التاريخ: تشرين الثاني ٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
عودة الاشتباكات تهدّد الأمن «الهشّ» في طرابلس
طرابلس - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اتسعت دائرة الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس أمس، من دون أن تُعرف خلفيتها والأسباب التي تقف وراءها، خصوصاً نها تأتي بعد فترة هدوء حذر شهدته العاصمة، إثر توقف المعارك الطاحنة التي شهدتها في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، أدت إلى سقوط 78 قتيلاً و313 جريحاً، إضافة إلى 16 مفقوداً.

في غضون ذلك، أكد المجلس الأعلى للدولة الليبية أنه سيتعاطى بإيجابية مع «مؤتمر باليرمو» الذي يعقد يومي الاثنين والثلثاء المقبلين. وأفاد المجلس في بيان صحافي أول من أمس، بأن رئيسه خالد المشري التقى السفير الهولندي لدى ليبيا لارس تومرز، واستعرض معه الجهود الهولندية الإيجابية في الملف الليبي، ومساهمة أمستردام في التنسيق لأول لقاء عقد بين مجلسي الدولة والنواب وتقريب وجهات النظر بينهما». وأكد البيان الذي نشرته وكالة «سبوتنيك» الروسية أن المجلس «سيقوم بتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه في مؤتمر باليرمو، وسيتعاطى بإيجابية كما كان في مؤتمر باريس». وأشار إلى أن السفير الهولندي «أكد استعداد بلاده للمساعدة في دعم الملف الليبي وإخراج ليبيا إلى بر الأمان، بخاصة في ما يتعلق بالملفين السياسي والاقتصادي». وكشف البيان أن «هولندا ستتمثل على المستوى الوزاري في مؤتمر باليرمو».

على صعيد آخر، رحبت المملكة المتحدة بموافقة مجلس الأمن الدولي على تجديد نظام العقوبات المفروض على ليبيا. وقال المنسق السياسي البريطاني لدى الأمم المتحدة ستيفن هيكي، في بيان رسمي عقب القرار، إن «العقوبات ستظل أداةً مهمة من أدوات مجلس الأمن، ولجهودنا الرامية إلى دعم حكومة الوفاق الوطني وترسيخ استقرار ليبيا، ومع ذلك، فإن العقوبات لا تعدو عن كونها جزءاً وحسب من الحل الذي يتطلّب مصالحة سياسية تامّة». وجدد هيكي دعم بلاده المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، بزعامة رئيس الحكومة فايز السراج، بوصفهما السلطتيْن التنفيذيتين الشرعيتين بموجب الاتفاق السياسي الليبي، مشدداً على أن «لا مناص للمجلس من اتخاذ إجراءات سريعة ضد المفسدين الذين يواصلون عرقلة تحقيق السلام والأمن والاستقرار في ليبيا».

كما أشاد هيكي بالجهود الدؤوبة التي يبذلها الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة وفريقه بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تشمل جميع الأطياف الليبية ضمن إطار الاتفاق السياسي.

ووصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج أمس، إلى مدينة مصراتة، في زيارة تفقد خلالها احتياجات المدينة.

في الأثناء، التقى قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الذي وصل إلى موسكو أمس، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وعقد معه اجتماعا موسعاً بحثا خلاله سبل حل الأزمة الليبية ومكافحة الإرهاب.

ميدانياً، اتسعت دائرة الاشتباكات في طرابلس أمس، بعد اندلاعها في طريق الشط، وسُجّل تحرّك آليات ثقيلة، وحشود مسلحة أمام مقر «كتيبة النواصي» في منطقة بوستة، إضافة إلى وجود قوة كبيرة تابعة لقوة الردع الخاصة عند طريق عرادة. وأكد معاون آمر السرية الأولى الأبرق مشاة في الجيش صلاح بوطبنجات، أن قوات الجيش أحكمت السيطرة على جميع الشوارع والأزقة المؤدية إلى حي المدينة القديمة في درنة. وأوضح بوطبنجات في تصريح إلى موقع «بوابة أفريقيا الإخبارية»، أن الجيش قام الثلثاء بقنص عدد من الإرهابيين.

وأعلن خفر السواحل الليبي إنقاذ 315 مهاجراً قبالة شواطيء ليبيا أمس.