التاريخ: تشرين الثاني ٧, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"اليونيسف" تحذّر: معارك الحديدة تهدّد حياة 59 طفلاً يمنيًّا يُعالَجون في مستشفى
معارك بين القوّات الحكوميّة والحوثيّين قرب الحديدة: مقتل 150 من الطرفين
المصدر: "أ ف ب"
حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم من أن المعارك في الحديدة غرب اليمن بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين، تهدّد حياة 59 طفلا يمنيا يتلقّون العلاج في مستشفى في المدينة.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة هنرييتا فور في بيان إن "المواجهات الكثيفة في مدينة الحديدة التي تضم ميناء، أصبحت قريبة في شكل خطير من مستشفى الثورة، ما يعرضّ حياة 59 طفلا، بينهم 25 في العناية الفائقة، لخطر الموت".

وأضافت: "أكّد أعضاء الجهاز الطبي والمرضى في المستشفى انهم يسمعون أصوات انفجارات عنيفة واطلاق نار. كذلك، اصبحت حركة الدخول والخروج من المستشفى، الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة، عرضة للخطر".

ويقع المستشفى جنوب المدينة المطلة على البحر الاحمر، قرب مينائها الاستراتيجي الذي تمر عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية، ويعتبر شريان حياة لملايين السكان.

ويشهد محيط مدينة الحديدة منذ الخميس معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المتهمين بتلقي الدعم العسكري من ايران. وتسبّبت المعارك منذ بدايتها بمقتل أكثر من 150 مقاتلا من الطرفين، وفقا لمصادر طبية وعسكرية في محافظة الحديدة.

ورغم حدة المعارك الدائرة، قال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه في تصريح لوكالة "فرانس برس" الاثنين إن الاشتباكات المستجدّة ليست "عمليات هجومية" لدخول المدينة والسيطرة على مينائها الخاضع لسلطة المتمردين.

وذكرت فور في بيانها إن بعض الاطفال الذين يتلقون العلاج في مستشفى الثورة يعانون سوء التغذية. وقالت ان المعارك بدأت تقترب من الميناء، محذّرة من أن تدمير الميناء أو اغلاقه أو الحاق أي أضرار به يمكن أن يؤدي الى أعداد "كارثية" من الوفيات.

اليمن: معارك بين القوّات الحكوميّة والحوثيّين قرب الحديدة... مقتل 150 من الطرفين
المصدر: "أ ف ب" 
اندلعت معارك جديدة في محيط مدينة #الحديدة اليمنية اليوم بين القوات الموالية للحكومة و#الحوثيين، في وقت يتزايد القلق على أرواح السكان الذين قد يجدون أنفسهم عالقين وسط الحرب.

وتسبّبت المعارك، منذ بدايتها الخميس الماضي، بمقتل أكثر من 150 مقاتلا من الطرفين، وفقا لمصادر طبية وعسكرية في محافظة الحديدة (غرب اليمن).

وبين هؤلاء، 49 مقاتلا في صفوف الحوثيين وصلت جثثهم الى مستشفيين في الحديدة صباح اليوم، على ما أفاد أطباء لوكالة "فرانس برس".

وقال مسؤولون عسكريون في القوات الموالية للحكومة لوكالة "فرانس برس" ان المعارك تواصلت لليوم السادس على التوالي في جهات عدة، بينما أكد الحوثيون الموالون لايران، عبر قناة "المسيرة" الناطقة باسمهم، ان الاشتباكات عنيفة جدا، لكنهم استطاعوا "افشال كل محاولات (...) الغزاة والمرتزقة (...) للتسلل".

ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل #السعودية على رأس #تحالف_عسكري في آذار 2015، دعما للحكومة المعترف بها دولياً، بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة، بينها صنعاء ومدينة الحديدة التي تضم ميناء استراتيجيا تعبر منه غالبية المواد التجارية والمساعدات.

وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران الماضي بدعم من التحالف، حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر، بهدف السيطرة على الميناء، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم اعلانها في منتصف أيلول الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.

ورغم حدة المعارك الدائرة حاليا، قال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لوكالة "فرانس برس" الاثنين، ان الاشتباكات المستجدّة ليست "عمليات هجومية" لدخول المدينة والسيطرة على مينائها.

ويؤكّد مسؤولون في القوات الموالية للحكومة أن هذه القوات تحاول قطع طريق إمداد رئيسي للمتمردين شمال الحديدة، بعدما تمكّنت من قطع طريق الامداد الرئيسي الآخر شرق الحديدة قبل أسابيع.

وتثير المعارك في الحديدة مخاوف منظمات انسانية وطبية على حياة السكان، ومن آثارها على المناطق الاخرى، في حال توقف نقل المواد الغذائية والمساعدات من المدينة الى تلك المناطق.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تغريدات على موقعها على "تويتر" اليوم ان "حدة العنف والمعارك الأرضية والقصف الجوي والبحري" اشتدت منذ الخميس الماضي، وان "خطوط الجبهات" تقترب "من المناطق المدنية والمرافق الصحية".

وتحدّثت المنظمة عن حركة نزوح لمدنيين يغادرون الحديدة نهاية الاسبوع، "بينما تفيد تقارير بأن هناك آخرين عالقون داخل المدينة، بسبب المعارك اليومية التي تزداد بسببها مخاوف وقوع المدينة تحت الحصار".

وكانت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" أعربت الاثنين عن "قلقها الشديد" من القتال في الحديدة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال مدير اليمن في المنظمة تامر كيرولوس في بيان إن "هذا التصعيد الخطير على أهم مدينة وميناء في اليمن قد يضع عشرات آلاف الأطفال في خط النار، ويزيد تضييق الخناق على إيصال الغذاء والدواء إلى بلد نقدر أن الجوع الشديد والمرض فيه يقتلان ما معدله 100 طفل يوميا".

واوضحت المنظمة أن العاملين في الحديدة "أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول".

ومنذ بدء علميات التحالف عام 2015، خلّف نزاع اليمن أكثر من 10 آلاف قتيل و"أسوأ أزمة إنسانية"، وفقا للامم المتحدة.

وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حذّرت الاحد من أن "اليمن اليوم جحيم حي"، مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد. كذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة، في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.

وتزامن اندلاع المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع الحوثيين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي.

وباءت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في أيلول الماضي في جنيف، بالفشل بسبب غياب الحوثيين. وتأتي الدعوات الى عقد محادثات سلام في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي خاشقجي، كاتب الرأي في صحيفة "واشنطن بوست"، والذي انتقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والحرب في اليمن، في قنصلية بلاده في اسطنبول في تشرين الأول الماضي. 

وتتّهم منظمات حقوقية السعودية بالتسبّب بمقتل مئات المدنيين، علما ان الحرب ادت أيضا الى مقتل عشرات الجنود السعوديين. ومساء الاثنين، أفادت وكالة الانباء السعودية الرسمية أنّ ولي العهد محمد بن سلمان زار جنودا جرحى يتلقون العلاج في مستشفى عسكري بالرياض، ونشرت صورا له.

ودفع النزاع الاقتصاد اليمني الى حافة الهاوية، وأدى الى انهيار العملة.

واليوم، أوردت وكالة "سبأ" الرسمية للأنباء أن الحكومة اليمنية أقرّت "تشكيل اللجنة العليا للموازنة العامة للدولة"، مشيرة الى أن هذه اللجنة ستعدّ إطار الموازنة لسنة 2019.

وفي حال إقرار هذه الموازنة، ستكون المرة الثانية منذ عام 2014 بعدما سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، ما دفع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والبنك المركزي الى التوجه إلى عدن التي أصبحت عاصمة موقتة.