التاريخ: تشرين الثاني ٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
السيسي: تغيير الحكومات بالعنف تفوق كلفته ثمن استمرارها
شرم الشيخ – «الحياة»
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى توعية الشباب بمقومات الدولة وكيفية الحفاظ على استمرارها، لتفادي «الانتحار القومي» من خلال أي تحركات غير مدروسة في هذا الصدد. وقال السيسي، خلال مشاركته في إحدى جلسات «منتدى شباب العالم» في منتجع شرم الشيخ، إن «قوة حشد الشباب والرأي العام لتغيير الأمر الواقع بالقوة، غالباً ما تخرج عن السيطرة، ما يُنشئ فراغاً هائلاً يؤدي إلى تدافع قوى الشر للتدخل في الشؤون الداخلية للدول والقضاء على مؤسساتها الوطنية». وأضاف: «أثبتت التجربة الواقعية خلال السنوات الأخيرة أن التكلفة الإنسانية والأخلاقية والاقتصادية لتغيير الحكومات بالعنف وتدمير الدول، تفوق بمراحل تكلفة عدم التغيير».

وأكد السيسي أن «تناقل الإشاعات موجود منذ القدم، ولكن تلك الظاهرة شهدت في العصر الحديث تطوراً كبيراً بفعل مواقع التواصل الاجتماعي التي تُستخدم من قبل أجهزة الاستخبارات وعناصر إرهابية»، لافتاً إلى أن «أي وسيلة أو تطور يُمكن أن يُدمر أو يبني بحسب استخدامه»، داعياً إلى «الاستعداد للتعامل مع تطورات مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا واستخدامها في شكل إيجابي ومواجهة خطورتها». وحض على تشكيل لجنة قومية أو مجموعة بحثية لمناقشة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، على أن تتولى وضع استراتيجيا لتعظيم الاستفادة من تلك الشبكات وتقليل آثارها السلبية»، لافتاً إلى أن «أي محاولة لمنع شبكات التواصل الاجتماعي لن تنجح».

وقال إن «إرادة الله حافظت على أركان الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، فضلاً عن دور القوات المسلحة كمؤسسة وطنية غير مسيسة، فاعلة وقادرة، حافظت على استمرار الدولة في مرحلة حرجة من عمر الوطن».

وتحدث السيسي خلال جلسات المنتدى عن سياسة مصر الخارجية، قائلاً إن «القاهرة تسعى في إطار سياستها الخارجية إلى تطوير علاقاتها الدولية في شكل متوازن مع الجميع، بعيداً من الاستقطاب والتكتلات». وقال: «نحن نؤمن بحق كل دولة في المنطقة في الحفاظ على شعوبها وصون مقدراتها وفق خصوصياتها المختلفة».

وفي ما يتعلق برؤية مصر لبعض القضايا الإقليمية، أوضح الرئيس المصري أن «تعدد الأطراف الدولية المتداخلة في اليمن يحد من هامش التحرك الإيجابي للتأثير في تسوية الأزمة». وزاد: «أما على صعيد القضية الفلسطينية، فإن مصر حريصة على المساهمة في دفع مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف والجهود بما يساعد على مواجهة التحديات الأساسية المتمثلة في تحقيق السلام المنشود». وأكد أن مصر تتحرك لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والتخفيف من آثار الظروف الصعبة على سكان القطاع،» مشدداً على أهمية المصالحة وحتميتها للوصول إلى سلطة واحدة وقيادة واحدة. وقال: «إذا كنت أنت (الطرف الفلسطيني) غير مُقدر لخطوة موقفك وخطورة ما أنت مُقدم عليه، ومُصر على عدم التجاوب... فأنت من تُفقد القضية قيمتها، ذلك أن المفروض هو أن يتنازل الجميع من أجل المصلحة العليا لهذه القضية»، مضيفاً: «لن نتفاوض عنكم، ولن نقبل إلا ما تقبلونه». وتطرق السيسي إلى عملية الاندماج والتكامل الأفريقي. وأشار إلى أنه يُفضل أن تتم في شكل تدريجي أسوةً بتجربة الاتحاد الأوروبي، على أن تبدأ بتسوية النزاعات كافة القائمة في القارة وتحقيق معدل نمو مناسب من أجل حياة كريمة لشعوبها».