التاريخ: أيلول ١٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
هاربون من القصف يخشون الأسوأ وملاذهم الحدود التركية
إدلب (سورية) - رويترز
وصل سوريون هاربون من العنف في محافظة إدلب بأعداد كبيرة إلى قرى قرب الحدود التركية خشية أن تشن قوات النظام السوري هجوماً شاملاً على معقل المعارضة المسلحة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الاثنين إن أكثر من 30 ألف شخص فروا من منازلهم في شمال غربي سورية منذ أن استأنف النظام والقوات المتحالفة القصف الأسبوع الماضي. وأضاف أن «أي هجوم عسكري قد يتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين».

وقال علي المحيمد (50 سنة) والذي فر من قرية سرجة في إدلب مع عائلته الأسبوع الماضي: «ما حدث كان دماراً في كل الأماكن وحرائق أمر لا يمكن وصفه». وأضاف لـ «رويترز» من قرية قرب معبر باب الهوى مع تركيا: «لم يفرقوا بين المدنيين والآخرين». وانتقل للعيش في خيمة هناك مع 13 من أقاربه في مقر إيواء موقت بعد دفع إيجار لصاحب الأرض.

وقال المحيمد وهو أب لخمسة أبناء إن الناس يفرون بالمئات وبعضهم لا يجلب معه سوى أغطية وأدوات مطبخ. وأضاف: «الناس يأملون بأن يكون ذلك هو الصواب الآن... هنا الوضع أكثر أماناً من هناك لكن الغيب بيد الله». وزاد: إذا تقدمت القوات الحكومية على نحو أقرب صوبنا فلن يكون لنا أي خيار سوى اللجوء إلى الحدود التركية. وأضاف «لا يوجد مفر».

وتقول أنقرة التي تستضيف نحو 3.5 مليون لاجئ إنها لا تستطيع استقبال المزيد إذا تسبب هجوم على إدلب في تدفق جديد صوب حدودها. وأقام الجيش التركي 12 مركزاً للمراقبة حول إدلب هذا العام، وينتشر عبر منطقة تشكل قوساً في شمال غربي سورية قرب إدلب مع حلفائه من المعارضة السورية المسلحة.

وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن نحو نصف النازحين انتقلوا إلى مخيمات في حين ذهب آخرون إلى أماكن إيواء غير رسمية أو ظلوا مع عائلاتهم أو استأجروا سكناً.

وقال محمود أبو السعود الذي فر مع زوجته وبناته الثلاث إنه يشعر بالقلق من أن تزداد الأمور سوءاً نتيجة القتال. وأضاف: «ما الذي سنفعله؟ يلاحقوننا في كل مرة. نهرب لمسافة متر إلى الشمال ونترك الأمر لله. إلى أين سنذهب؟».

ووصلت عائلته وأشقاؤه وأبناء عمومته إلى مخيم أقيم في شكل غير رسمي قرب باب الهوى منذ ثلاثة أيام.

وأضاف أبو السعود أن سنوات الحرب أرغمتهم بالفعل على الفرار مرات كثيرة من قبل أولاً من مسقط رأسهم في محافظة حماة ثم العيش كلاجئين في الأردن المجاور. وتابع أنهم ذهبوا بعد ذلك إلى جنوب سورية لينتقلوا مجدداً في إطار اتفاق انسحاب عندما هزمت القوات الحكومية المعارضة هناك قبل نحو شهرين. وقال: «وصلنا إلى إدلب من دون أي شيء».

وأدى تدفق النازحين إلى زيادة عدد سكان منطقة إدلب إلى نحو المثلين ليصل إلى نحو 2.9 مليون شخص في السنوات الأخيرة. وتدفق مدنيون ومسلحون على المنطقة وتنقلوا بين البلدات والمدن التي استطاعت القوات السورية دحر المعارضة فيها بمساعدة روسيا وإيران.

وقال حسين العكاب (34 سنة) والذي وصل إلى مركز إيواء غير رسمي مع زوجته وأبنائه السبعة: «اليوم الأول من القصف قلنا إنه قد يهدأ. وفي اليوم الثاني كان القصف أشد... قصفت طائرة حربية ماشية عمي». وقال إنه قد تم إخلاء قرى بأكملها.