التاريخ: آب ٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الحكومة اللبنانية الجامعة عالقة في شباك المناورات
بقيت عراقيل تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة تدور في حلقة مفرغة من المناورات، على رغم تصاعد التحذيرات من «الانعكاسات السلبية لتأخيرها على الوضع الاقتصادي خصوصاً»، وآخرها من رئيس البرلمان نبيه بري أمس أمام نواب التقوه في إطار اجتماعه الأسبوعي معهم. وأعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته أثناء ترؤسه الاحتفال بعيد الجيش، عزمه «بالتعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري» على «إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة».

وحسم عون الموقف من التسريبات عن أنه مع تشكيل حكومة من الأكثرية إذا بقي الحريري مصراً على إعطاء حزب «القوات اللبنانية» 4 حقائب وزارية من ضمنها واحدة سيادية في حكومة من 30 وزيراً، و3 وزراء دروز من حصة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الأمران اللذان يرفضهما عون و «التيار الوطني الحر». ودعا عون في كلمته إلى «حكومة جامعة للمكونات اللبنانية من دون تهميش أي مكون، أو إلغاء دوره، ومن دون احتكار تمثيل أي من الطوائف». وأكد رهانه على «تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، لأن أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن خيانة للوطن».

ومع أن أوساطاً سياسية تفاءلت بإمكان إحداث خرق في جدار أزمة التأليف بعد الزيارة المفاجئة لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل للرئيس بري أول من أمس، أنهى فيها الأول قطيعة مع الثاني، إلا أن بري أبلغ النواب الذين التقاهم أمس أن «لا جديد في الشأن الحكومي». وأبدى بري ارتياحه للقاء الذي جمعه مع باسيل، والذي أعقبه إيفاد معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل للقاء الحريري لإطلاعه على فحوى اللقاء، خصوصاً أن اجتماعاً كان مرتقباً منذ أسبوع بين الحريري وباسيل، بناء على اقتراح الرئيس عون، لم يحصل. وسربت أوساط باسيل أن لا جديد لديه كي يلتقي الحريري، وأعلن تكتله النيابي أن مسؤولية تشكيل الحكومة تقع على عاتق الرئيس المكلف الذي اكتفى بالقول أن «الفرصة لم تتح بعد»، للقائه باسيل. وكان الحريري أوضح للصحافيين أول من أمس أنه «إذا كان هناك من يرغب في تحميلي المسؤولية، فإن الشعب اللبناني يعرف من المسؤول عن العرقلة».

ونقل زوار بري لـ «الحياة» تأكيده ضرورة الحوار والتواصل بين كل القوى السياسية للإسراع في تشكيل الحكومة، لكنه يرى في الوقت ذاته أن «الأمور لم تنضج بعد لنقول أننا أصبحنا على مشارف الحل». ونقل زوار بري عنه أن باسيل أبلغه «أننا إيجابيون والتعقيدات ليست عندنا ولكن لا مانع من اللقاء مع أي كان إذا كان ذلك سيحقق أي خرق في الأزمة وعقدها ليست عندنا بالتأكيد». وقال بري أنه «أوفد معاونه الوزير حسن خليل بعد لقائه باسيل، لوضع الرئيس الحريري في الأجواء الإيجابية التي سمعها في هذا الشأن، وأن الأمور يجب أن تذهب في الاتجاه الإيجابي وأن نفعّل الحوار لتفكيك العقد أياً يكن حجمها».

وأوضح بري للنواب وفق قول بعضهم لـ «الحياة»، أن الحريري «أبلغ الوزير خليل أنه يقوم بدوره، ولكن على الجميع أن يتحمل المسؤولية».

وسادت انطباعات في الوسط السياسي بأن العلاقة بين الحريري وباسيل يشوبها الجفاء والتوتر، خلافاً للسابق، نتيجة الشروط التي يضعها الثاني إذ رفع سقف مطالب تياره رداً على ما يقترحه الحريري لحصة «القوات اللبنانية»، وعلى التمثيل الدرزي، من خلال إصراره على تمثيل النائب طلال أرسلان.

ورأى بري «أنه يفترض تسريع تشكيل حكومة وحدة وطنية فاعلة، لأن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك. ولا أرى أي موجب للتأخير».

وإذ شدد بري على وجوب «إيجاد تسوية لإنجاز الحكومة»، نقل عنه النواب قوله: «إذا طال الأمر، نحن نتفهم ما يحصل». وأوضح لزواره أن «المجلس النيابي سيد نفسه ويفترض أن يأخذ دوره وفق المادة 69 من الدستور والتي تجيز له التشريع، في ظل حكومة تصريف أعمال وهناك سوابق في ذلك». لكنه يستمهل اللجوء إلى خطوة من هذا النوع راهناً.

بري يطلب تواضع الجميع لتأليف الحكومة
بيروت - غالب أشمر 
شكلت زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لرئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري فرصة لترميم العلاقة التي كانت تصدعت، عشية إجراء الانتخابات النيابية، وبعد فتور وقطيعة بين الطرفين امتدا أشهراً عدة، أعقبا وصف باسيل بري بـ «البلطجي» في لقاء انتخابي في البترون.

وأجمعت مصادر نيابية لـ «الحياة» على أن الزيارة «أتت بعد مساع كثيفة بذلها أصدقاء مشتركون، تربطهم علاقة وثيقة بين الطرفين، وفي مقدمهم، نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي الذي شارك في اللقاء». وأشارت إلى أن الزيارة طوت الصفحة الماضية، وأن العلاقة الشخصية، بين بري وباسيل، عادت إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات». وزادت أنه «باستثناء الخلاف في وجهات النظر على بعض الملفات الداخلية، فإن ما يجمع الرجلين وما يمثلان من قوى سياسية وازنة، هو أكبر من هذه الأمور، إذ إن هناك توافقاً على الثوابت الاستراتيجية، ومنها المقاومة والعلاقة مع سورية، ومقاربة ملف النازحين السوريين وتسريع عودتهم إلى بلدهم».

ولفتت المصادر إلى أن باسيل لمس من بري تأكيداً وتجديداً وإصراراً على حرصه على العهد ودعمه له في كل الظروف، وهو ما قدره لبري بقوله: «نحن نعلم يا دولة الرئيس هذا الحرص على العهد ونجاحه، وكنت دائماً واضحاً ومنسجماً مع مواقفك. عدم التصويت لانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية شيء وهذا أصبح من الماضي، وحرصك على نجاح العهد في سبيل المصلحة الوطنية مسألة أخرى، ونقدر ذلك، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي تواجه البلد».

وفيما أكد مصدر نيابي في «التيار الوطني الحر» شارك في لقاء الأربعاء النيابي، لـ «الحياة» أن لقاء بري- باسيل سيبنى عليه، وربما سيؤسس لمرحلة جديد ولتعاون، في العمل التشريعي خصوصاً، وفي الأمور الاستراتيجية عموماً»، وصف اللقاء الذي ساده جو من المودة والارتياح، من دون أن يقارب أي من الطرفين ما شاب العلاقة من فتور خلال الأشهر الخمسة الماضية، بأنه «أكثر من ممتاز. وتم التطرق خلاله إلى ملفات كثيرة، بدءاً بالموضوع الحكومي المتأزم، وتداعياته على الأوضاع الداخلية، وتناول البحث أيضاً ملفات محلية وإقليمية».

وأشارت مصادر نيابية أخرى لـ «الحياة» إلى أن «الملف الحكومي كان الأبرز خلال اللقاء، وأن الرئيس بري قدم مداخلة مطولة حول ضرورة استعجال تأليف الحكومة، لما للتأخير من انعكاسات سلبية على الشأن الداخلي عموماً والوضع الاقتصادي خصوصاً وضرورة التشاور والتواصل وعقد اللقاءات للتفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من المأزق الذي نعيش جميعاً والذي بدأ يتأثر به لبنان واللبنانيين، لأن البلد لم يعد يحتمل أي تأجيل في ظل ما يحدث من مستجدات وتطورات متسارعة في المنطقة، ولتلبي أيضاً متطلبات مؤتمر «سيدر» الذي يشترط تشكيل الحكومة والتزام الإصلاحات ليتم التعجيل في صرف المساعدات المالية التي أقرها»، وقالت المصادر إن الرئيس بري، استمزج رأي باسيل في إمكان لقاء الرئيس سعد الحريري، فلم يبد الأخير أي مانع يحول دون اللقاء، مبدياً تفهماً للوضع القائم، وانعكاس تأخير تشكيل الحكومة على البلد». ولم يضع باسيل شروطاً لأي لقاء مع الرئيس الحريري، وآثر عدم المبادرة منذ عودته من واشنطن إلى الاتصال بالرئيس المكلف، واللقاء به حتى لا يفسر ذلك بأن التيار الوطني هو من يعرقل ويضع العقبات أمام تأليف الحكومة. قائلاً: «العقدة ليست عندنا، ودولتك تعرف من هو المعطل. نحن ما شايفين شي جديد يؤكد أن العقد الموجودة في طريقها إلى الحل. أنا ما عندي مشكلة بأي لقاء مع أي كان، يساعد في تسهيل التأليف، لأن إنجاز هذا الاستحقاق هو مطلبنا جميعاً وخصوصاً مطلب فخامة الرئيس، ونعتبره إنجازاً للعهد ونجاحه كما حصل في استحقاقات سابقة».

ولفت المصدر في هذا السياق إلى أن الرئيس بري لمس من كلام باسيل تبعاً لمجريات الحديث وما سمعه منه أنه لا يمانع من أي لقاء، يعزز هذا المناخ. ما دفعه إلى إيفاد الوزير علي حسن خليل بعيد اللقاء إلى بيت الوسط، وبمبادرة شخصية لنقل الأجواء الإيجابية إلى الرئيس الحريري.

«يفضل سياسة التروي في التشريع»

وفي لقاء الأربعاء أبلغ بري النواب أن «لا جديد في موضوع تشكيل الحكومة»، ونقل عنه تشديده على أنه «لا يوجد أي مبرر للتأخير في ولادة ​الحكومة والتأكيد على العمل بكل الطاقات للإسراع في تشكيل الحكومة نظراً إلى دقة الوضع الذي نعيشه جميعا​ً». وأمل من «الجميع التعامل بمرونة وبمسؤولية في التعاطي مع الموضوع لتسهيل عملية التأليف والخروج من حال المراوحة التي تمر بها البلاد».

وعما يثار في شأن موضوع التشريع، في ظل حكومة تصريف الأعمال، نقل نواب عن بري قوله إن «المادة 69 من الدستور واضحة لجهة حق المجلس النيابي بالتشريع في مثل الوضع الذي نحن فيه الآن، وأن هناك أعرافاً سابقة حصلت حين كانت حكومات تصريف الأعمال، عدا عن آراء الخبراء وكبار الفقهاء مثل الدكتور إدمون رباط وغيره».

وأضاف: «على رغم هذا الحق الذي لا لبس فيه وفق نص الدستور، إلا أنني أفضل اتباع سياسة التروي حتى لا تفسر الأمور على غير محملها».

ووضع رئيس المجلس، وفق النائب علي بزي، النواب في أجواء لقاء باسيل، وهو نقل أجواء هذا اللقاء إلى الرئيس الحريري، وهو «يطلب التواضع من الجميع ونحن لا نقوم بدور الوسيط».

عون في عيد الجيش اللبناني: لحكومة لا تهمّش أحداً ولا تكون الغلبة فيها لفريق يستأثر أو يعطل القرار

حدد الرئيس اللبناني ميشال عون موقفه من مسألة تشكيل الحكومة العتيدة في ضوء تجدد السجال حول شكل هذه الحكومة والحصص السياسية فيها. وقال في احتفال عيد الجيش إنه مع «حكومة جامعة للمكونات اللبنانية من دون تهميش أي مكون، أو إلغاء دوره، ومن دون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف»، مشدداً على «ألا تكون الغلبة فيها لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة».

وأعلن عون عزمه، بالتعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، «لأن أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن خيانة للوطن وآمال الناس الذين عبروا في صناديق الاقتراع عن خياراتهم وتطلعاتهم. وأنا ملزم بحكم مسؤولياتي كرئيس للجمهورية، على احترامها وعدم السماح بالتنكر لها».

وأقيم الاحتفال بالعيد الـ73 للجيش في الكلية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية، وحضره الرئيسان نبيه بري والحريري إلى جانب عون، لتقليد السيوف للضباط الخريجين في دورة حملت اسم «دورة فجر الجرود». وأكد عون «أن «الجيش يظل المرجعية الأكثر ثباتاً عند الأزمات»، متعهداً أن «يكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه، وتطوير قدراته القتالية، وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات».

وأمام حشد سياسي وديبلوماسي عربي وأجنبي ووفد من قيادة «يونيفيل» وممثلي المرجعيات الدينية والروحية، وضع الرئيس عون إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم الكلية الحربية فيما ردد تلامذة الضباط عبارة «لن ننساهم أبداً».

وانطلق عون في كلمته من اسم الدورة قائلاً: «إن تلك الجرود التي خيم عليها ليل الإرهاب طويلاً وسالت على أرضها دماء وسقط شهداء وعانى مخطوفون حتى الشهادة، وبكى أهل وأحبة، بزغ فجرها في النهاية بسواعد أبطال، وقرار قيادة، وبسالة تضحيات حررت الأرض وطهرتها من الإرهاب فصانت كل الوطن. وأكدت العملية العسكرية النوعية التي قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين، والتي أجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها، أهلية مؤسستنا العسكرية واكتسابها ثقة دولية، وإيمان أبنائها بدورهم الجوهري في الدفاع عن وطنهم، وبأنهم في النهاية خشبة الخلاص له وسط العواصف والاضطرابات».

وحيا «شهداء «فجر الجرود» وهم ساكنون دوماً في بالنا ووجدان الوطن، لا سيما العسكريين الذين تمت استعادة جثامينهم بعد خطفهم على أيدي أبناء الظلام، ليحتضنها تراب الوطن أيقونة للبطولة والحرية».

وشدد على «أن الجيش في أوقات الحرب، يحفظ الحدود، ويصون الأرض والكرامة والسيادة، ويرمم التصدع في جدار الوحدة والعيش المشترك. وفي السلم، له الفضل في حفظ الأمن ومكتسبات الاستقرار، وتطلعات اللبنانيين. وعهدي للجيش أن أكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه، وتطوير قدراته القتالية، وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات، ليكون على الدوام على قدر المهمات التي يقوم بها والتي تنتظره في المستقبل، بالتوازي مع ورشة العمل والمهمات التي تنتظر الحكومة العتيدة، في معركة بناء الوطن. فلا يمكن الانتصار في هذه المعركة إن لم تلتق كل الإرادات على هدف واحد، تبذل لأجله التضحيات. فلا انتصار في معركة ضاع فيها الهدف وبدأ ضرب النار داخل الخندق. وهدفنا اليوم وفي المرحلة المقبلة، هو النهوض بالوطن والاقتصاد، وقطع دابر الفساد، وقيام الدولة القوية والقادرة، وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم، لا سيما أن مطالبنا المتكررة لاقت صداها الإيجابي أخيراً في دول القرار، التي نشهد تحولاً أساسياً في مواقفها لتصبح متناغمة مع التوجه اللبناني ودعوتنا إلى إعادة النازحين إلى أرضهم».

وشكر عون «المبادرات التي تهدف إلى اعتماد إجراءات عملية تؤمن عودة آمنة للنازحين السوريين. وعلينا ملاقاتها بجاهزية تامة بما يحقق الهدف المنشود منها»، مؤكداً أن «كل هذه الأهداف يمكن تحقيقها إذا صدقت النوايا وتضافرت الإرادات وانخرط كل مواطن في ورشة الإصلاح والتنمية، وبات خفيراً وحسيباً لأداء من أوكلهم شؤون حياته، وحلم العبور بلبنان إلى ضفة الحداثة والتطور».

ورأى عون أن «صوت اللبنانيين الذي تمثل في المجلس النيابي، يجب أن ينعكس على تشكيل الحكومة». وقال: «إذا كان بعض المطالب أخر حتى الآن تشكيل الحكومة، في مرحلة دقيقة ومليئة بالتحديات بالنسبة إلى لبنان، فأجدد تأكيد عزمي، بالتعاون مع الرئيس المكلف، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة».

وخاطب الضباط قائلاً: «لباسكم العسكري قوة اطمئنان لشعبكم وأهلكم، ومصدر الثقة والأمان لكل اللبنانيين، إن ضاع دوره ضاع الوطن. فحافظوا على قدسية بزتكم ولا تسمحوا بأن يشوهها أي إغراء». وشدد على دور العسكريين «الكامل في حماية جنوبنا من أطماع إسرائيل، بالتعاون الكامل والمنسق مع القوات الدولية. وساهمتم في الحفاظ على التزامات لبنان، لا سيما في تطبيق القرار1701، فيما إسرائيل لا تزال تنتهكه، وتحتل قسماً من أراضينا. لكن، كل محاولاتها لن تحول دون عزمنا على المضي في الاستفادة من ثروتنا النفطية، وبتنا على مشارف مرحلة التنقيب، التي ستدخل لبنان في المستقبل القريب إلى مصاف الدول النفطية».

وتخلل الاحتفال عرض لتشكيلات تابعة للقوات الجوية، تضمنت: سرب مقاتلات من نوع Super Tucano التي تستعمل لمهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بقنابل وصواريخ موجهة عالية الدقة وتشارك للمرة الأولى في العرض، سرب طوافات Bell تستعمل للعمليات المجوقلة، الإخلاء الطبي وقصف القنابل، سرب طوافات نوع Puma تستعمل لتنفيذ مهمات النقل والدعم الجوي القريب وقصف القنابل، سرب طائرات من نوع Cessna تستعمل لمهمات الاستطلاع وقصف الأهداف بواسطة صواريخ موجهة عالية الدقة، سرب طوافات نوع Gazelle تستعمل لتنفيذ مهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بصواريخ موجهة عالية الدقة، وحملت بعض الطوافات الأعلام اللبنانية ورايات الجيش.

وتليت مراسيم ترقية 24 ضابطاً في القوات البرية والجوية والبحرية وترقية 10 ضباط في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وضابط واحد في المديرية العامة لأمن الدولة.

وبعد التقاط الصور التذكارية، دوّن عون في السجل الذهبي للكلية الحربية: «لا تبدأ مسيرة الضابط بتخرجه، بل تفتح قصة حياته العسكرية. آمالنا معلقة عليكم لتكتبوا تاريخ لبنان المعاصر، بقلم الشرف وحبر التضحية، انتماؤكم إلى دورة «فجر الجرود» يضعكم أمام مسؤولية مضاعفة، بأن تكونوا، مع رفاقكم الذين سبقوكم «فجر لبنان» الموعود، أن تحملوا إرث أبطال أرسوا أسس الذود عن كرامة هذا الوطن وأرضه وشعبه».

ودوّن بري: «لبنان ليس جيشاً ولا لبنان من دون جيش».

وكتب الحريري: «تحية إلى الجيش في عيده. نتذكر في هذا اليوم، وكل يوم، شهداءنا الضباط والعسكريين، وتضحيات كل فرد من قواتنا المسلحة ليبقى لبنان سيداً حراً مستقلاً، ولتبقى الدولة فوق الجميع وراعية وضامنة للجميع، وليبقى الأمان والاستقرار لكل اللبنانيين».

تغريدات

وسجلت مواقف سياسية للمناسبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقال الرئيس ميشال سليمان: «باختصار، شرف تضحية وفاء، الوطن في عيد».

وغرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط: «‏نتقدم بالتهنئة للجيش في عيده في أول آب. أما وقد ذكر أحدهم معركة سوق الغرب في 13 آب 1989 التي خاضها الحزب الاشتراكي بمفرده في مواجهة الجيش اللبناني فإن هذه المعركة فتحت آنذاك آفاق الحل السياسي الذي سمي بالطائف لاحقاً. التحية لشهداء الجيش اللبناني والتحية لشهداء جيش التحرير الشعبي».

وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «لا جمهورية قوية من دون جيش قوي... مبروك لنا جميعاً عيد الجيش الـ73، هذا الجيش الذي أثبت في مناسبات عدة روحه المؤسساتية، انضباطه، كفاءاته القتالية العالية وبذل الدم في سبيل أمن المواطن».

وغرد رئيس «تكل لبنان القوي» الوزير جبران باسيل: «معك أمس بالتحرير ودحر الإرهاب، واليوم ببسط الأمن وفرض الاستقرار، وكل يوم بحماية الحرية والحفاظ على السيادة وتكريس الاستقلال... فتحية إليك وإلى شهدائك يا جيش لبنان».