التاريخ: أيلول ٢٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
اتساع الخلاف بين حزبي طالباني وبارزاني على الرئاسة العراقية
أربيل – باسم فرنسيس
تعمق الخلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسين «الاتحاد الوطني الكردستاني» و «الحزب الديموقراطي الكردستاني» على منصب رئيس الجمهورية العراقية مع بدء كل منهما مفاوضات «أحادية الجانب» مع القوى الشيعية والسنية لاستمالة مواقفها، وسط تبادل للاتهامات على «التفريط» بوحدة الموقف الكردي، فيما دخل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على خط الأزمة في سباق مع الزمن قبل انقضاء المهل الدستورية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وواصل رئيس وفد «الديموقراطي» رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في بغداد محادثاته مع قادة القوى السياسية في التحالفين الشيعيين المتنافسين على تشكيل الكتلة النيابية الأكبر، بقيادة هادي العامري عن لائحة «الفتح»، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن لائحة «سائرون»، الذي التقاه أمس في مدينة النجف.

وكانت مصادر بارزة أكدت لـ «الحياة» أن نيجيرفان «تلقى رداً إيجابياً من قادة الفتح لتفضيل مرشحه لرئاسة الجمهورية (على رغم عدم الإعلان عن اسمه) على مرشح حزب طالباني»، في وقت يتوجه مرشح الأخير برهم صالح على رأس وفد رفيع لإجراء مشاورات مماثلة في بغداد، قبل حلول الموعد الدستوري لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس الجديد الثلثاء المقبل لانتخاب الرئيس، التي باتت بحكم المؤجلة لعدم ورود فقرتها ضمن جدول أعمال الجلسة المعلنة.

ووصف حزب «الاتحاد الوطني» الذي تقوده عائلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني في بيان أمس، خطوة حزب بارزاني بـ «الفردية»، وقال إن «ذلك لا ينسجم مع وحدة البيت الكردي، ويخالف تفاهماتنا على وحدة الموقف في بغداد، خصوصاً ونحن اخترنا مرشحنا لمنصب الرئيس وهو برهم صالح ولم نقدم بعد على الإجراءات القانونية لترشيحه في سبيل الحفاظ على وحدة الموقف».

وشدد الحزب على أن «الديموقراطي رفض محاولاتنا المتعددة للتحاور بهذا الشأن، وعلى رغم ذلك نعلن تمسكنا بالعمل المشترك ووحدة موقف القوى الكردستانية، وقد أثبتت الأحداث الماضية بأن الخطوات المنفردة لا تخدم المصلحة العليا للشعب الكردي».

من جهة أخرى، شدد حزب بارزاني على موقفه في التمسك بالمنصب، وقال في رد على بيان «الاتحاد»، «حريصون دائماً على وحدة الصف، لكننا سبق وأبلغنا الأخوة في الاتحاد بأن منصب الرئيس هو من استحقاق شعب كردستان وليس حكراً على حزب بعينه، وهو من حصتنا هذه المرة، إلا أنهم رشحوا برهم من دون الرجوع إلينا، وعلمنا بالأمر من خلال الإعلام»، مبدياً «الاستغراب لوصفهم زيارة وفدنا إلى بغداد بالفردي».

وأكد أن «الاتحاد لم يقدم مبرراً مقنعاً، يعتمدون على اتفاق عام 2005 (الاتفاق على تقاسم المناصب الاتحادية)، ومعلوم أن بارزاني لم يعد رئيساً للإقليم كما أن منصب رئاسة الجمهورية لن يذهب إلى المرحوم جلال طالباني، وسبق أن تنصل الاتحاد عن بنود ذلك الاتفاق، وكذلك الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بيننا عام 2007».

ولفت إلى أنه «إذا ما جعلنا الاستحقاق الانتخابي معياراً، فإن المنصب سيكون من نصيبنا، ونؤكد أن مطالبتنا بالمنصب ليست من باب التنافس على المناصب، بل منحه دوراً مؤثراً ليكون حامياً لمصالح كردستان، لا أن يكون منصباً هامشياً، وندعو الأخوة في الاتحاد إلى البحث مجدداً في ما تناولناه خلال آخر اجتماعاتنا، ونأمل بألا يكون بيانه معبراً عن موقف الحزب ككل».

وأعلن رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين أن «الديموقراطي رشحني رسمياً لمنصب رئيس الجمهورية»، فيما دعت هيرو إبراهيم أحمد عقيلة الراحل طالباني التي تقود «جناح الأكثرية» في حزب «الاتحاد»، «الأطراف الكردية إلى توحيد موقفها في بغداد»، ودعت إلى «أهمية أن يكون المنصب من حصتنا، بالاتفاق مع الأخوة في الديموقراطي».

على صعيد آخر، أفادت حكومة إقليم كردستان بأن نيجيرفان تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من بومبيو الذي أكد «أهمية الدور الفاعل لإقليم كردستان في المشاركة بتشكيل الرئاسات الثلاث في العراق»، مشيرة إلى أن «الجانبين اتفقا على جعل المرحلة المقبلة في العراق مرحلة استقرار سياسي وأمني، وأن تكون الحكومة الجديدة تعبيراً عن تطلعات كل المكونات».