التاريخ: تموز ٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
«معبر نصيب» الحدودي بوابة سورية الجنوبية
مثل الإعلان عن سيطرة النظام السوري على معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن، والبدء في تأهيله تمهيداً لإعادة افتتاحه، مكسباً اقتصادياً لرأس النظام بشار الأسد، إضافة إلى الانتصار السياسي. فالمعبر الذي يعد الأهم في المنطقة، يمثل بوابة سورية الجنوبية إلى العالم، ومورداً للعملة الأجنبية. كما أن له أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الأردن أيضاً، ذلك أنه يشكّل منفذاً لبضائعه.

وأنشئ المعبر في العام 1991 على مساحة تقدر بـ2867 دونماً، وبدأ العمل به في العام 1997، قبل أن يقرر الأردن إغلاقه في نيسان (أبريل) العام 2015، بعدما تمكن «الجيش الحر» من السيطرة عليه. وخلال تلك الفترة حاول النظام مرات عدة استعادته لكنه فشل.

ولمعبر نصيب أهمية استراتيجية، جعلته أحد أهم المعابر في المنطقة، حيث تنقل عبره البضائع التجارية بين سورية ومن الأردن ودول الخليج العربية. ووفقاً لتقارير اقتصادية فإن له أهمية اقتصادية كبيرة لنظام الأسد، كونه يشكّل نقطة توزيع إلى روسيا وإيران والعراق وصولاً إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.

ويبحث الأسد عن إعادة تصدير منتجاته إلى السوقين الأردني والخليجي، إضافة إلى تحقيق عوائد مالية ضخمة من النقد الأجنبي من خلال الجمارك على المعبر والترانزيت عبر دخول الشاحنات الأردنية إلى سورية، إضافة إلى مرور الشاحنات اللبنانية عبره، كما أن النظام سيتمكن من خلاله إعادة العلاقات الاقتصادية مع الأردن وتخفيف الحصار المفروض عليه.

وشهدت الأشهر الأخيرة لقاءات عدة بين رجال أعمال وتجار من سورية والأردن، طالبوا باعادة فتح المعبر الحدودي.

وبالسيطرة على «نصيب»، ستنتعش تجارة الترانزيت من خلال المرافئ باتجاه المعبر نفسه إلى الأردن أو من لبنان باتجاه الأردن والخليج، إضافة إلى الواردات التي لا تقل أهمية عن الصادرات من دول الخليج إلى سورية، ومن ثم إلى العراق وصولاً إلى إيران ولاحقاً إلى روسيا.

ولا تقتصر أهمية المعبر فقط على دمشق، فقد كانت قيمة الصادرات اللبنانية التي تعبر من نصيب، تصل إلى نحو بليوني دولار وتراجعت في شكل تدريجي لتصل إلى نحو بليون دولار قبل إغلاقه في العام 2015.