التاريخ: آب ١٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
السيسي: مسار الإصلاح قاسٍ وسأحافظ على التوازن الاجتماعي
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المضي قدماً في مسار الإصلاح الاقتصادي في بلاده على رغم صعوبته وقسوته، لكنه تعهد أيضاً الحفاظ على التوازن الاجتماعي في مصر، عبر دعم الطبقات غير القادرة.

وافتتح السيسي أمس، مجمعاً لإنتاج الأسمنت في بني سويف (جنوب القاهرة)، يضم 3 مصانع كبرى كل منها يحتوي على خطي إنتاج، فضلاً عن مجمع لإنتاج الرخام.

وقال السيسي، في كلمة على هامش افتتاح هذه المشاريع، إن «الدولة فكرت منذ سنوات في خصخصة شركات القطاع العام وهذا أمر جيد جداً، لكن كانت هناك فكرة في إحداث توازن بين القطاع العام والقطاع الخاص في مصر إلى حين ضبط آليات السوق، الذي تحكمه عناصر كثيرة جداً نمتلك جزءاً منها ونسعى لامتلاك بقية الأجزاء».

وأشار إلى أنه يسعى إلى «تقليل فاتورة الاستيراد عبر إنتاج احتياجات السوق المصرية في الداخل، لتوفير العملة الأجنبية، ما سيساعد على استقرار الجنيه المصري».

ولفت إلى «السعي إلى تطوير قطاع الأعمال العام التابع للدولة، الذي يضم 121 شركة، يُفترض أن إنتاجها يساعد كثيراً في تلبية احتياجات السوق المصرية»، داعياً العمال في هذه الشركات إلى «منح الدولة فرصة لتطويرها». وتعهد في الوقت ذاته «عدم الإضرار بالعمال». وقال: «أسعى إلى أن تصبح تلك الشركات قوة اقتصادية مضافة لمصر، تطويرها يمكن أن يحتاج إلى بلايين الجنيهات، لكن هذه القضية يجب حلها والتخلص من هذا الإرث».

وخاطب العمال قائلاً: «لن نفكر في التأثير على أسركم أو أرزاقكم، لكن لا بد أن تعلموا أن الإصلاح مسار صعب، ونحن ننشئ مصانع كي نحقق التوازن في سعر السوق». وزاد: «لو أخذنا قرار التطوير بقوة وجرأة، سنطور تلك الشركات والخوف في هذا الموضوع لن يُنجز شيئاً»، مؤكداً أن «مسار الإصلاح قاس ويحتاج جرأة ومتابعة دقيقة». وطالب الحكومة بـ «إعداد خطة كاملة لإصلاح شركات قطاع الأعمال العام».

ولفت السيسي إلى أن «المطلوب تنفيذه كثير جداً في كل مناطق مصر». وقال: «كل مكان في مصر يحتاج إلى تطوير، وفاتورة الدعم وحدها تكلف 334 بليون جنيه (الدولار يعادل نحو 18 جنيهاً)، لو لم يكن يوجد هذا الدعم أستطيع أن أعد خريطة استثمارية لكل مكان في مصر تُنفذ في عام واحد، لكن الدعم لن يُلغى، كي أحافظ على التوازن الاجتماعي في دولة ظروفها الاقتصادية صعبة».

وشدد السيسي على أن «هذه المشاريع القومية لم تكن لتنفذ، من دون الاستقرار والأمن الذي تحقق بفعل تضحيات الجيش والشرطة وصبر المصريين وتحملهم الإجراءات الاقتصادية».

وأشار الرئيس المصري إلى أنه شاهد خلال رحلته إلى بني سويف «تعديات على مجرى نهر النيل، حتى أن بعض المعتدين دشنوا طرقاً غير ممهدة بين الشاطئ وجزر نيلية عبر الردم في مجرى النهر». وطالب الحكومة بـ «إزالة هذه التعديات بسرعة كي لا تتحول الجزر النيلية إلى مناطق عشوائية».