التاريخ: تموز ٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
انقسام بين فصائل درعا حول المصالحة
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
تواجه الفصائل المعارضة في محافظة درعا (جنوب سورية)، انقساماً في صفوفها بين مؤيد ورافض لاتفاقات «المصالحة» التي تقترحها روسيا وتتضمن تسليم سلاحها وتسوية أوضاع مسلحيها وانتشار الشرطة العسكرية الروسية والقوات النظام السوري.

وبموجب مفاوضات تتولاها روسيا مع وفد معارض يضم مدنيين وعسكريين، انضمت الأحد العديد من المناطق في شكل منفصل، أبرزها مدينة بصرى الشام، إلى اتفاقات لـ «مصالحة»، ما مكن قوات النظام من مضاعفة مساحة سيطرتها لتصبح ستين في المئة من مساحة المحافظة الجنوبية، منذ بدء تصعيدها في 9 الشهر الماضي.

وأعلن المفاوضون المدنيون أمس انسحابهم من وفد المعارضة. وقالوا في بيان موقع باسم المحامي عدنان المسالمة «لم نحضر المفاوضات اليوم ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل ولن نكون ابداً». واوضح البيان: «لقد عمل البعض على استثمار صدقية وشجاعة الثوّار الأحرار من أجل تحقيق مصالح شخصيّة ضيّقة أو بأفضل الشروط من أجل تحقيق مصالح آنيّة مناطقية تافهة على حساب الدم السوري».

وأشار مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إلى «انقسام في الآراء داخل الفصائل بين موافقة وأخرى رافضة للاتفاق» مع الجانب الروسي.

ويتضمن الاقتراح الذي تعرضه روسيا على ممثلي المعارضة، وفق ما أكد عبد الرحمن وناشطون محليون معارضون، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب الحدودي مع الأردن. كما ينص الاتفاق على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات.

وأعلنت فصائل في درعا «النفير العام»، بعد فشل المفاوضات. ونشر «فريق إدارة الأزمة» بيانًا أعلن فيه «النفير». ودعا كل شخص قادر على حمل السلاح التوجّه إلى أقرب نقطة قتال ومواجهة.

في المقابل قالت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ «الحياة»، إن قائد «قوات شباب السنة» أحمد العودة قبل بالشروط التي عرضها الروس، وبدأ في تسليم آليات فصيله وعتاده العسكرية، على أن تدخل الشرطة الروسية و «قوات الأسد» إلى كل مدينة بصرى الشام. وأشارت إلى أن بقية الفصائل العسكرية رفضت العرض، واتخذت قرار المواجهة.

ومن بين فصائل «الجيش السوري الحر» الرافضة للاتفاق «جيش الثورة»، «الفوج الأول مدفعية»، و «أسود السنة»، و «فلوجة حوران»، و «ثوار الجيدور»، و «البنيان المرصوص».

وتسير قوات النظام حالياً في محور باتجاه كتيبة الدفاع الجوي غربي درعا البلد، والتي تحاول السيطرة عليها لمحاصرة أحياء درعا البلد في شكل كامل، وقطع الطريق الحربي بين الريفين الشرقي والغربي لدرعا. كما تحاول أيضاً السيطرة على مدينة طفس في ريف درعا الغربي، بعد رفض فصائلها «المصالحة».

وأشار مصدر سوري معارض مواكب للمفاوضات إن «الروس يقدمون عرض المصالحة الذي سبق أن قدموه في كل مكان، مع استثناء أنه لا يتضمن خروج الراغبين» في إشارة إلى اتفاقات الإجلاء التي كانت تقترحها على المقاتلين الرافضين للاتفاق مع الحكومة على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية.

ويثير هذا الاستثناء خشية في صفوف الأهالي والمقاتلين. وقال الناشط في مدينة درعا عمر الحريري: «يرفض الطرف الروسي خروج أي شخص من درعا إلى إدلب أو أي مكان آخر، وهذا هو سبب الرفض المستمر من معظم الفعاليات خوفاً من ملاحقات أمنية لاحقا... ومن عمليات انتقامية لو حصل الاتفاق». وزاد: «الوضع صعب والفصائل وكل المكونات الثورية في درعا أمام خيارات صعبة جداً. يضيق الخناق علينا أكثر فأكثر».

وقال المرصد السوري أمس أن مناطق في محافظة درعا شهدت أمس استمراراً لعمليات القصف والاستهدافات والاشتباكات. وأكدت وكالة الأنباء الرسوية (سانا) أن «وحدات الجيش واصلت عملياتها العسكرية ضد أوكار التنظيمات الإرهابية فيما تبقى من مناطق ينتشرون فيها في الريفين الغربي والجنوبي الشرقي لدرعا». وأشارت إلى تنفيذ «ضربات مركزة على أوكار الإرهابيين في قرى وبلدات النعيمة والجيزة وصيدا وصولاً إلى الحدود الأردنية المشتركة في الريف الجنوبي الشرقي التي شكلت على مدى السنوات الماضية خطوط إمداد للإرهابيين بالأسلحة والذخيرة».