التاريخ: تموز ٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
قمة بوتين - ترامب تختبر متانة علاقة واشنطن بأكراد سورية
موسكو - سامر إلياس
تختبر القمة الأميركية- الروسية المنتظرة في هلسنكي بعد أيام متانة العلاقة بين الأكراد والإدارة الأميركية. وتسود مخاوف من تخلي واشنطن عن قوات سورية الديموقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية والإدارة الذاتية في الشمال، وفتح الباب أمام استفراد الروس والنظام بالمشاركة مع الجانب التركي في فرض حل أو تسوية للأوضاع في هذه المنطقة على حساب الأكراد.

ومع سعي النظام السوري الحثيث وحليفة الروسي في حسم سريع للأوضاع في جنوب غربي سورية، قبل قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 16 الشهر الجاري، وتأكيد الجانبين أن القمة ستبحث في شكل مفصل الأوضاع في سورية، تتجه الأنظار نحو شرق الفرات الذي تسيطر عليه «قسد» بعد تحريره من تنظيم «داعش» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا.

وتخشى قوى كردية عدة من صفقة مع روسيا تفضي إلى تخلي واشنطن عن أقرب حلفائها في محاربة الإرهاب في سورية، مع قرب انتهاء الحملة العسكرية على «داعش» شرق الفرات. وتزداد مخاوف الأكراد من توافق إقليمي- دولي لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه الأمور قبل الثورة على النظام عام 2011.

ويعود مبعث القلق الكردي إلى مؤشرات عدة جرت في الأشهر الأخيرة، لا سيما سيطرة تركيا على مدينة عفرين بضوء أخضر روسي، وقبلها كانت عملية «درع الفرات» حاسمة في قطع التواصل بين مناطق شرق الفرات وغربه، وخلص الأكراد إلى أن الروس اختاروا التنسيق مع الجانب التركي حول كل سورية ضمن صفقات «درع الفرات مقابل حلب» و «عفرين مقابل الغوطة». وعلى رغم تعهد واشنطن بدعم الأكراد، ورسمها «خطوطاً حمراً» لمنع تقدم النظام والروس شرق الفرات فإن التفاهمات التي أجرتها مع تركيا حول مدينة منبج زعزعت الثقة بالحليف الأميركي.

وفي ظل خريطة معقدة للأوضاع في شمال شرقي سورية، أعلن «مجلس سورية الديموقراطية» غير مرة استعداده لفتح حوار مع النظام السوري. وأكدت مصادر كردية أن «الدعوة للحوار مع النظام والمعارضة صادقة في ضرورة الحوار السوري- السوري لتجاوز كل العقبات وبناء دولة ديموقراطية لا مركزية تعددية للجميع».

وفي اتصال مع «الحياة»، أعرب قيادي كردي عن «خيبة من ردود فعل النظام والمعارضة على دعوات الحوار لبناء مستقبل أفضل لمناطق شرق الفرات وشمال سورية عموماً»، موضحاً أن «النظام يرفض حتى الآن دعوات الحوار وما زال يعمل ضمن عقلية البعث القديمة، في حين تريد المعارضة أن نكون إسلاميين وتابعين لتركيا».

وفي المقابل، أوضح مصدر روسي لـ «الحياة» أن «موسكو وواشنطن تسعيان إلى كسب ودّ تركيا على حساب الأكراد»، وأشار إلى «أنقرة تستغل موقعها الجيوسياسي جيداً لتحصيل مكاسب أكبر من الطرفين في شمال وشرق سورية». وعن فرص الحوار بين النظام ومجلس سورية الديموقراطية، استبعد المصدر «استعداد النظام على التفاوض على قضايا جوهرية نظرا لتحقيقه انتصارات كبيرة في الأشهر الأخيرة، وقناعته أن واشنطن سوف تتخلى تدريجيا عن حلفائها في سورية كما جرى في الجنوب أخيرا».

ورجح أن «تسعى موسكو إلى فتح حوار بين الأتراك والنظام حول شرق الفرات وشمال سورية عموماً، باستثناء إدلب مرحلياً، للوصول إلى تفاهمات أقرب إلى ما كانت عليه الأمور وفق اتفاق أضنة 1998، ما يعني تحجيم دور الأكراد وإنهاء جميع المكتسبات التي حصلوا عليها بالدماء في السنوات الأخيرة».

وخلص إلى أن «الجانب الأميركي قد يقدم تنازلات في موضوع شرق الفرات لإثبات عدم وجود نية لديه في تقسيم سورية مقابل تعهدات روسية بمعالجة موضوع الوجود الإيراني».