التاريخ: آب ٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
«سيل» مبادرات سياسية في الجزائر
الجزائر - عاطف قدادرة
باتت مبادرة حركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية التي تطالب بـ»توافق سياسي» على مرشح لانتخابات الرئاسة، وبضمان من المؤسسة العسكرية، مجرد رقم بين مبادرات عدة طرحت لمواجهتها في أعقاب تحركات لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وحليفه التجمع الوطني الديموقراطي وعقدهما لقاءات مع أحزاب في الموالاة والمعارضة تتضمن بندا وحيداً هو «دعم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة».

وباتت حركة البناء الوطني، المنشقة «مجتمع السلم» تزاحم مبادرة «حمس»، إذ بدأت التحرّك وكانت البداية باتجاه حزب جبهة المستقبل، الذي حقق المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية خريف العام الماضي. وقال رئيس الجبهة عبدالعزيز بلعيد لـ «الحياة» إنه «سيستمع» إلى مبادرة حركة البناء «ثم نفصل فيها في اجتماعات هياكل الحزب».

وانطلق تيار المبادرات السياسية من حركة مجتمع السلم التي التقت عدداً من الأحزاب، ثم طوّر الحزب الحاكم بدوره مبادرة سياسية بمرجع وحيد هو «دعم ترشح بوتفليقة»، قبل أن تظهر مبادرة ثالثة بقيادة حركة البناء الوطني. واللافت في الحراك السياسي الحاصل، لحاق ثاني أحزاب الموالاة بـ «اللعبة»، إذ كشفت مصادر عن لقاء متوقع اليوم بين أحمد أويحيى وزعيم تجمع أمل الجزائر السيناتور عمار غول الذي يعتبر من الداعمين البارزين لبوتفليقة وأحد أهم وزرائه في العقد الماضي. وكان أويحيى طلب لقاء أمين عام جبهة التحرير جمال ولد عباس الإثنين الماضي في رئاسة الحكومة وخرجا ببيان لم يتضمن غير «الإلحاح في طلب ترشح الرئيس». وبتعدد المبادرات تحوّلت اقتراحات حركة مجتمع السلم إلى مجرد رقم بين زعماء الأحزاب، ما دفع محللين إلى القول إن «الموالاة تعلن إغلاق مبادرة مجتمع السلم». وقال الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي شهاب صديق لـ «الحياة» إن استقبال أحزاب الموالاة لمبادرة حركة مجتمع السلم «كان للرد لا قبولاً، نافياً أن يكون في تلك اللقاءات «ما يلزم الغالبية البرلمانية بشيء».

ويبدو أن مبادرة «حمس» عجلت بتحركات الموالين منعا لـ «استفراد» الإسلاميين بالساحة السياسية. ويعتقد أن تحالفاً سياسياً كبيراً سينشأ لدعم بوتفليقة، يضم التيار الإسلامي للمرة الأولى منذ سبع سنوات، ويبدو أن الخيار وقع على حركة البناء الوطني التي لا تضع أي تحفظات، على الأرجح، لدخول تحالف رئاسي موسع.