التاريخ: آب ٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
تنديد دولي بهجمات دمشق على إدلب
على وقع تنديد دولي بهجوم النظام السوري وحلفائه على محافظة إدلب (شمال سورية)، ونفي الصين المشاركة في أي عملية عسكرية تستهدف المدينة الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد»، تصاعدت أمس، الاشتباكات بين فصائل معارضة وقوات النظام في اللاذقية، التي يسعى النظام إلى إكمال السيطرة عليها ضمن شريط أمني يمتد من جنوب غربي إدلب إلى شمالها.

ودانت الأمم المتحدة أمس، الهجمات التي يشنها النظام السوري حلفائه في إدلب (شمال غربي سورية). وقال الناطق باسم أمينها العام فرحان حق إن «الأمم المتحدة تدين الهجمات في إدلب وتطالب بضرورة حماية المدنيين». وزاد: «نحن قلقون للغاية إزاء استمرار العنف الدائر في إدلب مما تسبب في مقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية.. إن الأمم المتحدة تدين بشدة الهجمات ضد المدنيين وعمال الإغاثة والبنى التحتية المدنية والإنسانية». وأكد أن «الأمم المتحدة تواصل دعوة جميع الأطراف، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم (الروس)، إلى ضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية بما يتماشى مع التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي».

إلى ذلك، أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف وهيئة التفاوض السورية هادي البحرة، أن السفير الصيني أكد لوفد من الهيئة زيف المعلومات التي نشرتها «صحيفة الوطن» الموالية للنظام، عن نية الصين المشاركة في عملية عسكرية متوقّعة في إدلب. وأفاد البحرة في تغريدة له على حسابه في «تويتر» بأن مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التفاوض قام بزيارة السفارة الصينية في الرياض، للتأكد من المعلومات التي كتبتها جريدة الوطن ومقرها دمشق عن استعداد الصين للمشاركة في معركة أدلب، وأكد السفير الصيني أن هذه المعلومات غير صحيحة وأنهم طلبوا اعتذاراً من الجريدة.

ميدانياً، شنّت فصائل المعارضة، عملية عسكرية خاطفة استهدفت مواقع قوات النظام والميليشيات المساندة لها، شمال اللاذقية. وأفادت مصادر عسكرية بأن الهجوم تركز العملية على محور الصراف في جبل التركمان، وأسفر عن سقوط أكثر من عشرين عنصراً من قوات النظام بين قتيل وجريح، فيما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 8 على الأقل من عناصر النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضابط، خلال الهجوم، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة دارت، بين قوات النظام وحلفائه، و «الحزب الإسلامي التركستاني» وفصائل إسلامية مساندة له من جهة أخرى، على محور الصراف في جبل التركمان في الريف الشمالي للاذقية. وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين.

ويعد هذا الهجوم الثاني للفصائل العسكرية على المنطقة خلال شهر.

وأضاف «المرصد» أن النظام جدد قصفه المدفعي والصاروخي على مناطق في القطاع الغربي من ريف جسر الشغور، على الطريق الواصل إلى جبال اللاذقية، ضمن مثلث غرب إدلب – جبال اللاذقية – سهل الغاب، ما تسبب بأضرار ودمار في الممتلكات.

إلى ذلك، تصاعت أمس دعوات مناوئة للمصالحة مع النظام في إدلب، ودعا مؤسس «الجيش الحر» العقيد رياض الأسعد، إلى «محاسبة دعاة المصالحات ومن يروج للنظام السوري». وأشار في تغريدة عبر «تويتر» إلى أن «الثورة ستستعيد عافيتها وتنطلق بهمة رجالها وأبطالها المخلصين، ولن تهدأ أو تستكين إلا بطرد الاحتلال ومحاسبة الخونة والمجرمين، فدماء السوريين الطاهرة واعراض العفيفات والمعتقلين والمعتقلات أمانة ثقيلة ولن نتخلى عنها مهما تكالبت علينا الوحوش والأنذال وحَقَد الخونة والجبناء». وأضاف: «لن يوقف مجازر الحاقدين المجرمين الا الحقد والانتقام ولن يوقف مذابح الاطفال والنساء والاغتصاب، إلا الاحتفاظ بالسلاح ومقاومة أولئك الخنازير والوحوش التي أتت تنهش بلحومنا من كل حدب وصوب».

وكانت «الجبهة الوطنية للتحرير» اعتقلت خلال الأيام الماضية نحو 45 شخصاً في ريف حماة الشمالي، قالت إنهم «من دعاة المصالحات ويروجون للنظام في الشمال السوري».

واعتقلت أمس «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) مسلحين من فصائل القلمون الشرقي، ممن انتقلوا إلى محافظة إدلب نتيجة اتفاق إجلاء مع النظام برعاية الروس.

وأفادت مصادر محلية في إدلب، بأن المسلحين الموقوفين يتبعون فصيل «أحمد العبدو»، وتزامن اعتقالهم مع حملة أمنية بدأتها «تحرير الشام» ضد من وصفتهم بـ «عرابي المصالحات». وقال الناطق باسم فصيل «أحمد العبدو» سعيد سيف إن «تحرير الشام اعتقلت أنس جيرودية (أبو مالك) أحد قادة الفصيل مع أخيه قاسم جيرودية، إلى جانب الشاب ربيع خزاعي، بصورة مفاجئة ومن دون تحديد أسباب». وأشار إلى أن «الهيئة اعتقلت ثمانية أشخاص من القلمون الشرقي خلال شهر، بينهم ثلاثة مبتورو الأطراف».