التاريخ: تشرين الأول ٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
«الأطلسي» يجدد استعداده لدعم الأمن في ليبيا و«مجلس الأمن يجدد تفويضه تفتيش السفن
نيويورك، مرسيليا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
جدّد مجلس الأمن الدولي أمس، لمدّة عام، تفويضه لأعضاء الأمم المتحدة لتفتيش سفن مشتبه في قيامها بتهريب مهاجرين بين أفريقيا وأوروبا قبالة ليبيا، وذلك بعد «مفاوضات صعبة» مع الولايات المتحدة، وفق ما أفاد ديبلوماسيون.

وكانت المملكة المتحدة اقترحت مشروع القرار الذي وافق عليه بالإجماع أعضاء المجلس الخمسة عشر.

ووفقاً لديبلوماسيين، أدت المفاوضات إلى خلافات مع الولايات المتحدة التي أرادت أن تُزيل من مشروع القرار فقرات تفصيليّة اعتُبِرت «متساهلة جداً» حيال عمليات الهجرة.

واقتصر نصّ القرار في النهاية على تذكيرات بقرارات سابقة، إذ أنه «يُدين كلّ أعمال تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر» وهي عمليات «تُضعِف في شكل إضافي الاستقرار في ليبيا، وتُعرّض للخطر حياة مئات آلاف الأشخاص».

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني انخفاض عدد المهاجرين الواصلين إلى بلاده مقارنة بالعام الماضي. وقال سالفيني خلال إحاطة أمام مجلس النواب «منذ العام الماضي حتى الآن، رسا على سواحلنا 106 ألف مهاجر، لكن بالنسبة إلى هذا العام، لا نزال عند 21 ألفاً فقط»، أي أن هناك انخفاضاً في التدفقات بمعدل 85 ألفاً».

في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني مغربي توقيف 60 شخصاً يحملون جنسيات دول أفريقية كانوا مكدسين في حافلة صغيرة في طريقهم إلى أحد الشواطئ الشمالية للمغرب، قرب مدينة الدريوش، استعداداً لرحلة هجرة غير شرعية إلى إسبانيا.

وقال المصدر، لوكالة «سبوتنيك» الأربعاء أنه «كان على متن الحافلة مهاجرون من بينهم نساء وأطفال يستعدون للهجرة بطريقة غير شرعية نحو إسبانيا، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 4 إلى 6 آلاف دولار للشخص الواحد»، مؤكداً «اعتقال ثلاثة أشخاص من عناصر شبكة تدبير الهجرة غير الشرعية في مدينتي الدريوش والعروي (شمال)». وأفادت مديرية الأمن في مدينة طنجة (أقصى شمال غربي المغرب) في بيان أمس، بأنه «تم توقيف ثلاثة أشخاص، أحدهم شرطي، للاشتباه في تورطهم بقضية تتعلق بالسرقة الموصوفة والنصب والاحتيال بغرض تنظيم الهجرة غير المشروعة».

على صعيد آخر، وصلت سفينة الإنقاذ اكواريوس إلى مدينة مرسيليا الفرنسية أمس، لكنها قد لا تستطيع مغادرة الميناء، في حال أكدت بنما عزمها إلغاء تسجيل السفينة التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط.

«الأطلسي» يجدد استعداده لدعم الأمن في ليبيا

جدد حلف شمال الأطلسي «الناتو» استعداده لدعم ليبيا لإعادة بناء أجهزتها الأمنية والعسكرية بهدف حفظ الأمن والاستقرار. في غضون ذلك، كشف رئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني التي تتولى السلطة في مناطق شرق ليبيا، أنه أصدر تعليمات إلى الهيئة العامة للمواصلات والنقل بـــ «تحويل الرحلات الجوية من مطار بنينا في بنغازي إلى مطار الأبرق في البيضاء»، فيما لا يزال مصير نائب رئيس جهاز الاستخبارات العامة في الجيش الليبي، اللواء أحمد العريبي ونجله غير معروف، بعد تعرضهما للخطف مطلع الأسبوع الجاري، من قبل مجموعة مسلحة مجهولة. ويعد العريبي من أهم الشخصيات العسكرية في مدينة بنغازي والمنطقة الشرقية لليبيا، وهو مقرب جداً من قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر. وأعرب مجلس النواب الليبي أمس، عن إدانته واستنكاره خطف العريبي، داعياً الأجهزة الأمنية إلى كشف مصيره.


وأكد الأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبيرغ، خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسيل أول من أمس، أن الناتو لا يعرض تدريب قوات ليبية، لكنّه على استعداد لمساعدة ليبيا على إعادة بناء وتأهيل مؤسساتها العسكرية والأمنية وتحديدًا وزارة الدفاع وأجهزة الأمن لدعم الاستقرار داخلها، مشيراً إلى أنه (الحلف) «يولي أهمية كبيرة لمركز القيادة الخاص بالجوار الجنوبي، الذي بات يعمل انطلاقًا من مدينة نابولي في إيطاليا، قائلاً إنّه «أداة رئيسة في مجال تعامل الحلف مع التهديدات القائمة جنوبًا».

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني خلال اجتماع في وزارة الداخلية، إنه اتخذ قراره بتحويل الرحلات الجوية من مطار بنينا في بنغازي إلى مطار الأبرق بالبيضاء، «بسبب الفساد وسوء الإدارة في مطار بنينا وتعطيل مصالح الناس»، مطالباً أهالي بنغازي بـ «مساندة قوى الأمن في حماية المطار ومنع الفساد الذي يحدث من خلاله تلاعب في آليات سفر الموطنين».

على صعيد آخر، لا يزال مصير نائب رئيس جهاز المخابرات العامة بالجيش الليبي، اللواء أحمد العريبي غير معروف. وخطف العريبي الذي يعدّ من أهم الشخصيات العسكرية في بنغازي والمنطقة الشرقية لليبيا، فجر يوم الاثنين الماضي، بعدما اقتحم مسلّحون مجهولون منزله، وقاموا باعتقاله برفقة نجله ونقلوهما إلى جهة مجهولة.

وارتفعت نداءات مطالبة بضرورة تدخل السلطات المختصة لفتح تحقيق في عملية الخطف الغامضة التي استهدفت مسؤولاً عسكرياً بارزاً، والكشف عن مصيره ومكان احتجازه وأسباب خطفه ودوافعه. وناشد نواب إقليم برقة، رئيس البرلمان والقائد الأعلى للجيش الليبي عقيلة صالح، الكشف عن مصير العريبي، ومخاطبة الجهات المعنية بالتحقيق والمتابعة ومحاسبة الميليشيات المارقة المسؤولة عن عملية الخطف، والعمل على إطلاق سراحه.

وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، الأجهزة الأمنية في مدينة بنغازي، والقيادة العامة للقوات المسلحة بسرعة التدخل، للكشف عما حدث للعريبي ونجله ومعرفة مصيرهما.

وتولى في العام 2017 منصب عميد بلدية بنغازي، قبل أن يتم تكليفه بمنصب نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية.

إنسانياً، أعلنت منظمة «سي ووتش» الألمانية غير الحكومية أن سفينة انسانية جديدة استأجرتها جمعيات عدة وترفع العلم الإيطالي، في طريقها للقيام بدوريات قبالة ليبيا. وتزامن ذلك، مع عودة السفينة «أكواريوس» أهم سفينة انسانية ناشطة في وسط البحر الأبيض المتوسط إلى ميناء مرسيليا الفرنسي، بعدما خسرت تسجيلها في بنما.

وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا أمس، عن تقديمها مساعدات إنسانية لأكثر من 49.000 شخص من النازحين والعائدين من مدينة درنة وإليها خلال العام الحالي.