وراء سلطتها على البنوك عن طريق الترهيب.

الى ذلك، نفى إبراهيم عبدالسلام، آخر وزير للأوقاف خلال فترة النظام السابق، حضوره لمؤتمر باليرمو .

وفند عبدالسلام، في اتصال مع «بوابة افريقيا الإخبارية»، تلقيه أي دعوة لحضور المؤتمر، مؤكدا علم بإدراج اسمه ضمن قائمة المدعوين عن طريق وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد أنه يرفض مناقشة حل المشكل الليبي في الدول التي كانت سبب فيما تعيشه البلاد اليوم.

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها ان «شويغو وحفتر، بحثا قضايا الأمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب الدولي وحل الأزمة في ليبيا».

وفق وسائل إعلام روسية، يؤشر الاجتماع، على دعم الكرملين لحفتر قبل مؤتمر يهدف لحل الصراع المستمر منذ سنوات في ليبيا.

وتستضيف إيطاليا مؤتمرا دوليا بشأن ليبيا في 12 و13 تشرين الثاني(نوفمبر) الجاري. ولم يؤكد مكتب حفتر حتى الآن أنه سيحضر المؤتمر.

وأفادت مصادر أن الجانب الأميركي لم يرسل أي تفاصيل رسمية حول مشاركته بالمؤتمر، إلا أنه من المتوقع حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سيتزامن وجوده في أوروبا للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين مع موعد انعقاد المؤتمر في باليرمو.

ميدانياً، توفي عنصر البحث الجنائي في درنة مرعي سالم الشلوي في انفجار حقيبة متفجرة أثناء تفكيكها، كانت قد وضعت بالقرب من عمارة في الحي الإسلامي والمجاورة لمدرسة ابتدائية .

وتوفي الشلوي متاثراً بجراحه في غرفة العناية المركزة بمستشفى الهريش، بعد أن بُترت ذراعة جراء الإنفجار الذي أسفر أيضاً عن إصابة المواطن حافظ سعيد الحرير بجروح طفيفة.

من ناحية ثانية، كشف مصدر بارز لـ «قناة 218 الليبية»، عن أبرز بنود جدول الاعمال الذي نتج عن لقاء سلامة، مع قطبي المصرف المركزي الصديق الكبير، وعلي الحبري، مساء الأربعاء.

وأشار المصدر إلى أن الطرفان اتفقا على مراجعة الميزانيات العامة للسنوات الماضية، بالإضافة لمتابعة الإيرادات والدين العام، كما سيتم التطرق إلى الاحتياطيات من النقد الاجنبي، ومراجعة الاعتمادات الممنوحة لغرض جلب سلع السنوات الماضية.

السراج ينتقد «تدخلات سلبية» ويطالب بـ «موقف دولي موحد» في باليرمو

طرابلس، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
حضّ رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج أمس المجتمع الدولي على تبني «نظرة موحدة إزاء الملف الليبي» في اجتماع باليرمو المقرر أن ينعقد الإثنين المقبل في المدينة الإيطالية بهدف حل الصراع المستمر منذ سنوات، في وقت سَدّت الانقسامات الطريق أمام إجراء انتخابات ليبية في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهو الموعد الذي حددته فرنسا والأمم المتحدة.

وانتقد السراج خلال مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» في مقر حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في طرابلس، «التدخلات السلبية» لبعض الدول في ليبيا، من دون تسميتها، وقال: «يجب توحيد الموقف الدولي تجاه ليبيا والملف الليبي حتى نقدر أن نتجاوز هذه الأزمة».

وذكّر بأن لقاءات دولية عُقدت سابقاً لإيجاد مخرج، لكنها لم تفضِ إلى نتيجة، ومنها لقاء باريس، وقال: «سبق ترتيب لقاءات عدة في السابق، ولكن للأسف، عدم التزام مخرجات هذه اللقاءات حال دون الاستفادة من القرارات التي اتخذت. يجب أن يكون هناك حسم وحزم».

ووجه انتقادات الى البرلمان القائم في شرق ليبيا لعدم احترام مسؤولياته، التي التزمها خلال لقاء باريس، بإعداد إطار قانوني لتنظيم الانتخابات، مشيراً إلى «عدم التزام الأطراف المعنية الليبية التي حضرت لقاء باريس وتنصلها من مسؤولياتها، وبالتالي حدَث إخفاق في ما تم الاتفاق عليه».

وعن المنافسة القائمة بين فرنسا وإيطاليا حول الملف الليبي، أكد السراج «ضرورة توحيد المواقف بين فرنسا وإيطاليا بحيث لا تكون هناك نقاط اختلاف»، وقال: «بالتأكيد، فإن إيطاليا تسعى الى تنظيم لقاء لاهتمامها بالملف الليبي، ولكن هذا يتطلب حالة من التوافق بين الأطراف كافة، الإقليمية والأوروبية والدولية، بحيث تكون هناك نظرة موحدة نحو الملف الليبي».

على صلة، قال ديبلوماسيون ومصادر أخرى إن الأمم المتحدة والقوى الغربية فقدت الأمل في أن تُجري ليبيا انتخابات في المستقبل القريب، وإنها باتت تركز أولاً على المصالحة بين الفصائل المتنافسة المنخرطة في دائرة من الصراع. ورأى مسؤولون غربيون أن القتال الذي امتد لأسابيع بين الفصائل المتنافسة في طرابلس وحال الجمود بين برلمانيين أحدهما في طرابلس والآخر في الشرق، جعلا هدف الانتخابات غير واقعي.

وكانت فرنسا أقنعت في أيار (مايو) الأطراف الرئيسة في ليبيا بالموافقة شفهياً على انتخابات في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) كسبيل لإنهاء الجولات المتكررة من إراقة الدماء بين الفصائل المتنافسة التي ظهرت بعدما ساند حلف شمال الأطلسي انتفاضة العام 2011.

وأفاد ديبلوماسيون بأن الموفد الدولي غسان سلامة سيركز في إفادة إلى مجلس الأمن كان مقرراً ان يقدمها ليل الخميس - الجمعة، على عقد مؤتمر وطني العام المقبل، وإصلاح الاقتصاد بدلاً من الضغط من أجل إجراء الانتخابات بوصفها هدفاً قريب المدى. وسيضغط سلامة مجدداً من أجل إصلاحات اقتصادية بهدف إنهاء نظام يفيد الجماعات المسلحة التي يمكنها الوصول إلى النقد الأجنبي الرخيص بفضل نفوذها على البنوك.

وكان موضوع الإصلاحات الاقتصادية والأوضاع الإنمائية العاجلة في ليبيا محور لقاء بين سلامة ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق، في مقر رئاسة الوزراء في طرابلس أمس، وفق بعثة الأمم المتحدة. كما التقى سلامة في وقت سابق أمس نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجبري لمناقشة المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا.

وفي مؤشر الى دعم الكرملين لقائد الجيش الليبي الوطني خليفة حفتر قبل مؤتمر باليرمو، قالت وكالات أنباء روسية، نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع، إن وزير الدفاع سيرغي شويغو وحفتر بحثا مساء الأربعاء خلال لقائهما في موسكو، في الأزمة الليبية والوضع الأمني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المقرر أن يشارك حفتر في مؤتمر باليرمو، كما يتوقع أن تشارك روسيا بوفد رفيع المستوى في المؤتمر.