التاريخ: تشرين الثاني ٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
سلامة: ليبيا تحوّلت معبراً للإرهابيين وملاذاً للمجرمين
طرابلس ـــــ «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تتسارع الحضيرات لـ «مؤتمر باليرمو» حول ليبيا المقرر عقده يومي الإثنين والثلثاء المقبلين، فيما كان لافتاً ظهور مواعيد قمم دولية مهمة ولافتة تسبقه بساعات قليلة، ما يوحي بأن قادة الدول المعنية في القمة لن يحضروا المؤتمر، وهو ما ينطبق أيضاً على المستويات السياسية العليا في إداراتهم التي ستكون مشغولة بالتحضيرات السياسية لقمم قادتها.

وإلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تستضيف بلاده أعمال قمة العشرين يوم الأحد المقبل، يلتقي الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ قمتهما الأخيرة في مدينة هلسنكي الفنلندية. كما يلتقي ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في أول لقاء بينهما منذ العقوبات الأميركية على تركيا، وأزمة القس أندرو جونسون الذي أفرجت عنه أنقرة في صفقة غامضة ينفيها الطرفان.

في غضون ذلك، قال الموفد الدولي غسان سلامة إن ليبيا «تحوّلت إلى معبر لمهربي الجماعات الإرهابية وملاذاً آمناً للمجرمين وللعصابات المسلحة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية». ورأى في كلمة ألقاها أمام «مؤتمر شباب العالم» المنعقد في شرم الشيخ أن «المشكلة في ليبيا تكمن في توزيع العائدات النفطية»، لافتاً إلى أن المعركة هناك «أصبحت معركة على الثروات وليس الأيديولوجيات».

وانتقد «تكالب الأطراف الخارجية على ثروات ليبيا في وقت تستغل الأطراف الداخلية هذه الثروات لتمويل نزاعاتها وإذكاء الحروب في ما بينها». وأضاف أن «تحوّل ليبيا إلى معبر للمهاجرين غير الشرعيين وملاذ للإرهابيين المهزومين في العراق وسورية، جعلها مثار اهتمام الخارج»، مؤكداً أن «الحل في ليبيا لا يكون عبر محاربة الإرهاب فقط، بل من خلال تأسيس دولة موحّدة بسلطة شرعية غير منقسمة، تتولى مهمة التعاون مع المجتمع الدولي لإعادة البلاد إلى سابق عهدها».

وخلال تصريحات صحافية أخرى على هامش مشاركته في المنتدى، تحدّث سلامة عن استمرار العملية السياسية في ليبيا بعدما وافق مجلس الأمن الدولي عليها على رغم العراقيل التي تواجه البعثة الدولية، التي أكد أنها مُصمِّمة على حلحلة الأزمة الليبية.

وشدد على أن الاشتباكات في العاصمة طرابلس والعمليات الإرهابية التي طالت بعض مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط والمفوضية العليا للانتخابات «لن تحول دون مضي البعثة الدولية في أداء مهامها»، داعياً الأطراف الليبية كافة إلى «ترك الخلافات والعمل على حل الأزمة».

وكان سلامة التقى أول من أمس، وزير الخارجية المصري سامح شكري. وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة المصرية أحمد حافظ بأن لقاء شكري- سلامة يأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الجانبين حول أبرز المستجدات على الساحة الليبية، وبحث سبل التوصل لحل دائم للأزمة.

ومن المفترض أن يكون سلامة خاطب في وقت متأخر من ليل الإثنين- الثلثاء مجلس الأمن الدولي في إحاطة جديدة عن الأزمة الليبية.

وأكد وزير خارجية حكومة الوفاق محمد سيالة، أن السلطات الليبية تتابع باهتمام مع الجهات المعنية المساعي الهادفة إلى الإفراج عن مواطن كوري مخطوف ومخطوفين آخرين. جاء ذلك خلال استقبال سيالة في طرابلس أمس، نائب وزير خارجية جمهورية كوريا لشؤون الكوريين بالخارج لي سانغ جين. وأفادت وزارة الخارجية الليبية في بيان بأن هذه الزيارة تأتي في إطار الوقوف على الترتيبات الأمنية المتخذة، تمهيداً إلى عودة الشركات الكورية لاستئناف عملها في ليبيا واستكمال المشاريع المتوقفة، والإطمئنان إلى مصير المواطن الكوري المخطوف في ليبيا.

على صعيد آخر، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن إدانتها العمل العدائي والتصعيد المسلح في مدينة صبراتة، والذي أقدم عليه مسلحون تابعون لأحمد الدباشي الملقب «العمو»، المدرج على قوائم العقوبات الدولية لمجلس الأمن. وحمّلت اللجنة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، مسؤولية زعزعة الأمن والاستقرار وترويع المدنيين وتعريض حياتهم للخطر.

وأكدت أن «استهداف المرافق والأحياء السكنية المدنية والمدنيين والهجمات العشوائية ضدهم محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، ويمكن أن تشكل جرائم حرب». وطالبت النائب العام بضرورة توقيف المطلوب أحمد الدباشي وتقديمه إلى العدالة.

وأفاد تقرير أعدّته صحيفة «كورير ديلا سيرا» الإيطالية بأن مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة سيف الإسلام القذافي «أمر قد لا يخدم المستقبل السياسي في ليبيا».

ونقل التقرير عن خالد الزيدي محامي سيف الإسلام القذافي قوله إن موكله لا يود مغادرة ليبيا على رغم عرض روسيا حق اللجوء السياسي عليه. وتطرّق التقرير إلى الأماكن التي يُحتمل أن يكون سيف الإسلام موجوداً فيها، وهي بني وليد أو ترهونة أو البيضا أو في طرابلس، لتنسف التكهنات بوجوده في تونس أو الجزائر أو مصر.

ووفقاً للتقرير فإن سيف الإسلام قد يلقى المزيد من التعاطف والاعتراضات على قرار محاكمته دولياً، بعدما تم منحه العفو.