التاريخ: آب ١٠, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
التحالف يشدد على «عمل مشروع» بعد غارات صعدة
الحوثيون ينفذون أكبر عملية توظيف لأنصارهم
أكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أن الغارات التي استهدفت محافظة صعدة أمس هي «عمل عسكري مشروع»، إذ طاولت عناصر من ميليشيات الحوثيين التي أطلقت صاروخاً باليستياً استهدف المدنيين ليل الأربعاء- الخميس في جازان جنوب السعودية.


في غضون ذلك، دفعت القوات البحرية السعودية بـ «زوارق حربية للانضمام إلى قوات التحالف لحماية مياه جنوب البحر الأحمر من خطر الحوثيين». وأفادت «قناة العربية» بأن تلك الزوارق «تمتاز بتنفيذ مهمات نوعية ودورية، من خلال قوة محركاتها وسرعة إبحارها»، مشيرةً إلى أنها تمتلك «قدرة على إنقاذ 20 شخصاً في الزورق الواحد، ووزن حمولتها 48 طناً».

وقال الناطق باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان صدر أمس، إن استهداف عناصر الميليشيات بالغارات «نُفِّذ بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية»، مشيراً إلى أن التحالف «سيتخذ الإجراءات ضد الأعمال الإجرامية والإرهابية للميليشيات، كتجنيد الأطفال والزج بهم في القتال واتخاذهم أدوات وغطاء لأعمالها الإرهابية». وأكد أن القياديين والعناصر الإرهابية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ الباليستية واستهداف المدنيين، «سينالون حسابهم ضمن جهود التحالف لمنع هذه العناصر من الإضرار بالأمن الإقليمي والدولي».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت أمس، مقتل عدد من اليمنيين بعد غارة جوية على باص في صعدة.

ونقلت «قناة العربية» عن المالكي قوله إن استهداف السعوديين والسكان في المملكة «خط أحمر». وأشار إلى أن الباص المستهدف «كان يقل عدداً من المخططين والمشغلين لإطلاق الصواريخ» الباليستية على أراضي المملكة، محذراً من «التخفي في أوساط المدنيين».

وأوضح المالكي في بيان صدر في وقت متقدم ليل الأربعاء- الخميس، أن قوات الدفاع الجوي للتحالف اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون في اتجاه جازان في السعودية. وذكر أن اعتراض الصاروخ نتج عنه تناثر شظايا على الأحياء السكانية، ما أدى إلى مقتل مقيم يمني وجرح 11 مدنياً. إلى ذلك، أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن «إدانة بلاده إطلاق الميليشيات صاروخاً باليستياً في اتجاه جازان». وأوضح في برقية بعث بها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن «هذا العمل العدائي يتنافى مع الشرائع والقيم والمبادئ الدولية»، مؤكداً «وقوف الكويت مع المملكة وتأييدها كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها».

ميدانياً، أفاد المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» بأن القيادي الحوثي محمد عبد الرقيب حسين المنصور قتل مع عدد من معاونيه أمس، بغارة لطيران التحالف على موقعهم في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة.

وقتل خمسة مسلحين حوثيين في مواجهات مع قوات الجيش اليمني على جبهة هيلان غرب محافظة مأرب. وقالت مصادر إن المواجهات اندلعت إثر محاولة تسلل فاشلة للميليشيات، أحبطها الجيش.

وناقش نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر خلال لقائه أمس، أبرز ممثلي وزارة الدفاع الأميركية لدى اليمن العقيد جونغ زافغ، «استئناف الدعم والتنسيق مع الولايات المتحدة في مجال بناء القدرات العسكرية والأمنية، وقوات محاربة الإرهاب». وأشاد الأحمر بالدعم العسكري والأمني الذي تقدمه واشنطن لليمن، ودورها في تدريب قياديين يمنيين في المجالات الدفاعية.

الحوثيون ينفذون أكبر عملية توظيف لأنصارهم في اليمن

أفادت مصادر برلمانية يمنية في عدن «الحياة» أمس، بأن الحوثيين في العاصمة «قدموا إلى مجلس النواب الخاضع إلى سيطرتهم، كشفاً بالإنفاق خلال النصف الثاني من العام الحالي، والذي أظهر زيادة نسبتها 22 في المئة، في بند رواتب الموظفين والعاملين في المؤسسات الخاضعة لسيطرة الجماعة، بمبلغ 8.5 بليون ريال يمني، على رغم استبعاد آلاف كشوفات الرواتب تحت مسميات مختلفة»، ما يعني أن الحوثيين ينفذون أكبر عملية توظيف لأنصارهم في الوظائف العامة في تاريخ اليمن.

وقالت المصادر أن الحوثيين «لا يتسلمون رواتب منذ نحو سنتين، لكن أنصارهم وعناصرهم يتسلمونها من خلال مشرفي اللجنة الثورية العليا للجماعة». وأضافت أن البيانات المقدمة من «حكومة الانقلاب» الحوثية، «تضمنت زيادة كبيرة في النفقات الاستثمارية على رغم عدم وجود أي نشاط استثماري في البلد منذ انقلابهم على الشرعية، كما تضمنت زيادة في بند النفقات غير المبوبة في الموازنة، وتشمل أجهزة المخابرات الحوثية بزيادة نسبتها 7 في المئة مقارنة بالنصف الاول من العام الحالي، أو 1.3 بليون ريال، وزيادة في معدل بند المنح والإعانات والمنافع الاجتماعية بأكثر من 3.5 بليون ريال، على رغم أن هذا البند متوقف تماماً».

وأشارت المصادر إلى «حجم النهب المنظم من قبل الحوثيين لأموال الدولة ومقدراتها تحت مبررات واهية، وارتفاع حجم الفساد في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وعملية إحلال كوادرهم في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والخدمية».

إلى ذلك، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قراراً ليل الأربعاء- الخميس، يقضي بتعيين حافظ فاخر معياد مستشاراً لرئيس الجمهورية رئيساً للجنة الاقتصادية. ويعتبر معياد أحد قيادي حزب «المؤتمر الشعبي العام»، كما أنه لجأ إلى الأردن منذ فترة خوفاً من «بطش الحوثيين». كما أصدر هادي قراراً آخر يقضي بتعيين نبيل الفقيه وزيراً للخدمة المدنية والتأمينات.

واعتبرت أوساط جنوبية بأن القرار لم يكن متوقعاً، فيما أشار سياسيون في عدن وصنعاء إلى أن استعانة هادي بمعياد والفقيه (كلاهما من صنعاء)، أتى من أجل التغلب على التحديات الحالية، ولإعادة التوازن الجغرافي إلى قوام الحكومة اليمنية والمناصب السيادية التي يشغل الجنوبيون معظمها.

ميدانياً، قتل 76 مسلحاً حوثياً على جبهة الساحل الغربي نتيجة غارات شنتها مقاتلات للتحالف على مواقع للحوثيين أمس.

على صعيد آخر، دان رئيس الاتحاد العام لأطفال اليمن مصطفى منصر، «الصمت الدولي وتخاذل منظمات حقوق الإنسان والطفولة حيال ما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات يمارسها الحوثيون». وقال لوكالة «خبر» إن الميليشيات «ترتكب جرائم حرب في حق هؤلاء الأطفال، في ظل صمت دولي مخزٍ تجاه هذه الانتهاكات»، مشيراً إلى أن «الحوثيين فرضوا التجنيد الإجباري على الأطفال، وخطفوهم من الشوارع وأرسلوهم إلى مشاركة القتال». ولفت إلى أن ألغام الميليشيات حصدت أرواح آلاف منهم، وما زالت تزرع الألغام التي تقتل كثيراً من الأطفال والنساء».