التاريخ: أيلول ١٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
انتخابات مجالس محلية في مناطق سيطرة النظام السوري
موسكو - سامر الياس، دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب
أدلى السوريون أمس الأول في المناطق التي يسيطر عليها النظام، أصواتهم في أول انتخابات لمجالس الإدارة المحلية منذ بدء الاحتجاجات في العام 2011 والتي تحوّلت لاحقاً إلى صراع دموي.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح أمس، في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، واستمرت مفتوحة لمدة 12 ساعة مع تمديد محتمل مدته خمس ساعات إذا ما كان هنالك إقبال جماهيري، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وأوضحت الوكالة أن «أكثر من أربعين ألف مرشح يتنافسون على 18 ألفاً و478 مقعداً في مجالس الإدارة المحلية».

وتأتي هذه الانتخابات بعد سبع سنوات على آخر تصويت لانتخاب المجالس المحليّة.

وجرت الانتخابات بعد بدء النزاع الدموي الذي أدى إلى مقتل ما يزيد عن 360 ألف شخص، وأجبر الملايين على الفرار أو النزوح أو الهجرة، وخلف دماراً طال مُدناً وبلدات كاملة، وخسائر بمليارات الدولارات.

وتمكنت المعارضة من السيطرة على أجزاء واسعة خلال سنوات النزاع، قبل أن تعود القوات السورية مدعومة بحليفتها روسيا، للسيطرة على حوالى ثلثي البلاد بعد سلسلة من الانتصارات، لا سيما حول دمشق وجنوب سوريا.

وانتشرت حملات انتخابية محدودة في دمشق، وزّعت فيها بعض الصور للمرشحين في الساحات العامة والمدينة القديمة، فيما غابت الحملات الدعائية عن معظم بلدات الغوطة الشرقيّة.

وأدلى محمد كبادي وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 42 عاماً، بصوته في منطقة باب شرقي بالعاصمة لمرشح من منطقته. وقال لفرانس برس: «أعلم جيداً من سأنتخب. إنه شاب ونشيط وسيعود فوزه بالخير على أهل المنطقة».

وأضاف: «دائماً ننتقد الانتخابات، لكن إذا ما عزفنا عنها، سينجح الفاسدون وسيبقى الوضع على حاله، لذا يجب أن ننتخب الأشخاص الكفوئين لهذه المهمّة».

وبدا أن عدد الناخبين الذين توجّهوا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات البلدية أقل مما كان في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية السابقة، خصوصاً وأن يوم الانتخابات بقي يوم دوام عادي، ولم يعلن عطلة رسميّة.

وبث التلفزيون الحكومي السوري لقطات لناخبين في جميع أنحاء دمشق، وفي معاقل الحكومة بمدينتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري، وهم يقومون بإسقاط أوراق الانتخاب في صناديق بلاستيكية.

كما عرض التلفزيون الرسمي صوراً لناخبين في دير الزور المدينة الواقعة في الشرق التي استعادتها القوات السورية في شكل كامل العام الماضي بعد معارك ضارية ضد تنظيم «داعش».

تنتمي الغالبية العظمى من المرشحين لحزب البعث الحاكم الذي يشارك في الانتخابات ضمن قوائم تسمّى بقوائم «الجبهة الوطنية التقدميّة»

وتابع همام (38 عاماً) أشغاله في مكتبه بمنطقة المزة، غير مكترث بعشرات الصور المبعثرة على جانبي الطريق المؤدّي إلى عمله.

ولا ينوي هذا الموظّف في شركة للهواتف المحمولة الانتخاب ولا حتى بورقة بيضاء. ويقول «لماذا أنتخب؟ وهل سيتغيّر شيء؟ دعونا نتحدّث بصراحة، الجميع يعلم أن النتائج محسومة سلفاً لحزب واحد، وأن أعضاءه سينجحون بطريقة أقرب للتعيين».

ورفع عدد المقاعد حالياً في شكل طفيف (18 ألف مقعد) عما كان قبل بدء النزاع (17 ألف مقعد)، بعد أن تحوّلت عدد من القرى إلى بلديات كاملة.

وينتخب أعضاء المجالس المحلية لأربع سنوات على مستوى البلديات وتكون مسؤولياتهم في شكل عام توفير الخدمات الأساسية وغيرها من المسائل الإدارية.

ومن المتوقع أن يتحمل الفائزون في هذه الدورة مسؤوليات أكبر من سابقيهم وخاصة في مسائل متعلّقة بإعادة الإعمار وتأهيل المناطق التي طالتها الحرب.

لم يحدث أي تصويت في مناطق خارج سيطرة الحكومة، بما في ذلك الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال الشرقي وآخر معاقل المعارضة في مدينة إدلب شمال غربي البلاد.

وقال لـ «الحياة» الناطق بإسم مجلس سورية الديموقراطية (مسد) أمجد عثمان: «بمعزل عن التطورات التي تخللتها سنوات الأزمة لا معنى للحديث عن انتخابات إدارة محلية في سورية، ولسنا مهتمين بهذة الانتخابات، فالأولوية لنا هي تحقيق الديموقراطية في سورية لا مركزية وحل قضايا المكونات حلاً عادلاً وفي مقدمتها القضية الكردية».

وأضاف: «المواطنيين في مناطق الإدارة الذاتية غير مهتمين بالانتخابات، لذلك لم يتم تنظيمها في هذة المناطق. وأوضح: «خلال اللقاءات التي جرت في دمشق بين وفد المجلس وممثلين عن الحكومة السورية، تم تناول نقطتين أساسيتين هما الدستور ومشروع الإدارة الذاتية، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق حيث ظل كل طرف متمسكاً بمواقفة». وأضاف: «نحن نرى أنه لا بد من الحل السياسي في نهاية الأمر، فالحرب لن تخدم أي طرف خصوصاً أننا خلال السنوات الماضية كنا نواجه عدواً مشتركا هو داعش»، وبالتالي كسوريين نحن مدعوون لتجاوز الصراع وإنجاز الحل السياسي.