التاريخ: تشرين الأول ٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
ليبيا تعتقل أخطر إرهابي مصري: عشماوي يحاكم في القاهرة قريباً
القاهرة – أحمد رحيم
في ضربة قوية للإرهاب، أعلن الجيش الليبي أمس توقيف الإرهابي المصري الفار هشام عشماوي، في عملية نوعية بمدينة درنة (شرق ليبيا). ويتصدر عشماوي قائمة الإرهابيين المطلوبين لدى القاهرة، وتنسق السلطات المصرية مع نظيرتها الليبية لتسلّمه من أجل محاكمته في عمليات إرهابية عدة تورط فيها، في وقت قالت مصادر مطلعة إن إجراءات اتُخذت لتأمين نقله.

واعتبرت أوساط أمنية أن سقوط عشماوي يقوّض خطر «المرابطين»، وسيوقف نشاط التنظيم في العمق المصري، ما يعزز الحال الأمنية المصرية التي حققت نجاحات بارزة مع إطلاق العملية العسكرية «سيناء 2018».

وقال الجيش الليبي في بيان أمس، إن عملية عسكرية ناجحة أفضت إلى توقيف الإرهابي المصري عشماوي فجر الإثنين في مدينة درنة (تبعد نحو 200 كيلومتر عن الحدود الغربية لمصر). وأشار لاحقاً إلى العثور على زوجة مفتي تنظيم «القاعدة» عمر سرور وأبنائه برفقة عشماوي. وكانت القوات الليبية قتلت سرور في حزيران (يونيو) الماضي، في ضربة بارزة ساهمت في تشتيت التنظيم الإرهابي «المرابطين» التابع لـ «القاعدة» والذي يُعد عشماوي أميره.

وعشماوي ضابط صاعقة سابق في الجيش المصري، خدم في سيناء سنوات عدة قبل فصله إثر محاكمة عسكرية قبل نحو 8 أعوام، بعدما بدت عليه مظاهر التطرف، وترويجه لأفكاره وسط الجيش المصري، لينخرط بعدها في العمل التنظيمي التكفيري، وليؤسس مجموعة ضمت ضباطاً في الجيش والشرطة (مفصولين) انضمت لاحقاً إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» (ولاية سيناء في ما بعد)، قبل أن ينشق عنها إلى تنظيم «القاعدة» عبر حركة «مرابطون» (تنظيم تابع للقاعدة في المغرب الإسلامي) والذي انخرط فيه عقب فراره من مصر إلى ليبيا.

وتورط عشماوي في عمليات إرهابية عدة، أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق اللواء محمد إبراهيم في أيلول (سبتمبر) 2013، إضافة إلى الهجوم على مكمن الفرافرة في الظهير الصحراوي الغربي، ما أسفر عن مقتل 22 مجنداً في تموز (يوليو) 2014، واستهداف الكتيبة «101» في سيناء عام 2016. وسبق أن أصدرت محكمة عسكرية حكماً غيابياً بالإعدام في حق عشماوي في كانون الأول (ديمسبر) الماضي، في قضية «أنصار بيت المقدس 3».

وحاول الإرهابي الفار خلق بؤرة إرهابية لمجموعته في صحراء مصر الغربية، تمهيداً لتنفيذ عمليات في العمق المصري، قبل أن تُحبط القوات المسلحة المصرية والشرطة المخطط، وتنجح في القضاء على عدد من أفراد مجموعته بينهم قيادات، وتوقيف آخرين، إثر العملية الإرهابية التي نفذوها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعرفت بـ «عملية الواحات». وكانت العملية أسفرت عن مقتل عدد من ضباط الصفوة في الشرطة المصرية، وخطف آخر ومحاولة الفرار به إلى ليبيا، قبل أن تحرره القوات المسلحة المصرية.

ويُتوقع أن يعكس توقيف عشماوي أمس في درنة، استقراراً أمنياً في صحراء مصر الغربية، إذ كان عشماوي ومجموعته يعتبران الخطر الأول الذي يداهمها، علماً أن القوات المسلحة المصرية في حال استنفار دائم في الظهير الصحراوي الغربي، كما في سيناء، ضمن عمليتها العسكرية الشاملة «سيناء 2018» للقضاء على الإرهاب. ونجحت العملية في التصدي لعشرات سيارات الدفع الرباعي خلال محاولتها التسلل من ليبيا إلى مصر عبر الصحراء الغربية.